للاعلان

Fri,19 Apr 2024

عثمان علام

الاعتماد علي النفس والابداع المفقود…سقراط

الاعتماد علي النفس والابداع المفقود…سقراط

07:47 am 26/10/2022

| رأي

| 1263


أقرأ أيضا: شخصيات…هاني ضاحي.. ارستقراطية المنصب

الاعتماد علي النفس والابداع المفقود…سقراط


دعونا نتصارح بأن ما نمر به من ازمات حاليه هي ازمات كاشفه بالدرجه الاولي ويصل اعتقادي الي انها لم تكن مفاجئه . 


فاذا كانت الازمة الحالية تبدو اقتصادية في مؤشراتها الظاهرة فأنها في الحقيقه مشكله مجتمعيه متأصله قد تتواري احيانا ، ولكن لم يتم الوصول الي حل لها عبر العقود السابقه . 

وتظهر هذه المشكله كالمرض في حاله نقص المناعه ، والمناعه هنا هي قدرة المجتمع علي تحقيق الاكتفاء الذاتي لاحتياجاته ومتطلباته الحياتيه في مختلف الظروف. وللاسف فالكل يعلم بأن مناعه المجتمع قد وصلت الي ادني مستوي لها علي الرغم من ضخامة جسده وعدده . واعتمد هذا الجسد الضخم في كل مدخلات حياته علي جهات خارجيه واستمر الاعتماد علي الغير في كل مايحتاجه في حياته اليوميه . فأذا الازمه الحاليه لا تبدو اقتصاديه في معناها الحقيقي وانما هي اشتداد اعراض المرض علي هذا المجتمع. 


ودعونا من اسلوب جلد الذات وليكن حديثنا لبنه في عمليه الاصلاح والوصول الي ثقافه جديده او لنقل بدايه جديده ارغمتنا عليها  ظروف ما نواجهها حاليا من تحدي وطني يجب التعامل معه لاعلاء شأن الحس والكرامه الوطنيه وضروره الاعتماد علي الذات اياً كانت المصاعب والمشاق . 

لنكن صادقين مع انفسنا بأننا فقدنا الحس الابداعي فيما نؤديه من عمل كلا في مجاله. وظهرت امراض المجتمع في :
اصبح معظم المجتمع يميل الي النشاط الخدمي والذي يعتمد علي القدره الجسديه في المقام الاول ويسمي مجتمعيا ( اكل عيش) وهو ينتهج اداء العمل المنوط به بدون تفكير ويبذل فيه الجهد البدني ليهرع بعده الي طعام وسبات عميق . 

وهذا النوع من العمل يعتمد في استمراريته علي وجود الاستثمارات الضخمه في المشاريع بمختلف انواعها بشكل مستمر ويصبح اول مصادر البطاله في حاله انخفاض الاستثمارات او تبعا لمتغيرات الاحوال الدوليه بصفه عامه وتأثيرها علي الشأن الداخلي .  

اما بالنسبه للصناعه فاننا لجئنا لاستيراد كافه احتياجتنا وتجد ماهو متاح من صناعه وطنيه ذو كفاءه وذوق منخفض للغايه ولا يتماشي مع التطور الهائل في كافه نواحي الصناعه . 

لم نقم علي سبيل المثال بتطوير صناعه الملابس رغم تاريخنا العريق بتلك الصناعه وقمنا بالتفاخر بالازياء الفرنسيه والتركيه وخلافه . 


وبالنسبه للزراعه فحدث ولا حرج والجميع يعلم مافعلناه في اجود الاراضي في بلدنا والتي لا يوجد مثيلها في العالم اجمع. وحتي فيما تبقي منها لم نستطع استنباط ايه افكار ابداعيه تزيد من انتاجها وتكفينا مذله استيراد طعامنا من دول اخري. اللهم إلا توجهات الرئيس للاستمرار بهذا القطاع ومحاولة تعويض ما سبق .

لم نعتاد علي الابداع وقمنا بالاستهزاء في كل من يحاول الخروج عما هو معتاد وخوفا ودرأ لايه مسئوليه . 


دعونا نري كيف غزا الابداع الخارجي حياتنا في غفله منا ..لتري كيف قامت بعض الدول بدراسه شامله لاحتياجتنا حتي علي اقل الاحتياجات شأنا .. سجادة الصلاة.. فانوس رمضان .. التوكتوك ..الموتوسيكل . 


الابداع هنا ليس في التصنيع و انما في دراسه احتياجاتك وقدرتك الشرائيه ليتم التصنيع علي مستوي قدرتك انت. وليصل لك المنتج في ارخص سعر وابهر صوره تجعلك تتهافت عليه رغم رادئه مواد تصنيعه وتلفه بعد فتره استخدام بسيطه. 

الامثله كثيره ونحن جميعا علي درايه بها . 

لذا فانني اؤكد علي ان الازمه الحاليه ليست ازمه اقتصاديه وانما هي ازمه كاشفه لما وصلنا اليه من تواكل وعدم قدرتنا تحقيق ذاتنا في مراحل الحياه المتعاقبه. 

لم يعد امامنا الا مكاشفه انفسنا بهذه الحقيقه ونبدأ من تغيير انفسنا وفتح عقولنا لرياح التغيير لطرد المفاهيم الباليه التي تجذرت في عقولنا وانفسنا وتعاملاتنا بمقوله هذا ما وجدنا عليه اباؤنا . 
افتحو ابواب الابداع ولا تستهزءو بالافكار حتي وان كانت سطحيه في بدايتها .. شجعوهم واشكروهم ولا تثبطو من عزيمتهم واطلبو منهم الاستمرار في التفكير والدراسه في كل مناحي ومشاكل المجتمع واشركوهم في التنفيذ ان لزم ليتحملو المسئوليه ويتفانوا في اتمام ما توصلو اليه من فكر.  وابتعدو  عن نغمه الشباب والشيوخ وتمكين المرأه وما الي ذلك فالكل سواء والجميع في قارب واحد ان نجا ...نجو جميعا . والجميع مدعو ليشارك في تنميه مجتمعه شيخا وشابا وامرأه . 

الابداع ياساده لن ينتج عن قرار لجنه لتقييم اختراع ومنحه براءه لتنضم الي الملفات المكدسه بالعديد منها ولكن سينمو الابداع بمزيد من الثقه بين كل صاحب عمل وعامليه واشراكهم في المشكله واحترام اراءهم عندها سيتفاني الجميع ويكون سباقا شريفا بين الجميع للوصول الي الهدف. 

دعونا نعيد الابداع في كافه مجالات حياتنا حتي في تعاملنا مع اولادنا لاكتساب صداقتهم وثقتهم بطرق جديده .
 دعونا نتعامل  مع مانواجهه من مشاكل في الطريق في العمل في التعامل مع الاخر بمفهوم مبدع وبأسلوب مختلف . ستجدون كل شئ سيتغير وسيكون سباقا شريفا وسنعيد الاحترام لصناعتنا الوطنيه ويقل اعتمادنا علي الخارج . دعونا نعيد الوعي والابداع  لزراعاتنا التي دمرناها بانانيتنا كلا منا يريد حاجته ففقدناً اخصب ارض في العالم ولا عزاء للمجتمع  الذي اكتوي بحروب الدول الاخري لتكون صدمه اخري كاشفه لنا فداحه ما فعلناه بأنفسنا عندما شح الغذاء في العالم اجمع. 

الصدق اقول لم يعد لنا من سبيل غير العمل الجاد والابداع في كل مانفعله وتحمل سنوات من المشقه حتي يبرأ المجتمع من حمي الاعتماد علي الغير وان نشجع بعضنا بعضا فكلنا في خندق واحد . وكل شرائح المجتمع مدعوه للمشاركه كلا في مجاله . وان نقوم جميعا بتشجيع صناعتنا وزراعتنا لنسمع هدير المصانع وتدفق المياه في كافه الاراضي لنعيد احتفالات مواسم الحصاد الي حياتنا مره اخري  . 


بغير هذا وذاك سنظل نتعرض للصدمه تلو الاخري وسنظل في حلقات متتابعه من المعاناه واليأس. واعتقد ان المصريين قادرين علي تغيير المستقبل واستعاده حسهم وكرامتهم الوطنيه ..اليس كذلك ؟

أقرأ أيضا: مجرد رأي..زمن الأبقار الحمراء

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟