للاعلان

Wed,24 Apr 2024

عثمان علام

عقل للإيجار …سقراط

عقل للإيجار …سقراط

10:20 pm 29/12/2022

| رأي

| 839


أقرأ أيضا: تجهيز غرفة جديدة وإهداء جهاز أشعة مقطعية للمستشفى الرئيسي الجامعي بالأسكندرية

عقل للإيجار …سقراط

 

قرأت مقالا عن حسن استخدام العقل في هذا الموقع المحترم . وقد هالني اننا دائما عندما نخاطب بعضنا البعض نتجه مباشره الي الاسلوب الانشائي لخطبه الجمعه الاسبوعيه وما فيها من وعظ وارشاد وتخويف ايضا . وهو ما قد يجعل استقبالها ضعيف وغالبا روتيني وعاده ينتهي ببعض الحوقله وادعيه الثناء علي الله وحمده علي نعمه وتنتهي علاقتك تماما بالمقال بلا تأثير معنوي او فكري واضح .  


فعندما نريد مناقشه قضيه معينه فعلينا ان نتجه الي القاعده العامه للمشكله والتي هي عنوان المقاله او الدراسه التي تريد الحديث عنها من منطلق ان تصل الي الهدف الاسمي من توصيل الهدف من المقال الي عقول ونفسيه القراء و تجتمع في هذه الدراسه كافه المشاكل الانسانيه والمجتمعيه والسلوكيه. ليكون لها التأثير الفعال علي قارئها من حيث مخاطبته من اتجاه ادراكه في حياته واقعآ. 
 ولحسن الحظ فقد كنت علي وشك الانتهاء من هذه المقاله( عقل للايجار) حتي ادركتني تلك المقاله فغمرني شعور المسئوليه من ضروره الانتهاء من مقاله( عقل للأيجار ) لمحاوله عدم تجاوز اهميه هذا الموضوع بحصره في عبارات الوعظ والارشاد . 

وابدء حواري مع القراء الاعزاء ...
هل تخيلت يوما ان تؤجر عقلا اخر مع عقلك . بعد ان ادركك شعور داهم بانه لم يعد هناك مساحه داخل عقلك تستوعب الاحداث والمشاعر والمطالب. اذا فأنت بحاجه الي مساحه اوسع تستوعب احلامك وطموحاتك وايضا مشاكلك . 


قد يعتبر البعض هذا نوع من الهذيان ولكن قد يحدث بعضنا  منا نفسه بوجاهه الفكره وكيفيه تحقيقها !!

دعنا نناقش اولا اسباب الاحتياج  لذلك لتأتي بعد ذلك كيفيه سبل التحقيق . 

تكمن اسباب الفكره في حاضر يغيض بالمتناقضات والاحداث علي مستوي العموم . اما علي المستوي الشخصي فأنت تفكر في كل شئ .. عملك .. مستقبلك .. اولادك .. رصيدك المالي .. وممتلكاتك  . فأذا اضفنا الي هذا وذاك احتياجك للتلون والتصنع وايضا الحاجه الي الاساليب اللازمه للتعامل مع الوان البشر علي اختلافهم  كرما وايذاء و من قبيل الدفاع عن النفس  احيانا نجد ان مساحه عقلك لاتفي ابدا . وتجد نفسك امام خيارين .. اما ان تكدس كل هذا عنوه  فيه فتصل الي مرحله الوجوم والشلل وعدم القدره علي تنفس الحياه . او ان تعيش مشتتا بعد ان تقرر  ان تأخذ جزء صغير من كل ماسبق حتي يتمكن عقلك من استيعابها فتصل لمرحله التشتت وعدم التركيز وتتناثر ايام عمرك  تباعا  بين افكار ومحاولات واوهام لتتعامل مع كل هذا الذي  جمعت  انت شتاته داخله  الي  ان تذروها  رياح الرحيل  الي منتاهها بلا رحمه. وتفقد انت  اجمل ايام حياتك في لاشئ !!

اذا فالموضوع جاد ولا بد من حل لهذه المشكله !!

اذا يأتي نظام الاستئجار دائما علي قمه الحلول السريعه للعديد من المشاكل .. ولكن هل يجدي هذا مع  تلك الحاجه ؟ هل لي ان اطلب عقلا للأيجار ؟ 
في هذا الزمن يمكن ان تجد مثل هذا فلما لا وقد اصبحت الارحام للأيجار !! 

ولكن دعنا نري كيف يكون هذا الايجار وتكلفته  وشروطه . فالمؤجر سيمنحك افكاره وسيساعدك في كل مايواجهك من مشاكل   ويدلك  في كل ماهو صحيح وحتي الملتو منها  لتواجه اصدقائك وخصومك علي السواء .  سيوفر لك مساحه اضافيه لزياده قدرتك علي المواجهه وقدرتك علي تحقيق المزيد من الارباح . انت الان اخذت ما اردت  من المؤجر  والسؤال الملح بعد ذلك  هل سيمنحك مساحه يحمل فيها همومك ومشاعرك ؟ هل سيفرح معك او يحزن عليك ؟ هل سيتهلل فرحا لنجاح ابن وزواج بنت ؟ هل سيدور بخلده مشاعر القلق  المتوجسه من المستقبل والتي تعيث في وجدانك ولا تهدأ  وانت تهجع في فراشك . هل سيمنحك هذا العقد جزء من صحته اذا انت احتجت لذلك ؟ 
دعونا نوجز كل هذا بسؤال هام  هل هذا العقل الاضافي سيمنحك مساحه من راحه البال  او عافيه يريح بها عقلك انت؟  ويجعلك هانئا مطمئنا ؟!!
اذا فلتعلم ان عقد الايجار لا يلزمه بذلك ابدا . 

اذا تبدو عمليه الايجار هي مساحه لاستيعاب المزيد من المشاكل والحروب وتكون بذلك  غير محققه لأمالك في حياه سعيده وبال مرتاح وعين تغمض بلا قلق  وتغدو  عبئا اضافيا عليك لانك تدفع مقابلها  ثمنا باهظا . 

اذاعليك من هذا العناء و دعونا نلجأ لنظام التملك .. ونعرض شراء عقل اضافي لنا ! هكذا يكون الحل!!  وجميعنا يمتلك المال اللازم اذا هيا بنا نقتضيه من اي مكان . 

وتكون المفاجأءه المدويه ..
 العقل الاضافي التمليكي يتطلب قلبا اخر ليبدء العمل !! يالهول المفاجأه .. لم يكن هذا في الحسبان . فالانسان لا يمكن  ان يحمل  في جوفه قلبين ! يا الله هل بهذا انتهي كل شئ ؟ 

لا لم ينته الامر ولكن ان لك ان تتعامل مع ماهو متاح .. والمتاح هنا هو عقلك انت بدون اضافه ايجارا او ملكا .. 

لن تستطيع الا ان تملك الا ما منحه الله لك سواء كان عاقلا راجحا او ضيقا او حتي محدودا في كفاءته في التعامل مع معطيات الحياه والتعامل مع الناس . 


والمتاح لديك يجب ان تعيد ترتيبه ليتسني ظهور مساحات تستطيع معها استيعاب المزيد من معطيات العمر حلوها ومرها وتستطيع معها ان تعيش هانئا مطمئنا . 


فلتفرغ منه مساحه بالتسليم بأن الرزق اتيك حتي ولو ابيت .. ومساحه اخري بأيمانك بأن حياه من تحب سوف تستمر بك وبدونك ولن تتوقف حياتهم علي فقدك. ومساحه اخري هائله من تجاهلك للكثير من المنغصات والمشاحنات والتسابق لنيل المطالب فما هو لك فهو لك . مساحات اخري يمكن افراغها بهدوئك النفسي والرضا  بما تملك  والاتجاه الي القراءه وسماع القرأن او الانجيل . والاستمتاع بالاحفاد ولذه التعامل معهم . الزراعه امام منزلك او في اي مكان متاح .. فلتجرب ياصديقي وستري كم هو جميل هذا الشعور بالتحرر من الماديات قدر الامكان . 

الكثير من المساحات ها هي قد نشأت بدون الحاجه للأيجار او التملك .


ارجوك لا تعتبر هذا المقال من قبيل النصح والوعظ ولكن لتتفكر في حالك الساكن في مساحه عقلك علك تنجح في الاستفاده منها لتعيش هنيئا هادئا وياله من مرام .. 
والسلام

أقرأ أيضا: إنبي تناقش التعاون مع مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟