للاعلان

Fri,29 Mar 2024

عثمان علام

عثمان علام يكتب: اللعنة التي تصيب مديري مكتب الوزير

عثمان علام يكتب: اللعنة التي تصيب مديري مكتب الوزير

09:16 pm 09/05/2023

| رئيس التحرير

| 4262


أقرأ أيضا: إنبي 2007 يُقصي الاهلي بهدف نظيف ويصعد لنصف النهائي

عثمان علام يكتب: اللعنة التي تصيب مديري مكتب الوزير 


يبدو الأمر قديماً ومتوارثاً ، فقد رأينا في تسعينيات القرن الماضي وما تبع هذا التاريخ وحتى وقتنا هذا كيف أن منصب مدير مكتب الوزير " أي وزير"، تطارده اللعنات من كل مكان ، لم يسلم أحد على مدار التاريخ ، وقد طال الأمر حتى مديري مكاتب الزعماء والروؤساء والقادة .


والتأريخ لهذا أمر سهل ، فمن الممكن تتبع سير السابقين ، لتكتشف عزيزي القارئ كيف أن كل مدير مكتب في أي مكان أصيب بلعنة الكرسي ، وتحمل أخطاء غيره ، هو مشهد يذكرني بالثمن الباهظ الذي دفعته الشرطة المصرية في أعقاب ثورة 25 يناير من عام 2011 ، لقد دفعت الشرطة ثمن أخطاء الوزراء وروؤساء الأحيان وفساد المحليات وارتفاع الأسعار ، وندرة الدخل وقلة فرص العمل ، وبات الجميع ينظرون للشرطة بأنهم السبب في كل مصيبة حدثت في مصر ، بينما الحقيقة أن الشرطة لم تكن سوى جهاز تنفيذي يحافظ على أمن الوطن والمواطن وينفذ تعليمات القادة والتشريعيين والسلطات القضائية .


الأنر هنا يخص قطاع البترول ، ترون كيف كانت صورة مدير مكتب المهندس حمدي البنبي وقبله عبدالهادي قنديل ومن سبقوا هؤلاء ، ومن تبعهم بعد ذلك في عهد المهندس سامح فهمي ، صورة هؤلاء لاتزال عالقة فى الأذهان حتى وقتنا هذا ، وكأنهم كانوا السبب في مصيبةً وقعت ، ترون أيضاً صورة مدير مكتب المهندس شريف إسماعيل والمهندس أسامه كمال ، لقد باتت مليئة بالرتوش دون إرادة منهم ، البعض حملهم ما ليس لهم فيه ذنب ، ربما تكون لهم أخطاء لكنها ليست بالقدر الذي نصوره نحن  .


وفى الماضي القريب رأينا كيف تعمد البعض تشويه صورة الأستاذ طارق القلاوي مدير مكتب المهندس طارق الملا الأسبق ، وانبرى البعض في نسج خيالات عن الرجل ، حتى أنني رابطت أياماً بجوار مكتبه حتى اتأكد بنفسي أن مكروهاً لم يصبه ، لقد وصل الأمر إلى القبض عليه وحبسه وتحويله للمحاكمة ، وبينما كان الرجل يلملم أوراقه من داخل مكتبه ، كان البعض يقسم بأغلظ الأيمان أنه محبوس بعد القبض عليه .


ظلت اللعنات تصيب طارق القلاوي لأيام طويلة ، حتى تخلص الرجل من كابوس الشائعات ، وخلد إلى بيته وبين اولاده يعيش في سكينة ، لكنها لم تكن سكينة بل كانت سِكينة ، ذبح بها وذبحت معه أسرته واقربائه وكل من يعرفه .

 

وتتسآل : ماذا اقترف طارق القلاوي حتى يحدث له ذلك ؟، وهل كان فساد طارق القلاوي مخفياً طيلة الوقت الذي قضاه فى المنصب ولم يتكشف إلا بعد يوم واحد من خروجه للمعاش؟، ولماذا سكتت الأقلام والألسنة طيلة هذا الوقت وانتظرت حتى خروجه من الخدمة ؟

 

مشهد اللعنات الذي عاشه طارق القلاوي سرعان ما انتقل للاستاذ هشام نور مدير مكتب الوزير الذي خرج للمعاش أول أمس ، نفس الأحداث ونفس الطريقة ونفس النقد ونفس الشائعات ، وكأن الأمر مسطرة جاهزة تطبق على كل من هو خارج السلطة ، وكأن وجود هؤلاء فى السلطة يخرس الالسنة ويقيد الحركة ، هذه الالسنة سرعان ما تنفك عقدتها بعد ترك هؤلاء للمنصب بدقائق .


وأنا هنا اتسآل: ماذا اقترف هشام نور حتى تصيبه كل هذه اللعنات ؟، وهل كانت اخطاءه خافية الى الحد الذي يمنع السكوت عنها لأخر نفس ؟، ولماذا لم يفتح البعض ملفاته "إذا كان له ملفات"، قبل خروجه للمعاش ولو بيوم واحد ؟


نفس التسؤلات التي طرحتها عن طارق القلاوي وعلى هشام نور ، تنطبق على الاستاذ إبراهيم خطاب ، وحتماً ستطول أخرون فى المستقبل القريب ، طالما أن الأمر مباح ويعتمد على شائعات يرددها البعض ، وقد عشت وتعايشت معها .

 

وأصدقكم القول أنني لم اطالع مقالاً واحداً انتقد طارق القلاوي ولا هشام نور ، فقط طالعت ما كتبه بعض الزملاء عن الأستاذ إبراهيم خطاب ، لكن لي أصدقاء قراءوا لي ما كُتب مؤخراً ، وسطره زملاءه اعزاء لهم كل التقدير والأحترام ، والنقد ليس موجها لهم في كل الأحوال ، فكلاً منهم له وجهة نظره وحريته المكفولة ولا يمكن أن يصادرها أحد .


غير أنني اتحدث عن الحالة العامة التي يعيشها القطاع وتعيشها مصر منذ القدم ، طالباً من الجميع أن يعيشوا التجربة ويضعوا أنفسهم مكان هؤلاء القوم ، فلديهم أسرة وعائلات وأبناء ومحيط اجتماعي ، وهذا الكلام يلقي بظلاله السلبية عليهم ، كما أنه يبعث بصورة سلبية لم خلفهم فى المنصب ويضعهم على المحك ، ويجعلهم متخوفون دائماً ، هل سيفعل بنا نفس ما فُعل بالسابقين ؟، وهذا من شأنه يخلق حالة من الذبذبة فى العلاقات ويحولها لقشور لا تحمل بين طياتها الثقة ، إنما تحمل علاقة وأدت قبل أن تولد ، لأنها قائمة على التخوف من التعامل مع هؤلاء الذين يصبون لعناتهم على كل مسئول فور تركه للمنصب .


وأنا هنا أوصي غيري بما أوصي به نفسي ، فالجميع زملاء يشوبني ما يشوبهم ، ويؤثر في ما يؤثر فيهم ، لكنها الأمانة : لا تنجرفوا وراء الشائعات ، ولا ترددوا كلاماً يقال فى الغرف المغلقة ، واعلموا أن من يتحدث اليكم سلباً عن هؤلاء ، لا يملك من الشجاعة أن يتحدث فى العلن ، وترون كيف أن الذين يشيعون الفاحشة عن غيرهم ، هم أول من يبادر بتقبيل ايادي من هم فى السلطة فى العلن وأمام الجميع.

 

#عثمان_علام #حكاوي_علام

أقرأ أيضا: فوانيس علام..تخاريف صيام..أكل الزلط

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟