وزير البترول :كشف "شروق" لن يكون الأخير وشرق البحر المتوسط منطقة واعدة باكتشافات مستقبلية.
حاورنا المهندس شريف اسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية وطرحت عليه ما يدور في الشارع من أسئلة عما يتردد عن ظهور اكتشافات أخرى قريبا نظرا للتراكيب الجيولوجية المتميزة في هذه المنطقة وما سيضيفه هذا الكشف إلى الاحتياطي الغازي لمصر ومتى سيبدأ الانتاج الفعلي منه ومراحل تطوير التسهيلات الموجودة لتتواكب مع حجم الانتاج الهائل منه الكشف الجديد وكيف سيؤثر هذا الحقل في تغيير خريطة المنطقة الاستثمارية ومتى ستتوقف مصر عن استيراد الغاز من الخارج وتحقق اكتفاء ذاتيا وهل سيتوقف الحديث عن استيراد الغاز الاسرائيلي وانعكاس هذا الكشف على التوسع في توصيل الغاز الطبيعي للمنازل .. وإلى تفاصيل الحوار. .
-22 تريليون قدم مكعب غاز جاهزة للإنتاج من حقل شروق الجديد.
-بعد الإعلان عن الكشف الغازي " ظهر " فى منطقة شروق البحرية هل من المتوقع ظهور اكتشافات غازية أخرى قريبا؟ * أعتقد أن منطقة شرق البحر المتوسط كلها والمياه الاقليمية المصرية ستكون في الفترة القادمة تحت أعين الشركات العالمية نظرا لأن الكشف شروق عملاق وفي تركيب جيولوجي مختلف وحجمه كبير وانتاجيته عالية والشئ الجديد في هذا الكشف أن سمك الطبقات الحاملة للغاز يصل إلى 630 مترا وهذا لم نعتد عليه في مصر من قبل وهذا يعطي مؤشرات بأن الاحتياطي المعلن عنه قابل للارتفاع مع زيادة عمليات الحفر في الحقل الجديد واكتشافات جديدة متوقعة وستطرح الهيئة المصرية العامة للبترول في مطلع اكتوبر مزايدة تنقيب وبحث عن الغاز في مناطق الصحراء الغربية ونتوقع أن تعيد الشركات النظر في الفترة المقبلة في كل أعمال البحث السيزمي التي جرت في البحر المتوسط وفي التراكيب الجيولوجية الموجودة فيه وفي دلتا النيل البحرية أو البرية وبالفعل بدأت بعض الشركات العاملة في المياه المصرية تعجل ببرامج البحث السيزمي والمعالجة وتريد بدء الحفر بسرعة لأنها تشعر الآن أن هناك فرصا أكبر في المنطقة." - كيف تنظر إليه الكشف الغازي الجديد كوزير للبترول؟
* الكشف الغازى الجديد (ظهر) فى منطقة شروق البحرية بالبحر المتوسط يعد تتويجاً لمجهودات قطاع البترول خلال العام ونصف الماضيين حيث تم توقيع 56 اتفاقية بترولية باستثمارات حدها الأدنى 13 مليار دولار وحفر 254 بئراً لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف فى مختلف مناطق مصر البرية والبحرية خاصة وأنه لم يتم توقيع أى اتفاقيات بترولية منذ عام 2010 وحتى نوفمبر 2013 وهذا الكشف هو أحد ثمار الاتفاقية التى أبرمت فى 30 يناير 2014 مع شركة اينى الايطالية .
-الانتاج اليومي سيكون ما بين 2500 إلى 3 آلاف مليون قدم مكعب يوميا.
- متى بدأ الحفر في هذا البئر؟
* بدأ حفر البئر فى 3 يوليه 2015 وتم الوصول إلى العمق النهائى 4131 متر فى طبقة عصر الميوسين السفلى فى 25 أغسطس 2015 واكتشاف البئر وبذلك استغرق حفر البئر 60 يوماً وهذا الكشف يؤكد أن مصر واعدة فى مجال الغاز والبترول وأن حوض البحر المتوسط هو حوض غازى عالمى وإن شاء الله يتحقق المزيد من الاكتشافات خلال الفترة القادمة .
- ما احتياطيات الكشف الجديد من الغاز الآن وهل هي مرشحة للزيادة مستقبلا؟
* الاحتياطى الأصلى للكشف المعلن 30 تريليون قدم مكعب وهى كمية الغاز الموجودة فى التركيب الجيولوجى وهناك نسبة استرجاع تكون في حدود 70٪ وتمثل الاحتياطيات القابلة فنياً للإنتاج وقد تزيد على ذلك نتيجة لجودة الخزان بما يعنى أن لدينا مالا يقل عن 22 تريليون قدم مكعب قابلة للإنتاج .
- متى سيبدأ الإنتاج الفعلي من الحقل وهل هناك مباحثات لضغط المدة لتبكير الانتاج؟
* من المخطط البدء فى الإنتاج من الكشف فى غضون فترة تتراوح ما بين 30-36 شهراً .. ونبحث مع الشركة الإيطالية حالياً البحث عن بدائل لضغط البرنامج الزمنى للتبكير بوضع الحقل على خريطة الإنتاج وهو ما يتطلب تقييم البنية الأساسية الحالية ومدى الحاجة لتطويرها من أجل استيعاب إنتاج الكشف الجديد حيث ستتراوح إنتاجيته ما بين حوالى 2500 إلى 3 آلاف مليون قدم مكعب فى اليوم وستقوم شركة اينى خلال الفترة القادمة بتقديم برنامج لتنمية الكشف وحفر عدد من الآبار مع بداية العام القادم كما ستقوم الشركة المشتركة بترول بلاعيم ( بتروبل) بأعمال تنمية الكشف خلال الفترة القادمة.
-حفر البئر استغرق 60 يوما فقط.
تغيير جذري
- يتردد أن هذا الكشف سيغير خريطة الطاقة في المنطقة كيف سيكون ذلك؟
* لا شك أن الكشف الجديد هو كشف مهم ويعد الأكبر لمصر منذ اكتشاف الغاز من حقل أبو ماضى فى الدلتا فى عام 1967 كما يعد الأكبر فى منطقة البحر المتوسط ولا شك أن اكتشاف الغاز فى التركيب الجيولوجى الجديد الحامل للهيدروكربونات والذى لم يتم اكتشاف الغاز فيها من قبل سواء فى مصر أو فى منطقة البحر المتوسط ستؤدى إلى تحفيز الشركات العالمية لضخ الاستثمارات وتكثيف أعمال البحث والاستكشاف فى المنطقة ويفتح آفاقاً جديدة لاكتشافات أخرى وسيسهم فى زيادة معدلات انتاج مصر من الغاز الطبيعى.
- هل سيحدث هذا الكشف الغازي اكتفاء للاستهلاك المحلي من الغاز ومتى يتم ذلك؟
* إنتاج الكشف بالطبع سيغطى نسبة كبيرة من احتياجات الاستهلاك المحلى من الغاز ونستهدف من خلال هذا الكشف ومشروعات تنمية حقول الغاز الاخرى الجارى تنميتها وما يتحقق من اكتشافات نتيجة الاتفاقيات البترولية التى تم توقيعها تحقيق الاكتفاء الذاتى خلال فترة 5 سنوات ونحن حالياً نركز على أن نغطى أكبر نسبة من احتياجاتنا خلال الإنتاج المحلى لكن يجب مراعاة أن الاقتصاد المصرى مطلوب أن ينمو بأكبر معدلات ممكنة ولا يتوقف على ما يتوافر من طاقة فإذا كانت احتياجات النمو فى الاقتصاد المصرى تزيد عما ننتجه فسنستكمل توفير الاحتياجات من خلال الاستيراد لتوفير الطاقة اللازمة لنسب النمو المرتفعة المستهدفة وبصفة عامة فنحن نستهدف أن نتوقف عن استيراد الغاز المسال بحلول عام 2020 طالما أن الإنتاج المحلى ارتفعت معدلاته بالشكل الذى يغنى عن الاستيراد .
-ضخ الغاز الجديد للسوق المحلي بعد 30 شهرا من الآن.
تطوير التسهيلات
- كيف ستؤثر التسهيلات التي تملكها مصر في البنية الأساسية في عملية تسريع الانتاج؟
* مصر تتميز بأنها تمتلك بنية أساسية جيدة جداً فى مجال إنتاج البترول والغاز وهو ما يدعم سرعة وضع الحقول المكتشفة على الإنتاج بتكلفة اقتصادية وتسهيلات الإنتاج المتاحة فى محطة الجميل التابعة لشركة بتروبل لاستقبال ومعالجة الغازات فى منطقة بورسعيد قادرة على استيعاب حوالى 2000 مليون قدم مكعب غاز يومياً ونظراً لأن الحقل المكتشف ستكون معدلات إنتاجه أعلى من هذا الرقم فهذا يتطلب تطوير وزيادة طاقة التسهيلات الحالية ضماناً لاستيعاب الإنتاج كما يستلزم أيضاً مد خطوط أنابيب بحرية لنقل الإنتاج من آبار الحقل حتى الشاطىء والتسهيلات المتاحة بالقرب من هذه المنطقة لتجميع ومعالجة إنتاج الغاز .
حصة مصر
- كيف سيتم اقتسام الانتاج مع الشريك الأجنبي " إيني " الايطالية؟
* إنتاج الحقل مع شركة إينى الإيطالية سيتم وفقاً لنص الاتفاقية البترولية لمنطقة الإمتياز الواقع فيها الكشف وتتضمن تخصيص 40٪ من الإنتاج لاسترداد النفقات والمصروفات الاستثمارية والحصة الباقية 60٪ ستقسم بواقع 65٪ للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية و 35٪ للشركة الإيطالية وبعد استرداد النفقات يتم تقسيم فائض الاسترداد بواقع 80٪ للشركة القابضة للغازات و20٪ للشركة الإيطالية .
-حفر عدد من الآبار الجديدة يناير القادم والاحتياطي مرشح للزيادة.
تحديد السعر
- بعد زيادة سعر الغاز لشركة إينى إلى 6 دولارات للمليون وحدة حرارية وهو نفس سعر استيراده من اسرائيل هل ستؤثر هذه الزيادة على ربحية مصر من الحقل ؟
* سعر شراء الغاز من الشريك الأجنبى فى هذه الاتفاقية لم يتم تحديده بعد حيث سيتم تحديده وفقاً لعدة عناصر تتضمن التكلفة الرأسمالية وحجم الاكتشاف وتكلفة التنمية حيث يتم إدخالها فى نموذج حسابى وبناء عليه يتم الاتفاق على سعر شراء الغاز من الشريك فى نهاية الأمر وأؤكد أن كل الإنتاج سيتم توجيهه للسوق المحلى لتغطية احتياجاته.
-80% من الانتاج لمصر و20% للشريك الأجنبي.
- ما الاجراءات التي ستتخذها وزارة البترول حتى لا يتكرر ما حدث مع مشروع شمال اسكندرية؟
* ما حدث فى مشروع شمال الإسكندرية كان نتيجة لاعتراضات البعض لإقامة محطة استقبال الغاز فى منطقة إدكو ولكن الأمر يختلف فى هذا المشروع حيث أنه من المخطط استقبال الغاز الجديد فى محطة الجميل القائمة حالياً ببورسعيد والتى يتم من خلالها استقبال الغاز من الحقول المنتجة حالياً التابعة للشركة وقد يستدعى الأمر تطوير طاقة المحطة لاستيعاب الانتاج الجديد من الكشف وتجدر الإشارة إلى ان اتفاقيتى شمال الإسكندرية وغرب الدلتا بالبحر المتوسط حالياً جارى تفعيلهما ومن المخطط بدء إنتاج المرحلة الأولى من المشروع فى عام 2017 واستكمال إنتاج المشروع فى عام 2019 ليصل اجمالى الانتاج من المشروع إلى 3ر1 مليار قدم مكعب فى اليوم.
-سنتوقف عن استيراد الغاز من الخارج عام 2020.
الغاز الاسرائيلي
- بعد الإعلان عن هذا الكشف الغازي هل سيتوقف الحديث عن إمكانية استيراد الغاز الاسرائيلي والقبرصي؟
* المباحثات التى تمت بين شركتى بريتش جاس ويونيون فينوسا وشركة قطاع خاص مصرية مع عدد من الشركات العاملة فى منطقة شرق المتوسط لاستيراد كميات من الغاز أعلنت وزارة البترول موقفها الثابت فى هذا الشأن والذى يتمثل فى أنه يجب موافقة الحكومة المصرية وبما يحقق المصلحة القومية لمصر وأن يحقق الغاز المستورد قيمة مضافة للاقتصاد المصرى وأن يأتى بحلول لقضايا التحكيم و لا جديد فى موقف مصر فى هذا الشأن.
-جميع إنتاج الحقل سيتم توجيهه للسوق المحلي بما فيها حصة الشريك الأجنبي.
غاز المنازل
- هل سيتم التوسع في مد شبكة الغاز الطبيعي للمنازل خلال فترة تنمية الحقل الجديد ليتم التوسع في توصيل الغاز للمنازل؟
* وزارة البترول لديها خطة طموح تم وضعها قبل الإعلان عن الاكتشاف للتوسع فى توصيل الغاز الطبيعى للمنازل وتستهدف خطة العام المالى 2015 / 2016 توصيل الغاز إلى 2ر1 مليون وحدة سكنية من أجل تقليل استيراد البوتاجاز وتقليل قيمة فاتورة الاستيراد وتعد هذه الخطة هى أكبر خطة لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل منذ بدء النشاط حيث تتضمن الخطة التوصيل لعدد كبير من المناطق الجديدة وتستهدف العديد من المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية والمناطق الجديدة التى يتم التوصيل اليها لأول مرة وفى مقدمتها محافظة مرسى مطروح بما يرفع اجمالى عدد المحافظات التى يتم تغطيتها بالغاز الطبيعى الى 26 محافظة للحد من استخدام البوتاجاز وتخفيف أعباء استيراده وقيمة الدعم عن كاهل الموازنة العامة للدولة وتشمل عرب الحصن بالمطرية وحكر التبين ومنشية ناصر بالقاهرة وكرداسة وأوسيم وكفر غطاطى بالجيزة والصالحية بالشرقية ومدينة المستقبل بالإسماعيلية وميت حبيش ونفيا وكفر ابوداود بالغربية ومنشية سندوب وقرية اسطنها ونبروه بالدقهلية و قلين بكفر الشيخ وعزبتى البرج وضرغام وكفر سعد بدمياط والفشن ومركز ناصر ببنى سويف وسمالوط وبنى مزار ومطاى بالمنيا وأبنوب والفتوح بأسيوط وطما بسوهاج.
-التوسع في مد البنية الأساسية لتوصيل الغاز للمنازل خلال تنمية الحقل الجديد.