مجرد رأي…خليفة شريف حسب الله

لا شك ان مغادرة (شريف حسب الله) قد جاءت في وقت حساس للغايه . ولكننا لا ندعي ان الدنيا ستتوقف وان العمل لن يستمر بدونه . الحياة تسير بالجميع ولا تنتظر ولا تتوقف علي احد مهما علا شأنه وقويت شوكته. ولكننا رأينا صورة جيدة لأسلوب إدارة مرن لاقي استحساناً و اضاف كثيراً في بيئة العمل وهذا دور كل واحد فينا فلا يجب علينا ان نكون مندهشين من حسن اداء البعض منا لانه واجب علي الجميع أولاً وأخيراً و نتقاضي عليه الاجر . دائماً ما نقول القادم افضل والافكار لا تموت والحياة مستمرة وان المشاكل هي معمل صقل الخبرة و الشخصيات وتخرج افضل ما فيها . 

نحن في ضائقة لا جدال في ذلك والكل يعلمه واي محاوله للتجميل او المواربة ستكون سخيفه ، ولن يوجد حل الا العمل والتفكير المنظم السليم . التوجه الوظيفي النمطي لم يعد يجدي نفعاً فيما نواجهه من مشاكل . وللأسف اعتبر اكثرنا ان العمل بالبترول وظيفه مضمونه تدر دخلاً متزايداً وكفي ، وهذا المنطق يورد القطاع كله الي موارد التهلكه وعلي الجميع ان بعلم ذلك جيداً  . فالبترول في حد ذاته ثروه ناضبه أولاً ومتقلبه المزاج والسعر واقتصادياتها لها اسس وقواعد مختلفه والتعامل معها بالصيغة الوظيفيه البحته هو نوع من الانتحار او التعايش مع مرض قاتل يودي بحياة صاحبه في النهاية . 

طبعاً لا تتوقع ان يكون الاف ممن يعملون بالبترول من خبراء الاقتصاد او فنيات العمل به ولكن علي الاقل يجب ان تكون النخبه التي تقوم علي الاداره ذات علم ودرايه وشخصيه لها ابعاد محدده وتمتلك فكراً ناضجاً لما تريد ان تفعل وتصنع . 

منصب وكيل الوزاره للانتاج في مدلوله انه معني بالانتاج بالدرجه الاولي . الانتاج بدون اجتهاد في تعريفه هو عصب هذه الصناعه برمتها بدونه لا وجود لكل مفرداتها الموجوده في ارض الواقع . القادم لهذا المكان لا يجب ان يأتي ليشغل وظيفه يؤديها بطريقه روتينيه نمطيه ولكن يجب ان يكون صاحب فكر وتوجه ونوعيه خبره ودراسه تضيف ادواراً  الي البناء لا ان يأتي ليسكن في الطابق الاخير به. شخصيه تعرف ما تريد ان تفعل وتعرض توجهاتها ورؤيتها فيما نمر من ازمات . 

شخصيه تضع خطه محدده للتعامل مع الامر الواقع بكل مافيه من مشاكل . لن نطالبه بعصا سحريه أبداً فكلنا يعرف ما نواجهه من ظروف ومصاعب ولكننا نطالبه بفكر واضح وسياسه ونهج محدد يكون عليه ان ينفذها ويسير عليها ثم نري النتائج . عليه ان يوضح رؤيته للمستقبل القريب ومحاوله زحزحه الاحجار الكبيره من الطريق . علينا ان نعرف كيف سيتعامل مع مشاكل محدده تواجه شركات الانتاج . و كيف سيكون نهج التنسيق فيما بينها . نعرف ان المنصب ليس له من الصلاحيات الواسعه لتحتوي كل ذلك ولكن الافكار الجيده والتوجهات السليمه تفرض نفسها علي الجميع . يجب ان يكون شاباً في افكاره وحركته . عليه ان يتواصل عملياً مع العمل في الصحاري والبحار . ان يتعرف علي احوال العاملين ويري مايشغلهم وخاصه في حاله نقص المهمات والمعدات . انتهي عصر القابعين في المكاتب والمكتفين بالاجتماعات التي لا تنتهي . البترول ليس دولاباً ادارياً تشغل فيه الوظائف وكفي . الزيت والغاز هي ثروه مدفونه لا تنتجها ماكينات او مصانع امام اعينا وتحت تصرفنا . هو ثروه غامضه تغوص في الاعماق يستلزم كشفها الكثير من الدراسه والجهد والعمل والخبره والمال أيضاً ولن تظهر لك وانت جالس علي مكتب او تحتل منصباً كبيراً فلا قيمه لكل ذلك اذا لم  نستطع ان نسبر اغوار تلك الثروه ونملكها في يدنا . واذا كان قطاع البترول لم يعد يملك مثل هذه النوعيه من القيادات بعد ان اكتفي معظمهم بالتقاتل علي المناصب فليكن من الخارج ويكون شخصيه اقتصاديه ذات فكر وشأن ولا يقول قائل ان هذا منصب فني والرد البسيط علي ذلك ان رؤساء اعتي شركات البترول العالميه لا يرأسها بالضروره مهندس فقد كان طارق حجي رجل اداره وقانون وكان من انجح رؤساء الشركات العالميه ذات الانشطه المليارية التي تتطلب نوعيات معينه من اصحاب العقول والاداره . هذه هي مواصفات من سيشغل هذا المنصب الحساس الذي يأتي في ظروف غايه في الدقه والصعوبة و نرجو ان نعبرها بسلام .  
المجامله في الحق خطيئه وحقوق الوطن علينا اكبر من ان اي مجاملات او اشخاص و ثقتنا في دقه الاختيار مازالت كما هي ثابته . والسلام ،،

#سقراط