للاعلان

Sun,08 Sep 2024

عثمان علام

مجرد رأي..ماذا تريدون من الدائرة المحيطة بالوزير ؟

مجرد رأي..ماذا تريدون من الدائرة المحيطة بالوزير ؟

08:53 am 11/05/2024

| رأي

| 2086


أقرأ أيضا: يوم ترفيهى باكاديمية انبى وعروض وهدايا للعاملين بالبترول

مجرد رأي..ماذا تريدون من الدائرة المحيطة بالوزير ؟


لم التقط القلم لاكتب موضوعاً عن الاستاذ أحمد راندي تحديداً ، وذلك بعد ان طلبت من رئيس التحرير ذلك ، ولكن لنأخذه مثالاً على ما نهدف اليه في الكتابة عن موضوع هام ، وهو "أهمية دوائر صنع القرار في وزارة البترول وطبيعة عملها"، و هل هي بالصورة التي يتخيلها الكثيرون من العاملين والقيادات . 
————————
لا اعتقد انه يوجد على ظهر هذه الدنيا من يخلو من اخطاء او عيوب فهذا منطق معروف ولا اجد داعي لمزيد من الاسهاب فيه . ولكن تهيؤات بل قل تخيلات نظرية المؤامرة التي تعشعش في عقول الكثيرين هي ما تجعل الاجواء مسممه بأفكار خارج نطاق المنطق والواقع . الدوائر المحيطة بأي قيادة وخاصة ما كان منها في منصب سياسي يخضع عملها الى معايير لا يدركها الكثيرون وتحدوها العديد من المحاذير وخاصة في عرض اي معلومة او اقتراح . فكل شئ له ميزانه ومقداره في تلك المناصب الحساسة .ولذلك فهؤلاء المساعدين يتم اختيارهم بعناية فائقة وتكون طريقة وفلسفة تعاملهم مع الاحداث هي الفيصل في استمرارهم او تغييرهم . فلا يمكن لهذا المساعد او ذاك ان يتحرك او يقترح طبقاً لأهوائه او تمييزاً لعلاقات جانبيه له مع اي طرف فإقتراحه او قراره او نصيحته محسوبة عليه بكل دقة . وعندما تجد تهيؤات بعض القيادات تنصرف الي انهم هم المتحكمين في كافة شئون العمل وظروفه يكون هذا نوع من القاء الحمل والتنصل من المسئولية علي طرف غير منظور ولا تسمع منه سوي كلمة مبهمه واحدة ( الوزاره) . ———————
منطق مغلوط واستسهال للخروج من اي مشكلة بعد ان اصبح هذا التعبير دارجاً امام العاملين سواء في اي مشكلة ادارية او مالية او قانونية تخصهم او حتي تخص الشركة نفسها . دوائر العمل بالوزارة معلومة للجميع فتأتي الادارية والانتاج والاستكشاف والقانونية وما يخص شئون مكتب الوزير . 
————————
ربما تأتي الشئون الادارية والموارد البشرية من اكثرها حساسية لارتباطها بكل مايخص العاملين من نقل وترقيات وتعيينات للقيادات ونقلها و كذلك تنظيم حركة العلاوات واصدارها في صورتها النهائية وامور اخري تنظيمية وادارية. هي بالتأكيد مواضيع شائكة فائقة الحساسية . و ليس معني اضطلاعها بمثل هذه المهام انها مطلقه اليد تفعل ما تشاء في الوقت الذي يحلو لها . لم ولن يكون ذلك واقعاً في يوم من الايام . هي ادارة مثلها مثل كل الادارات مرتبطة بقواعد ونظم عمل ربما اكثر صرامة من تلك التي تحكم الادارات الاخري وتوزن تحركاتها بميزان الذهب لأنها مسئولة عن سلامة واستقرار العمل بالقطاع وتنقيته من اي شوائب وتحديد الاختيارات التي تسمح لصانع القرار ان يتخذ ما يراه مناسباً . 
—————-
واذا كان هناك من يحاول تصويرها من قيادات الشركات في صورة الوحش المفترس الذي نقرأ عنه في الاساطير فهذا نوع من انواع الضعف الشخصي الذي يضفي صفة التخيلية على ما يعجز عن فعله من خلال منصبه الذي قاتل الدنيا والناس حتي يحصل عليه. واذا كان هناك فترة مرت من سيادة التحكم المركزي في بعض القرارات الهامة والتي بدأت في عهد الاستاذ ابراهيم خطاب لوقف سيل المهاترات التي حدثت من قيادات لبعض الشركات السابقين امتلئت شركاتهم  عن اخرها بتعيينات الاقارب وأبناء البلدة والعمومة وكذلك التنكيل والتعسف مع المرؤوسين بما لا يليق مع احترام وقيمة المنصب الذي يشغله فهذا ما يحق عليه القول ضربني و بكي ... فأولئك كانوا هم المتسببين في اجبار قيادات الوزارة على اتخاذ مثل هذه الاجراءات الصارمة حتي تقف مثل هذه التصرفات التي تدل علي عدم نضج وعدم تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية ، وصدق رئيس تحرير المستقبل البترولي عندما كتب ذات يوم ، أن إبراهيم خطاب إن لم يكن له منجز يذكر ، فيكفي أنه وقف الزحف الغير مقدس على القطاع ، من خلال التعيينات العشوائية . 
—————————
ونأتي لاختيارات قيادات الشركات فكل منا لا يعجبه اي اختيار ويرى انه الاحق والاجدر في اي  وكل منصب وهذا في الواقع شئ يدعو للغثيان . الاختيار يتم بناءًا على معايير فنية أولاً ثم رقابية وامنية ثم تأتي اخيراً الادارية. اذاً الادارية ليست مطلقة اليد ان تختار ما تراه فهذا الاعتقاد يعتبر نوع من الهراء، وكيف يكون الحال أيضاً اذا رأى الوزير نفسه ان هذه الاسماء لا تتوافق مع رؤيته او رأيه فيها . هل ستفرض عليه الادارية الاختيار ؟ . علينا ان نتعقل فيما نعتقده او نبثه من اراء بين الناس فالجميع تحكمه قواعد ولوائح صارمة وليست مشكلتهم اننا لا نعرفها . 
———————
بالتأكيد وضع الاستاذ إبراهيم خطاب نظاماً محكماً لعمل الشئون الادارية بالوزارة و كان الاستاذ أحمد راندي ومساعديه الآن جزء منه، وقد وعي الدرس جيداً وفهم خطوات العمل بدقة فكان ان وقع الاختيار عليه ليخلف تلك القامة الكبيرة . و كان من احد اهم اعمدة هذا النظام الذي وضعه، وخاصة فيما يتعلق بأختيار  القيادات وهي وجود مرجعية معلومات متكاملة عن كل قيادة بناء على تقارير رؤسائها والعديد من التقارير الاخرى الصادرة من جهات متعددة . يتم تلخيصها ووضعها في الشكل الذي يوضح معالم تلك القيادة وبيان ايجابياتها وسلبياتها . ——————
وعلى الرغم من كل ذلك فيبدو الاختيار في بعض الاحيان يجانبه الصواب ربما للعديد من العوامل منها ان يكون المنصب اكبر من الشخصية ذاتها وللأسف يحدث هذا (حالياً ) في بعض المواقع وهذه بالطبع ليست جميعها مسئولية من اتخذ القرار ولكن  تكمن مسئوليته في  ضرورة تعديل هذا الموقف في اسرع وقت . 
—————
ربما قد لا يروق هذا للكثيرين فكل منا يعتبر نفسه الاقدر على كل شئ ثم ينسب عجزه وقلة حيلته علي الوزارة . اذاً لا عليك ستعفيك الوزارة من هذا المنصب يوماً ما  لا تقلق !!. 
ودعونا ننحي كل هذه التخيلات والتصورات جانباً وليقم كلا منا بدوره فيما هو متاح له من صلاحيات وخبره وفن وذكاء أيضاً . ولا تثريب عليهم اذا كنت فاقد لكل هذا . اما اذا كنت تريد ان تتخذ ما يحلو لك من قرارات فالقطاع ، وهو جزء من هذا الوطن منهك بالكثير من الاعباء والصعوبات التي لا يعلمها الا الله وعلينا جميعاً ان نتكاتف حتى لا تغرق بنا السفينة، وجميعكم علي درايه كاملة بما نعاني بعد ان اصبح مجرد تدبير مستحقات العاملين أمراً عسيراً . وأخيراً نقول من منا تمثل بشراً سوياً؟ السؤال للجميع . والسلام ،، 
——————
ملحوظة:
كاتب المقال ..أحد قيادات القطاع. 

#سقراط

أقرأ أيضا: د. محمد العليمي يكتب: بداخلك طفل يتألم

التعليقات