علشان حُكْمَك يبقى سليم أوعى في يوم يبهرك الشكل وحلاوة التصميم ،ياما حاجات كتير شكلها من بره جميل بس لما تدخل في التفاصيل تصطدم بواقع اليم ومش جميل، فتلاقي مباني تصميمها شيك بس أساسها كله لعابيك ..ويخدعوك ويفهموك ان حلاوة التصميم مش من فراغ ده ياما من كوادرها طَلّعِت عِظام ...!
فتدخل المبنى وتركز في التفاصيل يمكن تتعلم مهارة التصميم أو فن الإدارة وإزالة التجاعيد ،من كوادرها العِظام زي ما قال الفنان، بيتقال تكتشف ان الكوادر أصلاً تُعاني من .... لين العظام ،ولا يملكو من الأفكار إلا العجز على اتخاذ قرار..!
وتقول لنفسك إزااي المبني اللي تصميمه مليان أفكار يطلع مضمونه فارغ من الروعان والرؤية والفنان ...وتيجي الإجابة من الخفير اللي قاعد غلبان بعيد بس معاه كل التاريخ ماهو حضر مراحل التصميم من أول صب العمدان حتى الوصول لقبة البُنيان ...وشافهم زمان بيقسِّموا علبة الفول ودلوقتي محتارين بين فيلا في التجمع ولا كومباوند في العبور ،ويحكيلك عن البنّايين اللي دخلو حافيين وعملو ملايين ..فقولت اوعدنا يارب قالي انا قولت كده زيك زمان ،بس حَضَرت اول إجتماع مع اللي بناها في الأساس وقالولي عبقري وفلته من فلاتات الزمان وإحنا بنعتبره أيقونة المكان ده كفايه انك تحضر معاه اجتماع ..!
لقيت الكل مصفوف على اليمين والشمال ودخل الهُمام وقعد رفع جزمته على ترابيزة الاجتماع وبدأ في التوجيهات والكل في نَفَس واحد حاضر تمام وفِي منتهى الارتياح، فأبْدَيت امتعاضي خصوصاً بعد ما وصف اللي جنبي بالحمار..وقررت محضرش معاه ولا إجتماع وده طبعاً اعتبروه خروج عن المِلّة والدين ..!
بس الغريب ان اللي طلع حمار خرج مبسوط وكأنه اخد شهادة تقدير واكتشفت انه في تقييم الاداء اخد ممتاز بدرجة حرحور...!
وفهمت من هنا ان معايير التقييم مش على الاداء ده على قدرتك في تحمل الإهانه وتنفيذ التوجيهات ...وطلع ان هو ده الأساس علشان تكبر في المبنى العظيم اللي يبهرك بحلاوة التصميم وفراغة المضمون من الرؤيه والاداء؟
قولتله انت كداب ... ازااي خفير يحضر اجتماع !!قالي يا ابني انا زيي زي كل اللي كانوا مصفوفين على اليمين والشمال في المؤهل والتخصص وسابقهم في الترتيب كمان .... بس اختلافي على الحمار مع أيقونة المكان ورفضي اسلوب التعامل في الاجتماع اتكتب تقييمي جيد في الاداء واتخصملي كل المميزات ..!
وبقيت غفير المكان اللي تصميمه كله أفكار بس مضمونه بقى دلوقتي مليان ... أوهام..!
وهاتيجي منين الأفكار طوول ما في تصميم على سوء الاختيار ...وتروح ايّام وتيجي ايّام وجيل يسلم جيل وكل اللي كان على ترابيزة اول اجتماع تقييمه ممتاز بدون خبرات او تميز في الاداء وبنفس الاريحيه والارتياح يطلع من مكان لمكان بمنتهى الشموخ..!
في مسلسل مستمر لسوء الإختيار الى ان وصل الحال في تطبيق نفس المعايير في اختيار أيقونة المكان...!
ويصبح مُسْتَقبل الإهانات زمان أيقونة المكان الآن ...ومن كتر ما هان عليه المكان بقى سيرته على كل لسان وتريقه رايحة جايه عليه أتعملت مسلسل من حلقات تحكي حكاية فشله يوم بعد يوم..وكان زمان كان زمان ..!
