للاعلان

Sun,28 Apr 2024

عثمان علام

محمد جبران ينعى ناصر الطيري..ظهري اتكسر

محمد جبران ينعى ناصر الطيري..ظهري اتكسر

01:53 pm 06/01/2024

| مجتمع

| 3724


أقرأ أيضا: سيدات تنس الطاولة بنادى إنــبى يحصدن المركز الثالث فى الدورى الممتاز

محمد جبران ينعى ناصر الطيري..ظهري اتكسر 


قبل وفاته بساعات أرسل لي تسجيلاً صوتياً يطلب مني التدخل لعودة عامل تم فصله من عمله ، فهو العائل الوحيد ، كانت نبرة صوته وكأنه يطلب مني اخر طلب في حياته ، وهكذا كانت عادته معي ، لا يطلب مني التدخل الا في فتح البيوت .


و كان يستعد لرحلة الحج ، طلب مني المساعدة فى أداء الفريضة ، وبالفعل ابلغته انه سيذهب بإذن الله ، أموره تيسرت ، وكافة الإجراءات كادت أن تنتهي ، كان ينتظر اكتمال الأوراق ليذهب ملبياً "لبيك اللهم لبيك"، غير أنه لبى نداءً اكبر واعظم ، نداء الموت ليكون الى جوار الرحمن، وما احسنه من جوار .

لم يكن ناصر الطيري مجرد زوج لشقيقة زوجتي ، ولا قريب ولا صهر ولا زميل ولا جار ولا صديق ، فكل هؤلاء لديَّ منهم الكثير وأنا الصعيدي العربي إبن الجنوب، لقد كان ناصر الطيري شريان الدم الذي يغذي جزء كبير من العقل والجسم ، تربينا معاً وعشنا معاً ولم يفصل بيننا شيء سوى ما حرمه الله ، لقد كان الضلع القوي فى الجسم وحائط الصد ، بل كان هو الذي يكبح جماح غضبي فى المواقف التي لا اتمالك نفسي فيها .

كان ناصر الطيري يحمل عني الكثير ، يتحمل مسئوليات كان من المفترض أن أقوم بها ، كان يكفيني مشقة مهام كثيرة ، خاصةً فى بلدي غارب التي تعج بآلاف المشاكل والمعاناة ، حتى مهام البيت ومسئوليات العائلة ، كان هو السند القوي والذراع التي تتحمل عني في ظل مهامي الجسيمة فى السنوات الأخيرة ، عندما تقلدت مناصب سياسية وعمالية .

لم أستوعب خبر رحليه ، لقد وقع الخبر على نفسي كالصدمة التي لم أكن أتوقعها ، وكيف أتوقع رحيله وهاتفه لم يكن يكف عن الإتصال ، وكيف أتوقع رحيله بكل هذه البساطة  وهو الذي كان حديثه لا ينقطع ولا ضحكاته تفارق وجهه ، كان بسيطاً لدرجة أن كل ما نراه صعباً يمر من بين اطراف اصابعه كالماء .

كان ناصر الطيري بالنسبة لي الأخ الذي لم تلده الأم ، ومنذ أن فقدت علاء أخي قبل سنوات وأنا اشعر بأن هناك أخ لي أسمه ناصر الطيري ، عوضني بعضاً مما فقدته ، ولا أدري كيف تسير الأيام بي بعد رحيله ، ولا أعلم كيف أفيق من هذا الكابوس .


نعم الموت حق والموت صدق والموت واقع والموت كأس ، جميعنا نتجرعه ونتذوقه ، لكن الفقد صعب ومر وعلقم ، وهو ليس فقداً لعزيز فقط ، بل فقد لجزء من الكل ، رحيل عصب من الوجه وعضد من الجسم وعكازاً كنت اتوكأ عليه .


كنت دائماً اتوقع المجهول ، فقد مرت عليَّ صعاب كثيرة ، ومن كثرة الضربات طيلة حياتي ظللت اتوقع ضربات كثيرة ، غير اني لم اتوقع ان تكون الضربة بهذا الألم وهذه القوة والعنف ، ويعلم الله أن الصبر على رحيل أخي ناصر الطيري يحتاج إلى صبر ، والقوة تحتاج إلى قوة ، والجسد يحتاج إلى جسد والعقل يحتاج الى عقل ، غير أنِ افوض أمري الى الله فهو بصير بي وبعباده ، وهو القادر على أن يمنحني القوة لأتحمل رحيل أخي ناصر ، فما من بعده عزيز تسيل الدموع عليه ، فقد رحل كل الأحبة قبله ، وها هو يرحل دون سابق إنذار ولا موعد ، يرحل تاركاً خلفه سيرة طيبة وفيض من حب العامة والخاصة ..ارقد يا ناصر فى سلام إلى يوم يبعثون .

أقرأ أيضا: الحكومة تستقبل الدفعة الثانية من أمول «رأس الحكمة» خلال أيام

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟