للاعلان

Tue,07 May 2024

عثمان علام

شخصيات..علي ابن الجنايني

شخصيات..علي ابن الجنايني

03:47 pm 26/04/2024

| شخصيات

| 480


أقرأ أيضا: إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات الطلب العالمي على النفط لعام 2024 وترفع توقعات الإنتاج

شخصيات..علي ابن الجنايني  
 


رد قلبي قصة خالدة للاستاذ الكبير يوسف السباعي جسدها عمل فني رائع بنفس الاسم للمخرج عزالدين ذو الفقار عام ١٩٥٧. ربما لم يقرأ معظمنا القصة في كتاب الاستاذ السباعي ولكن كلنا شاهد هذا الفيلم الذي يطالعنا كلما حلت ذكري ثورة يوليو ٥٢ ، قصة تجسد الواقع الاجتماعي الفج في دراما اجتماعية قبل ثورة يوليو و سلّطت الضوء علي الاقطاع المتجذر في المجتمع والفروق الاجتماعية التي قسمت المجتمع الي اسياد وعبيد . لن اسرد اكثر من هذا عن احداث هذا العمل الواقعي ولم التقط قلمي لأكتب لكم عليه . ولكن ما اكتب عنه هو النسخه الجديدة من ( رد قلبي) التي نعيشها حالياً في الوانها الصارخه التي نراها في حياتنا المعاصرة . باشاوات العصر القديم اصبح لهم مثيل وصورة طبق الاصل في عصرنا وابن الجنايني أيضاً يعيش بيننا . باشوات تمتلئ خزائنهم بالمال والشهرة تراهم في مجموعة من الفنانين واصحاب انصاف الموهبة ومن هم يصرخون خلف الميكرفونات . مجموعة اخري منهم تعيش مترفة تنفق علي الحيونات المنزلية بأكثر ما تدفع زكاتها عن اموالها ، واخرين من التجار الذين نسوا الله فانساهم انفسهم تاجروا بغذاء الشعب وقوته ليضيفوا ملايين علي تلك التي يمتلكونها من الاساس . عائلات كبيرة تملك الجاه والمال واسطبلات الخيول وحمامات السباحه كلها تتكلف الملايين من الاموال، شركات محمول لا تراعي الناس في الخدمة التي تقدمها لهم وتبعثر اموالهم علي اعلانات تتكلف ملايين الجنيهات بلا هدف محدد . 

 

هؤلاء هم (باشا) هذا العصر . بينما يظل ( علي) ابن الجنايني يعيش متجسداً في جيش من الموظفين وارباب المعاشات واصحاب تكافل وكرامه وطوابير تقف علي المستشفيات الاميري لتجد العلاج المجاني واصحاب مهن حره يعيشون اليوم بيومه . جسدت القصة الفنية تطلع ( علي) الي ( انجي) بنت افندينا  عن عاطفه او اعجاب او ربما مجرد محاولة للاعتزاز بالنفس . ولكن ( علي) في حاضرنا لا يتطلع الي مايملكه باشوات العهد الجديد ولا طمع له فيما يملكون ولكن كل مايطلبه ان يتركوه يعيش في سلام  ليستطيع اكمال دوره في الحياة تجاه ابنائه وعائلته وان يجد لهم العلاج والمأوي . ولكن هيهات فهؤلاء القوم يستنزفون كل جنيه يتحصل عليه هولاء البؤساء . تراهم يقفون محسورين امام اعلانات لا تعرف لها هدفاً ويري فيها فنانين يتباهون بأكوام المال والذهب بجوار مقاعدهم يتصدرون تلك الاعلانات . ولك ان تتخيل كم تقاضي هذا الفنان او الفنانه عن اشتراكه في تلك المعمعه . و في نفس الوقت يصرخ العامه في اجهزتهم من سوء حاله الشبكه وسوء بنيتها التحتيه . اليس اجدر بتكلفة هذه الاعلانات التي لا قيمه لها ان توجه الي تحسين الشبكه وبنيتها او حتي الي اوجه الخير التي يحتاجها اطفال على اسره الموت ؟ . 


هذا مثال واحد فقط مما يفعله ( باشا) عصرنا وتجبره علي الغلابه بأموالهم . الامثلة كثيرة ومتعددة وربما هناك اقسي من ذلك بكثير . لقد ضاق ( علي) عصرنا ذرعاً بما يفعله هؤلاء القوم ويجب علي جهات الدولة المعنية ان توجه نظرهم وبقوة لما يفعلون وان يتم تحصيل ضرائبهم بكل حزم وبقوة القانون فهذا حق الشعب وان توجههم لعدم استفزاز الناس بما يعرضون في موائدهم واحتفالاتهم التي تصيب ( علي) بالحسرة علي ما هو فيه من غلب وضيق رزق. لا احد يكره الاغنياء فهم ثروه في هذا البلد ويعملون علي فتح ابواب رزق متعدده للكثير . وهناك اغنياء ورجال اعمال محترمين يشكلون دعائم اقتصاديه هامه . هذا الشعب ينتظر واجبهم تجاه هذا الوطن الذي يأويهم ويوفر لهم الامن والامان لينهلوا من خيراته بأن عليهم ان يقوموا علي مشاريع ذات طابع انتاجي او تجاري محترم يجمع فيه الكثير من شباب هذا الوطن المتعطش للعمل والرزق. 


لن يمكنك أبداً ان تعيش مرتدياً اساور من ذهب وفضه وحولك جياع فأنك بهذا تخاطر بكل شئ لك حتي نفسك . واحذروا يوماً يدخل فيه (علي) عليكم بزيه الرسمي في عقر قصوركم ليحاسبكم علي ما اقترفتموه في حق هذا الشعب . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: ‎الوزراء : تعديل خطة تخفيف الأحمال لا يتضمن وقفاً لقطع الكهرباء

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟