للاعلان

Mon,29 Apr 2024

عثمان علام

مجرد رأي..تكريمات تستحق الازدراء

مجرد رأي..تكريمات تستحق الازدراء

الكاتب : سقراط |

01:17 pm 11/02/2024

| رأي

| 2292


أقرأ أيضا: الناصر: نحتاج لبرامج عادلة لتحول الطاقة لا تقوم باستثناء الدول النامية

مجرد رأي..تكريمات تستحق الازدراء  


في حديث تليفزيوني قديم للزعيم عادل امام مع الدكتورة هاله سرحان اشار الزعيم بسخريته المعروفة الي انه قد تم تكريمه احدي المرات في احتفال ما وعندما ذهب الي ذلك الحفل وجد ان الحفل يشمل أيضاً تكريم رجل اعمال ذا صيت ذائع في صناعة وتجارة السيراميك . وطبعاً قال لنفسه ماذا الذي جمع الشامي مع المغربي . وهل التكريم الفني والثقافي يجتمع او يتفق مع تكريم مثل اصحاب الوظائف والمهن ؟ حفظيته تجاه ما حدث ليس تقليلاً من اهمية مايقوم به رجل الاعمال وانما لأختلاف التوجهات وبالتالي فقدان المغزي من التكريم وافراغه من مضمونه الادبي والمعنوي عندما تتباين طبيعة و نوعيه المكرمين فيه . 
———-
لن تجد في اي بلاد الدنيا هوجة حفلات التكريم الا في بلادنا . تجد نفسك كل يوم امام شلال من اخبار حفلات التكريم للعديد من المسئولين او الموظفين . اخطر ما في هذا الموضوع هو غياب الحد الفاصل بين تقدير العمل الجاد المطلوب من كل شخص ويتقاضى عنه اجره وحقه فيه بدون الحاجة الي حفلات التكريم وبين تقدير الابداع النادر سواء كان أدبيا أو علمياً حققت فائدة عامة للناس والبشرية علي مدار سنوات طويلة  . تشعر في حفلات التكريم التي نقيمها انها اصبحت نوعاً من المناسبات الاجتماعية للظهور او لتحقيق بعض المصالح للقائمين عليها . لماذا يتم  مثلاً تكريم الموظفين وهم يتقاضون اجورهم بأنتظام ؟ لا تدري تحديداً الصيغة المناسبة لذلك فأداء العمل بجدية واتقان لا يستحق الا الاحترام والسيرة الحسنة والمقابل المادي المناسب غير ذلك لا مسوغ له او معني . 
———-
نجيب محفوظ كان أديباً عالمياً وكان أيضاً موظفاً في دار المحفوظات . لم يكرمه العالم او مصر لكونه موظفاً مجتهداً ادى عمله بكفاءة واخلاص وانما كرمه العالم لأعماله الادبيه التي اثرت في العالم اجمع وكانت من درر الادب العالمي الخالد ذات الاثر الكبير علي الحركة الثقافية في منطقتنا ووضعت أسسا جديدة للكتابة الادبية . كثير هم من علماء العالم و أدباؤه تم تكريمهم في نهايات عمرهم او حتي بعد مماتهم بما اثرو به حياة البشرية من اعمال وانجازات ظلت خالده عبر التاريخ. هذا هو التكريم ذا المعني والمضمون اما ان يكون التكريم هكذا ( عمال علي بطال) فإنه يفقد قيمته ومعناه و يصبح مجالاً لسخرية الناس والامثلة علي ذلك كثيره. ——————-
لا اكتب هذا رغبة في قطع اواصر المودة والتقدير بين الناس ولكن ما نراه حالياً في بلادنا قد فاق الوصف ووضع صيغه التكريم الساميه في مقام الزيف والتزلف. فتلك المؤسسات و بعض الشركات التي تنبري في تكريم كل ما يصادفها من موظفين او قيادات سابقة هو نوع من الاسفاف والسطحية لمثل هذه النوعية من الشعور والتقدير الانساني .  التكريم الحق يجب ان يقوم عليه كوكبه من كبار خبراء النشاط او التخصص الذي يتم التكريم فيه ويجب ان تكون له معايير صلبه وقويه لا يحيد عنها وتأتي اراءهم منزهة عن تحقيق مصالح مادية او سياسية وتكون الاعمال التي يتم التكريم بناء عليها واضحة جليه و نتائجها واثارها معروفه للجميع ، والاهم من كل ذلك ان تكون الشخصية المكرمه منزهة عن ايه اقاويل ولا يوجد معها او ضدها الرأي والرأي الاخر . تأتي أيضاً الظروف والاحوال العامة المحيطة عاملاً مهماً في اختيار توقيت الاحتفالات والتكريم فكيف لك ان تقوم علي هذا والناس من حولك في معاناة شديدة و يسبحون في خضم امواج عاتية من المشاكل ثم تظهر وانت تبتسم ملئ شدقيك لتكرم فلان او علان فيكون ذلك هو  الاستخفاف بشعور العامة واحوالهم . 
—————
هناك اوقات يكون فيها احترام شعور الناس بالصمت والحذر في التصرفات واظهار المشاعر تجاه معانتهم افضل مواساة لهم ومشاركتهم فيما هم فيه يعانون و خاصة اذا كنت لا تستطيع فعل شئ محدد تجاه ما يواجهونه من صعاب . وعلي المتجاهلين لكل ذلك ان يعلموا ان الناس وحتي العامة منهم علي قدر عال من الذكاء والحنكه فتراهم يتجاهلون مثل هذه الاخبار والصور السمجة. التكريم الحق له اصوله وله شخصياته التي يجب ان تقوم عليه . ——————
الزعيم الكبير جمال عبد الناصر كان يحضر حفلات عيد العلم والسادات كذلك فكانت مناسبة قومية محترمه ينتظرها الجميع يتم فيها تكريم قامات لها شأنها قدمت اضافة لساحة العلم وتلقيه وتبقي مؤثره عبر الزمن وشباب واعد يجب تشجيعه وحثه علي المزيد من التفوق . ————
وعندما قام  الرئيس السيسي بتكريم ابطال من حرب اكتوبر وادي لهم التحية العسكرية فهذا هو الواجب الوطني الذي يعطي لهؤلاء الابطال الذين تجاوزوا الثمانين من عمرهم حقهم في الشكر علي تضحياتهم ويضع اسمهم في سجلات الفخر والشرف . وشتان بين كل ذلك و من يقوم علي تكريم مسئول سابق اثبت فشله واقتنص كل الفرص لنفسه وحظي بكراهية الجميع ولم نسمع له او عنه اي انجاز سوي حظه في كونه موظف كبير  فهذا والله مايستحق الازدراء . 
والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: المركزي: الأحد والاثنين إجازة بمناسبة شم النسيم وعيد العمال

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟