للاعلان

Mon,29 Apr 2024

عثمان علام

فوانيس علام..شريف هداره..الإنسان قبل الوزير

فوانيس علام..شريف هداره..الإنسان قبل الوزير

الكاتب : المسستقبل البترولي |

05:08 pm 08/04/2024

| رأي

| 616


أقرأ أيضا: الناصر: نحتاج لبرامج عادلة لتحول الطاقة لا تقوم باستثناء الدول النامية

فوانيس علام..شريف هداره..الإنسان قبل الوزير 

 

لا جدال في اعتزازنا بكل من تولي وزاره البترول علي مر عصورها فهي صرح كبير منذ ١٩٦٤ وحتي الأن . قدمنا هذه الشخصيات الفذه منذ الراحل الكريم عبدالهادي قنديل مروراً  بالدكتور حمدي البنبي ثم المهندس سامح فهمي و اسامه كمال وعبدالله غراب . كلهم كانوا من رجالات صناعة البترول التي لا تقدر عقولهم وخبرتهم بثمن . و جميعهم  هم من دفعوا الثمن غالياً  من اجل ان يظل هذا الوطن سالماً امناً فيما كلفهم به من مسئولية . 


ولكن هي الايام التي تمر وتخفت في ذكراها بعض الذين احبو هذا الوطن وحاولوا مجتهدين ان يكونوا علي قدر المسئوليه التي اولاهم له. ومن بين هؤلاء المهندس (شريف هداره) واحد من ابناء قطاع البترول الاوائل  الذين عملوا في ادق تفاصيل الحياة الفنية به وظل تاريخه ناصعاً طوال فترة عمله . كان رجلاً اكاديمياً من الطراز الاول فهو مهندس ميكانيكاً له تخصصاته الفنية العميقة في تسهيلات صناعة البترول المعقدة وله دراساته وابحاثه التي اهلته ليكون في اكبر شركات القطاع اهمية (سوميد) ثم يتولي شركه المضخات الالمانية "روهر بمبن" وما ادراك بكفاءة من يتعامل مع الخبرة الالمانية عميقة التكنولوجيا والانضباط . ترأس هيئة البترول في اول حكومة لهشام قنديل . 


من هنا تبدو الصورة غير واضحة لكثير من الناس بارتباط هذه الشخصية العلمية الاكاديمية بالاخوان . الاخوان عندما بدأو مسيرة حكمهم كانوا يبحثون عن التكنوقراط في الدولة العميقة الذين ليس لهم ارتباطات سياسية محددة ليكونوا لهم عوناً في ادارة شئون البلاد  . حاولوا مع الكثير في مختلف القطاعات . وجدوا في شريف هداره شخصية مناسبة وتكليفه برئاسة هيئة البترول ولم يعهد في ابناء القطاع رفضهم لأي تكليف يوكل اليهم . 


قام شريف هداره علي رئاسة هيئة البترول وكانت تصرفاته كلها تتجه ناحية العمل بعيداً عن اي سياسيات متضاربه كانت تموج بها مصر في هذا الوقت . لم يستطع اسامه كمال ان يكمل مهمته بسلام معهم فقد كان له رؤية خاصة به ، ثم جاء قرار التغيير فقد قضي الامر . كان تعيين (شريف هداره)  بديلاً له هو مجرد تحرك بالقصور الذاتي من رئيس هيئة البترول صاحب الشخصية  التكنوقراط الي منصب الوزير بلا اي خلفيات سياسيه او حزبيه . لم تكن المشكلة في اسامه او شريف ولكنها كانت مشكله اداره سياسه الدوله كلها  انذاك وكان ( هشام قنديل) احد اسوأ من تولي رئاسة وزراء مصر حيث سلم زمام العمل وادارة الدوله لبعض الهواة من قيادات الاخوان  لمناقشتها واخذ الرأي فيها في (المقهي العام) لهم المسمي (مكتب الارشاد)  . لم يكن  مجلس رشد ولا فكر وانما ضغينة وتحالفات سوداء ومصالح عفنه واستدعاء لحرب اهليه لم نعهدها في بلادنا علي مر العصور . اطيح بكل هذا في لمح البصر بقيام الشعب عليهم في يوليو ٢٠١٣ . وكان من الطبيعي ان تتغير كل الشخصيات والوزراء أياً كانت اسماؤهم . 


انتهت مهمه (شريف هداره) وهو لا يدري بأي فكر جاء وبأي ذنب رحل . الرجل عاني الامرين خلال الفترة البسيطة التي تولي فيها الوزاره في حاله من حالات الهرج والمرج التي اشاعها الاخوان في الدوله . نزل ميدانياً لمحاولة حل مشاكل تموين الوقود والبوتجاز علي الرغم من سنه الكبير ومن المشاكل الامنيه المتعدده لمثل هذه الزيارات في تلك الاوقات العصيبه. ولكنه تربي في قطاع البترول ويعرف ان مسئوليته تجاه الشعب وليس للأخوان  ولم بهتم بهذه المخاطر ونزل وتفاعل مع الناس قدر الاستطاعه . الاجواء العامه بالدولة كانت لا تتيح لأي عجله عمل ان تدور في ظل وجود الاخوه والاخوات الذين سيطروا في غفله من الزمن علي مقدرات هذا البلد . لم يحسب شريف هداره يوماً علي الاخوان والا ما استمرت مسيرته بقطاع البترول هادئه منتظمة طوال فترة عمله به وخاصة ان نظام مبارك كان لهم بالمرصاد في اي مكان في الدولة .الرجل تم استدعاؤه للمسئولية واجاب ، ادي عمله كما ينبغي له وكما تعلم في قطاع البترول الالتزام والدقه والامانه في العرض والصدق في النيه . هذه ثوابت القطاع ولن تتغير لم يصدر عنه قرار واحد به ما يشوبه من مجامله او تحيز لأي فرد من هذه الجماعه وظلت صفحته ناصعه كما كانت . 


وسيظل اسم شريف هداره مظلوماً بارتباطه بحقبة الاخوان الزمنيه لا بهم ولكننا هنا وبعد هذه السنوات الطويله نحاول ان نعيد الحق لأهله ونزيح الضباب عن اسمه امام الاجيال المختلفة من العاملين بقطاع البترول ليكونوا علي ثقة بأن رجالات القطاع ومن افنو عمرهم به لا يهمهم الا عملهم ووطنهم ولم يكونوا يوما ما ادعياء مصالح سياسيه او طائفيه او دينيه فلكل امرئ ما نوي وما وقر في صدره من ايمان وليس علي الناس من رقيب او حسيب الا ضميرهم امام خالقهم . الرجل ادي واجبه ، غادر المنصب في هدوء بلا تحقيقات او مشاكل مع الدوله فهو ابن بار من ابناؤها وهم يعرفون ذلك تأكيداً ولكن  التغيير له احكامه التي تسري علي الجميع . انصرف الي النشاط الاجتماعي الهام بالاسكندريه الجميله والاشراف علي الرسائل العلميه ذات الصله بتخصصه في الجامعات والمعاهد فهو خادم لهذا الوطن حتي اخر ايام العمر . 


تحية لهذا الرجل المعطاء المهذب الذي لا يترك مناسبة الا وكان اول الخاضرين ، معذياً ومباركاً ، تحية للرجل الذي ظلمته المقادير ولكن بقيت سيرته ناصعه البياض لا تشوبها شائبة بعد ان ادي مهمته في خدمه هذا الشعب ولم يخرج أبداً عن الخط المستقيم الذي سار عليه طوال حياته  فكان حقاً علينا ان نذكره بكل التقدير والاحترام . والسلام ، 

#سقراط

أقرأ أيضا: المركزي: الأحد والاثنين إجازة بمناسبة شم النسيم وعيد العمال

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟