مجرد رأي..وزير مجنون 

منذ اخترع الانسان لعبة الشطرنج وهو يحيط (الوزير ) بمكانة خاصة في جيش الملك .كانت الهند ارض الحضارة القديمة هي اول من ابتدع هذه اللعبة الصعبة وجعلوا من (الوزير) القوة الرادعة في دائرته الصغيرة و كذلك هو اخر واقوي حصن ضد هجوم الجيش المقابل . تحركاته دائماً مدروسة وفعاله،  يحافظ كل لاعب على قطعة ( الوزير) حفاظه على الملك نفسه . واذا ذهب (الوزير) نتيجه تحرك غادر او ذكاء المنافس فعليك ان تعرف ان نهاية حياة (الملك) اصبحت محتومه بعد عده تحركات يعلن بعدها فوز طرف على الاخر . هكذا مثل الوزير اهمية كبري في كل عصور الحكم كما في هذه اللعبة الصعبة بل وكان بعض وزراء الملوك والسلاطين هم من يقوموا علي ادارة شئون الدول والممالك بالسيطرة علي فكر الحاكم او الخليفة والحكم بين الناس . 

عاصرت الدول الاسلامية الكثير من الوزراء الذين ذاع صيتهم وكان لهم اثر كبير في حركة التاريخ بل وربما كان بعضهم اشهر من الولاة نفسهم . فكان من اشهرهم (يحي البرمكي)  وزير هارون الرشيد و( ايوب المورياني) وزير ابو جعفر المنصور وكلاهما كانا من اساطير الحكم الاسلامى في الدولة العباسية في اوج قوتها ومجدها . كان لهؤلاء الوزراء تأثير كبير على تسيير امور الحكم في تلك الفترة الهامة من تاريخ تلك الدولة القوية . وفي العصر الحديث نجد وزراء لن ينساهم التاريخ مثل الثعلب ( هنري كسينجر) وبالطبع جميعنا يعرف (ارثر جيمس بلفور) وزير الخارجية الانجليزي وصاحب الوعد المشئوم  لأقامة الدولة اليهودية على اراضي الانتداب في فلسطين و السيد (كورت فالدهايم) سكرتير الامم المتحدة الشهير . وكان لدينا في مصر وزراء لا يشق لهم غبار مثل المهندس (حسب الله الكفراوي) و(المشير الجمسي) و اللواء (احمد رشدي) ظلت اسماؤهم منيرة عبر الايام بما قدموه لوطنهم  . 

هكذا هو حال الوزراء عبر العصور منهم من اثر في حركة التاريخ ومنهم من قدم اعمال جليلة للعالم ووطنه . بيد ان هناك صنف بات جديداً علينا نراه الأن في منطقتنا . شخص ما يقال له (وزير) يريد ان يشعل المنطقة ويحيلها خراباً . يريد استخدام القنبله النووية لإبادة شعب بأكمله . يريد الدخول في اي حرب ومع اي دولة كانت لا يهم . يعشق تدفق انهار الدماء ، يبث الضغينة والحقد في نفوس من حوله لدفعهم لارتكاب اي حماقة تؤدي الى اشعال الحرب في  المنطقة كلها . يعشق تناول (فطير الفصح) بدقيق العظام المعجون بالدم . ربما لم يرى العالم على مر تاريخه مثل هذا المثال الصارخ من ( الجنون) منذ ايام ابو الحجاج الثقفي وحتي عهد (هتلر) . جنون القتل والدم والتلذذ بصرخات المصابين و الجوعي يوحي بنفس شاذة و مريضه . لم تري الانسانيه في عصرها الحديث التي تفاخر بأحترام الانسان وحقوقه مثل هذا المثال الدموي القاتل . لا اعرف كيف لهذا ان يحمل لقب (وزير) وما هي مؤهلاته او علمه او ثقافته؟ اي وزير هذا ولمن يبدي نصحه او رأيه وماهي طبيعة عمله في دولته التي يجب ان تكون ذات قواعد تحكمها الأعراف والقوانين حتي تستحق ان تكون دولة لها وزراء؟. قوله جنون ومستمعه سفيه . هل هانت الانسانية الي هذا الحد ؟ وهل هان هذا المنصب الرفيع في دنيانا حتي يتقلده الموتورين واصحاب التشوهات النفسية ؟ اخر زمن !! . والسلام ،، 

#سقراط