للاعلان

Tue,25 Jun 2024

عثمان علام

مجرد رأي…هل تسبب مجدي جلال في أزمة الغاز ؟

مجرد رأي…هل تسبب مجدي جلال في أزمة الغاز ؟

09:52 am 07/06/2024

| رأي

| 1652


أقرأ أيضا: أنباء عن تعيين رئيس جديد للشركة الفنية لصيانة خطوط الغاز بالأردن

مجرد رأي…هل تسبب مجدي جلال في أزمة الغاز ؟ 

 

لا احد ينكر المجهود الذي بذله المهندس دكتور مجدي جلال خلال فتره ترأسه للشركة القابضة للغازات الطبيعية ( ايجاس) منذ عام ٢٠٢٠ فقد كان علي دراية واسعة بدولاب العمل ، وهو رمز لرجل العمل الحكومي المنضبط بلا جدال . وهو  احد ابناء شركة ويبكو العريقة التي لها باع كبير في انتاج الغاز في واحد من اقدم حقول الغاز في مصر ( حقل ابو قير البحري ) ، كما انه واحد من المؤسسين لمجمع غازات الصحراء الغربية ، هذا الصرح العملاق .


مجدي جلال ترأس إيجاس في اوج نشاطها حينما كان حقل ظهر في اعلي معدلات انتاجه وكذلك كان له مجهود بارز في المشروع الرئاسي لتوصيل الغاز للمنازل (مليون و250 ألف عميل سنوياً) ضمن مشروع حياه كريمة، ومشروع تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي  . ولكننا عهدنا ان النجاح و وفرة الانتاج قد لا ترينا بعض السلبيات او تجعل المسئول ربما يتغاضي عن بعض الاحتياطيات او المتطلبات الفنية طالما ان مستويات الانتاج مستقرة والامور علي مايرام ، وهذا كان واضحاً للجميع ومن الكبير للصغير .


تظهر المشاكل و تفتح السجلات وتتناثر الاسئلة عندما يتأثر الانتاج و تعلو مستويات الاستهلاك علي مستوي الانتاج وبعد ان يترك المسئول كرسيه . وهذا ما يمر بنا  حالياً . ولا يمكننا بالطبع ان نكتب هذا الموضوع لنقول ان مجدي جلال هو المتسبب فيه فهذا يعتبر هراء ونوعاً من العبث . ولكننا نتابع ما تشير اليه كافة المصادر والتحليلات وحتى أقوال بعض القيادات داخل القطاع ، عما اذا كان لشركة ايجاس تصور فني محدد عن معدلات تناقص الانتاج الطبيعي ووصوله الى المستوي الذي يعجز فيه عن تحقيق متطلبات الاستهلاك المحلي ، وبذلك يبدأ الاستعداد مبكراً لمجابهة هذا النقص بأي وسيلة من الوسائل المعروفة واخرها بالطبع التعاقد الخارجي لإستيراد كميات من الغاز المسال لتعويض النقص في الاحتياجات . 


هذا التصور الفني لا يحتاج الي تكنولوجيا معقدة وانما هو عمل هندسي نمطي يقوم به المتخصصين في هندسة الانتاج والمكامن الجوفية .كل شركات البترول تعتمد هذه الطريقة، تتوقع به مستويات انتاجها المستقبلية ووضع محددات العمل القادم وحاجتها الي مزيد من التنمية او اصلاح الابار وهذا كله يعلمه جيداً القائمين علي هذا التخصص . 


و السبب الرئيسي في اثاره هذا التساؤل هو الاضطرار و الحاجة العاجلة و الفورية لاستيراد الغاز وشراؤه بأسعار اعلي بكثير من اسعاره الاجله . بل بعض التقارير الاقتصادية ذات الصلة بتجارة الغاز قالت ان دخول مصر كمستورد كبير وفي وقت قصير رفع اسعار الغاز العالمية بنسبة تصل الي ٢٪؜ وربما تزيد مستقبلاً ، والتساؤل هنا ليس لشخص محدي جلال ، لكنه بصفته ولأخرين غيره .


نعلم ان الدكتور محدي جلال ابلى بلاء حسن في عمله و بجد وكفاءة "واكرر: نحن هنا نتكلم عن كيان إيجاس متمثلاً في صفة د مجدي "، ولكن هل يمكن ان تغيب مثل تلك الامور البسيطة عن مؤسسه كبيرة مثل ايجاس . هل كان احد الاسباب هو تعاملنا مع انتاج حقل ظهر ومشاكله وعملياته و كأنها سر حربي لا يجب لأحد ان يتحدث فيه او يناقش اموره ما يكون او بالاحري ما يجب ان يكون ؟. اذا كان الامر كذلك فالنتيجة واضحة بينه لكل الاعين بلا مواربة ولا تشكيك او تزييف . واصبحت المشكلة قائمة بيننا كلاعب منافس ضخم في حلبة للمصارعة او الملاكمه و لا يحتمل التعامل معه سوي الحلول غالية الثمن . 


ربما تكون تلك المصادر قد بالغت بعض الشي في تقديراتها ولكنها علي كل حال هي اسئلة مشروعة لا بأس من اثارتها لنعرف الحقيقه وتصبح خبرة للمستقبل . وبلا شك المشكلة قد تضاعف تأثيرها بعد ان اصبحت تمس حياة المواطنين وهو ما جعلها تأخذ زخماً ربما لم يتوقعه قطاع البترول نفسه . فقطاع البترول عادة هو احد القطاعات المغلقة إعلامياً لأن طبيعة عمله ومفردات نشاطه من الصعوبة ان تكون في متناول تفكير المواطن البسيط واهتماماته . ولكن عندما تتأثر اهم عناصر الحياة اليومية له فسيبدأ في التساؤل والبحث في عالم كبير من المواقع والاخبار والتحليلات . فأصبح يعرف السبب وادرك معني مشكلة الغاز وبدأ يقرأ ويسمع عن اسعار الاستيراد المختلفة، ولا تثريب عليه فهذه حرية مكفولة للجميع . ولكن الحرية يجب ان تبتعد عن التشهير والمعلومات الخاطئة والجهل بطبيعة العمل الفني واتهام اشخاص بعينهم ، وهو ما جعلنا نتساءل بكل حيادية عن مدي صحة هذه المعلومات ؟ والصمت أيضاً اجابة !!


وهذا ليس تشكيكاً في الدكتور مجدي ولا تحميلاً المسئولية له ولا تقصيراً والرجل قد غادر في صمت ، لكنه كان يعمل بأدوات وآليات ، وخلف الكواليس الكثير والكثير ، نحن هنا لا نسوق عنواناً في شكل تهمة موجهة للدكتور مجدي جلال ، بقدر ما هي إبراءً لساحته ، لا سيما وهو لم يكن يعمل بمفرده ، وقضية الاستيراد وما يتبعها من تهيئة البنية أمر يستحيل ان يصدر بقرار منفرد من مجدي جلال ولا حتى من من خلفه المهندس يس محمد ، لكنه قرار يتخذ على طاولة فيها اعتى قيادات القطاع ، وإذا كانت هناك مسئولية حقيقية فهي ليست مسئولية الدكتور مجدي جلال بمفرده ، لكنها مسئولية الجميع ، ومجدي جلال لم يكن سوى ترس في منظومة بها مئات التروس ،، وعلى كل من يلقي بالتهم على غيره ان يعلم اولاً ثم يقول …والسلام ،، 


#سقراط

أقرأ أيضا: البترول والكهرباء تعتذران عن قطع التيار ساعة اضافية

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟