للاعلان

Wed,08 May 2024

عثمان علام

مخاطر الإنتاج ومرتبات العاملين بشركات البترول

مخاطر الإنتاج ومرتبات العاملين بشركات البترول

الكاتب : عثمان علام |

07:46 am 03/12/2016

| رأي

| 2296


أقرأ أيضا: وفاة رئيس شركة الوادى الجديد للثروة المعدنية ماهر الحداد

منذ أن تولي وزارة البترول المهندس شريف إسماعيل ثم خلفه المهندس طارق المُلا، تُعقد الإجتماعات الدورية وتنهال على شركات البترول الخطابات التي تطالب رؤساءها بضرورة تخفيض المصروفات والتقشف للحد من التكاليف بما لا يضر بالعملية الإنتاجية. منذ أربعة أعوام ورؤساء الهيئات والشركات "قايمين بالواجب وزيادة"، ويقود كل ربان سفينة منهم حِمّله ساعياً للتوازن بين ما هو مفروض من إجراءات تقشفية لا تخل بالإنتاج، وما هو واجب وحق للعاملين ليضمن نمو الإنتاج. خلال أربعة أعوام أُلغي العديد من المزايا ولم تُصرف للعاملين أية زيادات سنوية مثل بدل الوجبات والمواصلات وبدل الصحراء والمخاطر. وعلى الرغم من الإرتفاع الشديد في أسعار كافة السلع والخدمات وإنخفاض قيمة الدخل الحقيقي، لم ينقطع العمل ولم تتعطل العملية الإنتاجية لأن كتيبة العاملين بشركات البترول تفهموا ظروف الدولة والمرحلة الإقتصادية التي تمر بها، فصبروا وصمدوا وتعاونوا في حل الأزمات، بل كانت مساهمتهم عملية حين تبرعوا لصندوق تحيا مصر. 


هذا القطاع الذي يرأسه حالياً أنشط القيادات لم يكن في حاجة إلى من يلفت إنتباهه للقيام بواجب الترشيد في النفقات، فالعاملون به رؤساء ومرؤسين يعلمون دورهم جيدا ويقدرون الوضع الإقتصادي الحرج الذي تمر به البلاد. ومع ذلك، فوجيء العاملون بقطاع البترول منذ أيام بأحد الإعلاميين يطالب بخفض رواتبهم، وخُص بالذكر موظفو الشركات العامة!!! فدوناً عن باقي قطاعات الدولة، بات حل الأزمة المالية عند هؤلاء العاملين الذين يتقاضون ما يسد بالكاد قوت شهرهم ويحفظ كرامتهم بعد موجة الغلاء المتصاعدة، مع أنهم ينتسبون لأحد أهم قطاعات الدولة الحيوية والذي يقود مسيرة التنمية والأكثر إسهاما في الصادرات وجذبا للإستثمارات، ولو شح الإنتاج ساعة واحدة لتعطلت الماكينات في المصانع عن الدوران وانقطعت الكهرباء وتوقفت المركبات برا وبحرا وجوا. فهل يعلم أي مخاطر يتعرض لها المهندسون والجيولوجيون والفنيون في مواقع التنقيب والحفر والإنتاج والتعبئة؟ هؤلاء العمال يوجهون الدعوة لمن يرغب من الإعلاميين للحضور إلى مواقع الشركات وحقولها ومصانعها ومستودعاتها، والمكوث فيها لأيام ومراقبة المجهودات وتقدير المخاطر التي يتعرض لها العاملون، ولنذكر بعضها على سبيل المثال:

- يترك المهندسون والإداريون والفنيون ذويهم ومنازلهم في الأعياد والمناسبات والأجازات الرسمية ويبيتون في مواقع العمل أياما متواصلة سعيا للرزق وحرصا على الإنتاج. ويتطلب عملهم الإنتباه الشديد والتركيز دون غفلة أو نوم. 

- المهندسون والعمال والفنيون معرضون للإصابة بالأمراض السرطانية والصدرية ومشاكل في الصحة الإنجابية بسبب تعرضهم للمواد الكيميائية والمشعة وانبعاثات الغازات السامة من المادة الخام المستخرجة.

- مخاطر وإحتمالات الإصابة المستديمة نتيجة تعرضهم للضغط العالي. 

- مخاطر غرق منصات الحفر البحري واردة نتيجة شدة الأمواج أو الإصطدام. بالإضافة إلى خطر حدوث تسرب للمواد البترولية واشتعال حريق في غضون لحظات في عرض البحر يصعب السيطرة عليه والنجاة منه (لا قدر الله). 

- مخاطر التعرض للشمس الحارقة طوال أيام الصيف نهارا أو الأمطار شتاءاًبالإضافة إلي وجود الزواحف والقوارض والثعابين في الصحراء.

- التعرض للأمراض الصحية مثل الإنزلاق الغضروفي نتيجة الإنتقال إلي مواقع الشركة بشكل دوري في طرق غير ممهدة. 


إن مهنة تعبئة البوتجاز أو توصيل الغاز أو البحث والتنقيب عن الزيت والغاز والإنتاج من المناطق البحرية والصحراوية ووسط زراعات الدلتا ليست هينة، بل تُعد من أخطر المهن في العالم، ويقع العبء الأكبر منها على صغار الموظفين ذوى الدخول المنخفضة نسبيا. ورغم كافة إجراءات الصحة والسلامة وقواعد الحماية العلمية المتبعة تظل المخاطر واردة وغير متوقعة ومميتة. والعاملون بالشركات العامة للبترول هم الأقل دخلا والأكثر صبرا وتحملا لظروف العمل علاوة على ضغوط المعيشة الصعبة. فرفقاً بهم .. إن لم يكن بأيديكم المطالبة بزيادة دخولهم


أقرأ أيضا: الوزراء: لن يحدث تخفيف لأحمال الكهرباء بعد الـ7 مساء

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟