للاعلان

Sun,08 Sep 2024

عثمان علام

مجرد رأي..رجل مات واقفاً

مجرد رأي..رجل مات واقفاً

الكاتب : سقراط |

04:31 pm 03/05/2024

| رأي

| 698


أقرأ أيضا: يوم ترفيهى باكاديمية انبى وعروض وهدايا للعاملين بالبترول

مجرد رأي..رجل مات واقفاً


عندما يحين الرحيل فلا فرق بين مريض وصحيح . انه الاجل المحتوم ذو الساعه والثانيه التي تغادر فيها هذه الدنيا الي مستقرك الاخير . ولكن يبدو الفارق هنا فيما قدمه كل منا قبل ان نصل الي محطتنا الاخيره . هنا تكمن الذكري والمعرفه والموعظه أيضاً . الاسماء تخلد بما قدمت من اعمال وليس بما بنته من اجساد . لم يخلد ابن ادم أبداً كونه عظيم الجسد جميل المنظر ولكن كان خلده بما قدمه للبشريه و للدنيا من اعمال . واذا كان( عبد الخالق عياد) قد انضم الي كوكبه الراحلين فقد سطر اسمه ضمن قائمه الخالدين الذين قدموا لعملهم و وطنهم الكثير من المشاعر والعمل والجهد . يبدو جلياً ونحن نشاهد الرجل وهو يدلي بتصريحات وهو في هذا السن الكبيره انه  مهموم بما يمر به الوطن من مشاكل وازمات حتي اخر يوم في عمره  . رحله طويله قضاها هذا الرجل في معركته مع الحياه منذ ان عرفناه قائماً علي واحده من اكبر شركات قطاع البترول الاستثماريه وهي الحفر المصريه . كانت الشركه بحق دره تاج القطاع في عهده . كانت شركه عالميه بمعني الكلمه .شركه تطبق فيها كافه المعايير العالميه لنشاط حفر الابار الصعب . كان عهده معها هو العهد الذهبي لها فكانت شركه الحفر الاولي في الشرق الاوسط كله بل وربما افريقيا . كانت الشركات تتهافت عليها وكانت عقودها ممتده لسنوات طويله مع شركات الاستكشاف والانتاج . لم يكن من السهل ان تستخدم احد اجهزتها فكلها تعمل علي قدم وساق . كانت ميزانيتها بالملايين وارباحها تفوق التصور . قام علي تطويرها وزياده اعداد الاجهزه بها . كان اول من ترأس هيئه البترول من القطاع الخدمي الاستثماري في سابقه لم تحدث من قبل . توسم فيه الدكتور البنبي قدرته علي دفع  عجله العمل الاقتصادي لهيئه البترول بعد ان حقق نجاحاً باهراً في شركته ، كان القرار مثار استغراب الجميع فلم يكن ذلك مألوفاً للكثيرين . توهج العمل بالهيئه وسارت بخطي واسعه في اتجاهات الاستثمار الصحيح  وزياده الانتاج وكانت الارقام هي الحكم والدليل . غادرها وهي في القمه . انتاج وفير وميزانيه منضبطه وشركات عامله بجديه . لم يكن التقاعد يمثل محطه النهايه لهذا الرجل فهو يشعر انه لم يصل بعد الي مرحله الوصول . كانت محطه تقاعده في وسط الطريق . اتجه الي مشاريعه المتميزه واسس مصنعاً لطباعه القرأن الكريم و استمر نشاطه الاجتماعي والفني علي مختلف المستويات بل انه كان يذهب بأفكاره الي مؤسسات البترول المختلفه لعرض وجهه نظره علها تكون نافعه . لم يتوارى او يكتفي بما حقق  ولكنه ظل عاملاً مجتهداً حتي في ايام العمر المتقدمه التي تستلزم الراحه والهدوء . دخل معترك الحياه السياسيه والنيابية وتم تعيينه بمجلس الشيوخ تقديراً واحتراماً من الدوله كلها لرجل لم يتوان يوماً واحدًا عن خدمه وطنه .  تحيه لهذا الرجل الذي نقش اسمه في جدار الزمن بأحرف من نور واصبح مثالاً للوطنية التي لا ترتبط بوظيفه او منصب . وطنيه تنبع من القناعه الشخصيه بحب هذا الوطن  و ضروره البذل بدون انتظار . رجل لم يستسلم لحكم الزمن والايام . رجل مات شامخاً واقفاً . والسلام ،،


#سقراط

أقرأ أيضا: د. محمد العليمي يكتب: بداخلك طفل يتألم

التعليقات