"من أجل نقابة قوية للبترول"، هذا هو المنهج الذي اظن ان نقابيو قطاع البترول فطنوا اليه مؤخراً...فكرة جاءت من شخص ليس عضواً ولا قيادة في النقابة العامة، غير انه لديه الفكر الجيد في خلق منظومة قوية ربما يكون اعتراها الترهل لسنوات...وجوه منيرة ومستنيرة وجدتها جالسة تناقش وتطرح وتحلل، لم اراها من قبل، وهذا هو الامل الذي تحيا به وعليه الأمم.
نفر ليس بالقليل من رؤساء النقابات البترولية جمعتني به جلسة نقاشية، يحدوهم الامل في خلق مجلس تنفيذي قوي تكون له الغلبة ولا يتم اتخاذ قرار فردي مفعوماً بالتوجهات التي لطالما عانى منها الجميع.
وإذا كان السيد رابح عسل رئيس نقابة جاسكو قد طرح سؤالً غاية في الاهمية وهو: ماذا تريد النقابة من المجلس التنفيذي، وماذا يريد المجلس من النقابة"، فإنني اكمل السؤال طرحاً واقول: وماذا يريد العاملون من المجلس التنفيذي القادم؟
لا شك انهم يريدون مجلس تنفيذي مكتمل الاركان، خالي من التوجهات، قوي البنيان، تكون له الغلبة على ما هو دونه، بحيث يكون رئيس النقابة منصب اقرب للشرفي، ويكون المجلس هو الذي ينفذ ويدرس ويخطط، بل ويعمل على تغيير تلك الصورة النمطية التي علقت لوقت طويل بهذا الصرح" النقابة العامة"، فقد ولى الزمن الذي كانت تصدر فيه القرارات الاستباقية، وجاء الوقت الذي تنتزع فيه الحقوق وتدعم فيه الواجبات، وليضع هذا المجلس الجديد في حساباته انه ليس كل مطلب على حق، وليس كل مسئول على حق ايضاً، فهناك اطر تحكم العمل وتنظم العلاقة بين النقابي والمسئول، ولا يجب ان تكن تلبية الطلبات ودراسة المقترحات مِنة يمتن بها المسئول على النقابي، فهناك واجب كفله القانون لابد للنقابي وان يحصل عليه دعماً للمواثيق الدولية التي نادت ولا تزال بحق كل عامل مهما كان.
إن ما فعله الدكتور صبري شحاته ومعه مجموعة مخلصة النوايا لهو إنجاز لابد وان يذكره التاريخ النقابي في قطاع البترول، واظن ان سيسطر التاريخ ذلك، لأنه عمل غير مدفوع إلا بالمصلحة العامة، وبعيد عن الاهواء الشخصية والمصالح الفردية.
واتمنى ان تتسع مجموعة عمل هذا الكيان، لتسع اكثر من ١٧ شركة وهم: العامه للبترول وانابيب البترول وبتروجاس والتعاون للبترول والقاهرة للتكرير وجاسكو وايجاس وقارون للبترول وبتروسبورت وبتروبل وبتروامير والقاهرة للغاز وايوك وكار جاس وبوتاجاسكو وخالدة للبترول والفرعونية واسيوط لتكرير البترول ورأس غارب واخرون من الشركات الداعمة لهذه الفكره والذين لهم أصوات بالجمعية وغيرهم مرشحين للمكتب التنفيذي للنقابه العامه وذلك من أجل إعلاء المصلحه العامة وظهور النقابة العامة بصورة افضل تليق بمكانتها بين النقابات العامه وتستطيع من خلالها تحقيق الأهداف المرجوة منها والتي تكون سند وعضد للنقابات الفرعية داخل الشركات من أجل مصلحة العاملين، ولتستمر هذه الاجتماعات حتى بعد نجاح المجلس التنفيذي، وعلى المجلس التنفيذي نفسه ان يستعين بالخبرات النقابية حتى وان لو يكونوا نقابيون تنفيذيون، فقد خرج من رحم النقابة قيادات واعية كثيرة، ولم يصادفها التوفيق في البقاء رغبة من العاملين في التغيير، وهذا ليس عيباً فيهم بقدر ما هي سنة الحياة، وان كان سقف النقابة لم يتسع لهم، فليتسع لهم الخلاء الطلق، حيث الحرية في الحوار وتبادل الاراء واظهار الحجج، من اجل مصر قوية، وعمل نقابي جيد .
