للاعلان

Sun,19 May 2024

عثمان علام

أمريكا لا تعرف المحسوبية !!!!!

أمريكا لا تعرف المحسوبية !!!!!

الكاتب : عثمان علام |

05:52 am 12/01/2017

| رأي

| 2371


أقرأ أيضا: الزمالك بطلا لكأس الاتحاد الإفريقي

د/أحمد هندي:
المواطن الأمريكى كائن سياسى وأجتماعى أسبق من وجود الدولة نفسها ، والقانون هو عنوان الدولة فيما يتعلق بالسلطة والمسئولية والحرية  ، المحاور الثلاث للفصل بين السلطات فى النظام الأمريكى ، لذلك يعد الدستور الأمريكى أكثر دساتير العالم قوة وصلابة لأنه يضع الحدود الفاصلة بين السلطة والحرية بصورة قانونية صحيحة .!!!
وتقوم السلطة التنفيذية فى الولايات المتحدة الأمريكية على حرية الشعب الأمريكى فى اختيار شخصية الرئيس لفترة رئاسية محددة يعمل خلالها بمعزل عن السلطة التشريعية ، ويمارس سلطاته الواسعة بنفسه من غير أن يكون مسؤولا أمام البرلمان ، مستعينا فى أدائه لمهام منصبه الرئاسى الأتحادى بوزراء يقوم بتعيينهم وعزلهم تأكيدا لمبدأ الفصل بين السلطات ، أى أن السلطة التنفيذية الأمريكية تنحصر فى شخص الرئيس الذى اختاره الشعب الأمريكى !!!
ويحتوى التاريخ الدستورى الأمريكى على العديد من الوقائع فيما يتعلق بمبدأ الفصل بين السلطات ، فى ظل الحرية الكاملة للرئيس فى اختيار وزرائه والمسئولين الاتحاديين ، فقد قام الرئيس الأمريكى الأسبق جون كيندى فى عام ١٩٦٧ ، بأختيار شقيقة روبرت لتولى منصب المدعى العام الأمريكى ، وقد نتج عن ذلك صدور قانون مكافحة المحسوبية والذى يمنع الرئيس الأمريكى من اختيار أقاربه واصهاره لتولى اى منصب داخل الحكومة الاتحادية !!
فقد قام الرئيس الجمهورى دونالد ترامب بأختيار معاونيه ، فجميع القيادات التنفيذية الأمريكية التى اختارها بحرية كاملة حتى أنه اختار جاريد كوشنر زوج ابنته لتولى منصب كبير مستشارى البيت الأبيض ويبلغ من العمر ٣٦ سنة !!
وتخرج وظائف البيت الأبيض من نطاق الحظر فيما يتعلق بقانون مكافحة المحسوبية  ، وهناك سوابق تؤكد أحقية الرئيس فى اختيار أقاربه للعمل في مناصب البيت الأبيض دون المناصب الاتحادية ..ومثال ذلك موافقة الكونجرس الأمريكي في عام ١٩٧٨ على أحقية الرئيس الأمريكى فى تعيين موظفى البيت الأبيض دون التقيد بلائحة قانون مكافحة المحسوبية ، فالمناصب البيضاوية تخرج من نطاق القانون  .. ففى عهد الرئيس الديمقراطى بيل كلينتون فى تسعينات القرن الماضي استعان بزوجته هيلاري لتولى بعض المناصب المتنوعة داخل البيت الأبيض ،وقد تم عرض ذلك على المحكمة الاستئنافية الأمريكية لبحث مدى انطباق قانون مكافحة المحسوبية على هيلاري  ، وقضت المحكمة الأمريكية بأن هيلاري هى السيدة الأمريكية الأولى ومن الطبيعى توليها مناصب داخل البيت الأبيض الذى يدخل فى نطاق حرية الرئيس فى اختيار معاونيه ومساعديه لأداء مهمته !!!!
وقد جرت العادة فى الانتخابات الأمريكية إلى أن تستمع الشعوب إلى مرشحى الرئاسة وإلقاء الخطب السياسية التى يوجهون فيها الشعب الأمريكى لتحقيق هدف قوى ، أو العمل والتضحية من أجل مبدأ نبيل لتكون النتيجة النهائية المصلحة الأمريكية أولا وللرئيس مطلق الحرية في اختياراته !!!
ووفقا للشخصيات المحيطة بالرئيس الأمريكى تستطيع قراءة أسلوب مؤسسة الرئاسة الأمريكية فى التعامل مع كافة الأوضاع العالمية . فقد أطلق علماء العلوم السياسية على الرئيس فرانكلين د روزفلت وعلى المجموعة المحيطة به مؤسسة الادمغة  brains  trust ، بينما أطلقوا على الرئيس جاكسون والمجموعة المحيطة به وزارة المطبخ  kitchen  cabinet !!!
فالرئيس او الأمير او الملك او السلطان فى كافة الأنظمة تقوم اختياراته على مبداين ، الأول اختيار مجموعة من أصحاب الأدمغة الذكية الواعية التى تمتلك قدرات خاصة فى التخطيط لتحيط بالرئيس لتساعده على تطبيق رؤيته التى يطبقها !!
مثال الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك طوال مدة ٣٠ سنة كانت اختياراته تنصب على عباقرة التخطيط والمالية وعلماء القانون المميزين !!
أما الرئيس الإخواني مرسى ، فكانت اختياراته تنصب على الأهل والعشيرة وأهل الثقة والمحبة ومن يجيدون الأكل بأيديهم على الموائد !!
ووفقا لاختيارات الرئيس الأمريكى ترامب يمكن أن نطلق على مؤسسة الرئاسة الأمريكية مؤسسة سماسرة العقارات العالمية ، والتى تقوم سياستها على أن أسهل شئ هو البيع والشراء !!
فقد أعلن الرئيس الأمريكى ثقته في اختيار زوج ابنته كوشنر لتولى منصب كبير مستشارى البيت الأبيض لأنه أهل للثقة فقد تولى الحملة الانتخابية والمرحلة الانتقالية ، وينتمى كوشنر لعائلة ثرية جدا على مستوى العالم وليس أمريكا فقط لأن استثماراتها تغزو دول العالم فهو من أغنياء العالم !!
المرحلة القادمة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية البيع والشراء لتحقيق المصلحة الأمريكية  !!HG

أقرأ أيضا: من يخلف الرئيس الإيراني دستوريا في حال وفاته؟

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟