للاعلان

Sun,08 Sep 2024

عثمان علام

د.عزة سامي تكتب: عذراً أيها المسؤول-من المسؤول؟

د.عزة سامي تكتب: عذراً أيها المسؤول-من المسؤول؟

03:01 pm 17/05/2024

| رأي

| 821


أقرأ أيضا: يوم ترفيهى باكاديمية انبى وعروض وهدايا للعاملين بالبترول

د.عزة سامي تكتب: عذراً أيها المسؤول-من المسؤول؟


 
في زمن يتخلله الصخب والضجيج، تتجلى المشاهد اليومية كشاهد على واقع المجتمع. ينبغي علينا أن نتأمل بعمق لنكتشف جذور المشكلات. فمن المسؤول عن تحسين واقعنا؟ هل نحن ننتظر الحلول من الآخرين أم أننا جميعاً مسؤولون عن تغيير الأوضاع إلى الأفضل؟ دعونا نتأمل معاً هذا التساؤل، ونسعى جاهدين للعمل نحو حلول فعّالة.
 
في هذا السياق، سنلقي نظرة على بعض المشاهد الحياتية:
 
المشهد الأول:
في المقال السابق، تحدثنا عن مبنى التأمينات الاجتماعية والمعاملة غير اللائقة التي يعاني منها كبار السن وأصحاب الحاجات والمعاشات. اليوم، نلقي الضوء على مؤسسات حكومية أخرى مثل المستشفيات والمصالح الحكومية التي يتردد عليها الجميع لاستخراج الأوراق الرسمية. للأسف، هذه الأماكن أشبه بقنابل موقوتة، طابعها محدود وكئيب، ودورات مياه غير آدمية. مساحات ضيقة مكتظة بأعداد هائلة، تفتقر للراحة والاستيعابية. يمكن لهذه الأماكن أن تكون أكثر ترحيباً إذا أحسنوا إدارة المكان. فبدلاً من أن تكون زيارة المكان تجربة مزعجة، يمكن أن تكون تجربة سلسة وأكثر ترحيباً.
 
في هذه المصالح والهيئات، يبدو أن الموظفين تم اختيارهم بعناية ليكونوا بلا ابتسامة، رعونة في التعامل، صبر لا نهاية له، وثبات انفعالي يجعلهم غير مبالين بما يجري حولهم. لدرجة أني تخيلت نفسي أمسك بياقة قميص أحد موظفي الاستقبال وأحدثه بعنف قائلة: "إن لم تكن راضياً عن وظيفتك اتركها، وإن كنت لا تملك البديل فلا تستغل حوائج الناس، اتق الله، فاليوم أنت تقدم الخدمة، وغداً أو في مكان آخر ستكون مستقبلاً لها" (من المسؤول؟).
 
المشهد الثاني:
السعي والكفاح والتحصيل العلمي والمهارات الأساسية مهم جداً للحصول على ما يطمح له المرء، لكن لا يمكننا إنكار وجود العامل المساعد أو المحفز، بمعنى آخر (الواسطة). أحياناً تكون الواسطة في محلها للمساعدة في طلب الحق، إسناد المهام والمشاريع، أو للترشح لبعض الوظائف، وأحياناً تُساء استخدامها. الشهادات كثيرة ومتنوعة، والألقاب -حدث ولا حرج؛ ولكن عندما تذهب إلى طبيب، تقوم ببحث عن أشهر وأمهر الأطباء في هذا المجال، وعندما تتعطل سيارتك تذهب إلى أفضل مراكز إصلاح السيارات.
 
وعليه، فلنحسن استخدام الواسطة، ونحكم الضمير، فالذي ستتوسط له اليوم قد تحتاجه غداً في عملية جراحية أو إسناد عمل مهم. وعند وقوع الكارثة، ستتذكر ذلك اليوم الذي رفضت فيه من كان أجدر بالاختيار (مسألة ثقة).
 
المشهد الثالث:
كلما ذهبت إلى مطعم، شركة، بنك أو غيرها، تجد الموسيقى الخاصة بهذا المكان. البعض يشغل القرآن الكريم، والبعض الآخر يشغل الموسيقى أو الأغاني. في أحد البنوك سألت عميلة موظفة الاستقبال عن رغبتها في خفض مستوي الموسيقى، فقالت لها: "للأسف، هذا أمر إداري ولا يمكن التحكم فيه". الموظفة نفسها، قالت إن مستوى الصوت علي مدار اليوم يصيبها بالتوتر والتشتت وأحياناً تتعصب على بعض العملاء- لا إرادياً- بسبب طنين أذنها.
 
أيها المسؤول، الهدف من تشغيل الصوت هو راحة الأفراد، أو التبارك بكلام الله. لكن كل شيء يجب أن يكون بمستوى معقول لا يؤدي إلى تشتيت الذهن أو طنين الأذن (معاناتي مع الضوضاء).
 
أخيراً وليس آخراً:
نتحدث عن البعض وليس الكل. الهدف هو نقل بعض المشاهد لعلها تصيب ذات مرة وتحيي فكرة في عقل قارئ. فقد خلقنا لنعمر ونطور في الأرض، وليس للإفساد كل ما هو جميل...
 
إن قدر الله لنا في العمر بقيه، فربما لنا في الحياة لقاء .....

أقرأ أيضا: د. محمد العليمي يكتب: بداخلك طفل يتألم

التعليقات