للاعلان

Sun,23 Jun 2024

عثمان علام

شخصيات…جبران ونضال العمال

شخصيات…جبران ونضال العمال

06:03 pm 19/05/2024

| شخصيات

| 2082


أقرأ أيضا: الكهرباء: زيادة فترة قطع الكهرباء ساعة إضافية اليوم وغدا

شخصيات…جبران ونضال العمال 

 

لا شك ان العمل النقابي هو من اصعب الاعمال والادوار التي يمكن  للمرء ان ينخرط فيه . هذا الدور يجب ان ينبع داخلياً أولاً من الايمان بالحقوق المشروعة لأي طائفة يمثلها بعيداً عن التطرف في المطالب والتوغل في دهاليز معالجه المشاكل الشخصيه التي لا تنتهي . وان يكون زاهداً فيما قد يمثل له مصالح شخصيه.   

شخصية يجب ان تكون علي درايه وعلم بالقوانين واللوائح التي تحكم دولاب العمل المؤسسي . شخصيه لا تتجه الي اداء دورها بالصوت العالي واساليب التهييج الفوضويه . اجتماع كل هذا هو من يخلق الشخصيه النقابيّة السليمه . العمل النقابي في مصر قديم ومتجذر وله أساطيره وشخصياته التي لا تنسي . لن ننسي البدري فرغلي وعبد العزيز فهمي واحمد لطفي السيد وسامح عاشور و مصطفي كمال حلمي و هاني ضاحي واسماء لا تحصي من اعلام العمل النقابي الحافل بالجهاد والانجازات . 


وعندما تجد محمد جبران يسير علي درب هؤلاء الكبار فعليك ان تدرك انه من احفادهم الذين استقوا العلم والخبره النقابية من هؤلاء العظماء . قلما تجد شخصية تستحق لقب ( نقابي) فهذا يعني انها شخصية تتمتع بالاحترام والعلاقات الاجتماعية المتجذرة والوعي الاداري والقانوني الذي لا يسمح بالاصطدام مع الجهات الادارية او الرسميه . 


استطاعات تلك الشخصية ان تجمع بين تلك الصفات وشبت علي ذلك منذ ان كان موظفاً صغيراً في شركة الامل للبترول فيها استطاع ان يبني شخصيته النقابية في مجتمعه الصغير بكل هدوء و اطمئنان . الاطمئنان هنا يعني قناعته الداخلية بسلامة ما يقوم عليه وشعوره الداخلي بحب الوقوف بجانب الحق أولاً ثم حب مساعده الناس ثانياً  وهذه صفات واخلاق لا تكتسب وانما هي اساس و مفردات الشخصيه ذاتها واساس تكوينها . ربما كان هذا هو لب العمل النقابي ولكن ليس هو كل شئ  علي كل حال . فهناك مقومات اخري كما اسلفنا . 

كان محمد جبران محظوظاً بعمله في قطاع البترول فزاده هذا انضباطاً و تعلم احترام الاداره وكيفيه التعامل معها واختيار الوقت المناسب لعرض المشاكل و قدسيه الحفاظ علي المال العام والاهم من كل هذا احترام قيمه الانتاج و ضروره تسخير كافة الامكانيات ليستمر ويزيد . الانتاج هدف سامي لا يحدوه اي هدف اخر و تتضائل امام مشاكله ايه مشاكل اخري حتي وان تضاءلت اهميته في قطاعات اخري نتيجه للتقادم والاهمال وعوامل اخري . الانتاج بالنسبة للبترول هو القطاع ذاته وحياته وسبب وجوده  بدونه لا يوجد له اي نشاط اخر او بديل . استطاع هذا الشاب ان يستوعب كل هذا صغيراً و نضج مع الايام وزادت ثقته في قدره العمل النقابي علي احداث التوازن النفسي للعاملين في هذا القطاع الهام بحهد يعلوه توصيل الحقيقه لهم بكل وضوح فيما قد يغيب عن اذهانهم من قواعد وقوانين . قلما تجد من كان نقابياً ويملك هذا الكم من العلاقات الوثيقه مع رؤساء الشركات والجهات الاداريه . فتراه دائماً مبتسماً هادئاً ينصت بتركيز لأي مشكله او مطلب جماعي . يقوم بتفنيد عناصره جيداً بعيداً عن الانفعالات العاطفيه التي تغلب علي اصحاب هذا الطلب ثم يسير الي وجهته ليشرح ويفند عناصر الطلب او المشكله  امام اصحاب القرار . حاز بهذا علي ثقه المسئولين بأنه قد اصبح عنصراً فاعلاً في العمل العام المملوء بالمشاكل و حلقه اتصال حيوية بين جهات الادارة والعاملين . وجدت الكثير من المشاكل حلها من خلال سياسته الجديدة وهدأت كثير من الاوضاع الملتهبه وخاصه في تلك الشركات التي تحظي بعدد كبير من العمال ، وتدخله  دائماً ما يأتي حاسماً ومناسباً في الاحداث الساخنه . تراه بين لحظة واخري في موقع الحدث،  لا تدري كيف وصل ، تشاهده منتصبا بين العمال بعد لحظات من ابلاغه بأي مشكله كانت . اداؤه المميز كان له وقعه وسيره طيبة في قطاعات العمل الاخري بالدوله فأصبح اسمه متردداً مما اهله ان يحوز ثقه عمال مصر بأن يكون رئيساً لاتحاد نقابات عمال مصر . بالتأكيد لم يأت كل هذا من فراغ ولكن كان وراءه تاريخ من النضال النقابي الواعي والسيره الحسنه والذكاء الاداري والاجتماعي . 


عمله في قطاع البترول كان له مؤهلاً لأن يتعرف علي اساليب العمل النقابي الدولي فأتجه بشغف ليعرف مستحدثات هذا المجال بما فيه من علم جديد وبني علاقات وطيده مع جهات دوليه مختلفه واصبح عضواً في مجالس دوليه وعربيه متعدده . وهذا في حد ذاته كانت اضافه كبيره لشخصيته وطريقه تفكيره . 


بالتأكيد يأتي محمد جبران مثالاً مضيئاً لشخصية النقابي الفاهم الهادئ الذي يعرف حدود العمل النقابي ودوره الصحيح في العمل العام . لانه شخصية نبتت من قطاع البترول المتوهج الذي منح هذه الدولة العديد من الشخصيات المتميزه القادره علي الفهم الصحيح لمجريات الاحداث وتدعيم التوجه الوطني في مجالات العمل المختلفه . 


تحية لمحمد جبران علي ما يقوم  به من جهد وتميز ونجاحه في تحقيق الاستقرار العمالي في ربوع مصر فالاستقرار سلعه ثمينه وعمال مصر هي اغلي ما تملك . نعرف ان المطالب كثيره والهموم اكثر ولكن بصبرك وذكاؤك حتماً ستصل . 
والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: إيطاليا تقدم حوافز تشجيعية لتركيب أطقم الغاز الطبيعي المضغوط في السيارات

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟