مجرد رأي..زيارة تعارف وتفقد وتصوير

مجرد رأي..زيارة تعارف وتفقد وتصوير
لا شك أن المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية ، وزير بدرجة إنسان ، قادم من عالم كل شغله الشاغل هو الاهتمام بالبشر وبناء الإنسان ، عالم يؤمن ان اي تقدم مرهون بمدى قدرتك على تعليم الفرد وتلبية احتياجاته وتدعيم الانتماء لديه ، بعدها يأتي الانتاج العزير والوفير ، لأن العنصر الذي استثمرت فيه جاهز لأن يقود المنظومة ويعمل بجد ويتفانى في عمله .
لذلك انصبت زيارة الوزير على الحديث مع الناس والاستماع اليهم وطرح مشاكلهم امامه ، وهو بدوره اوصى عشر وصايا كلها تصب في مصلحة الفرد والاهتمام به ، وحصل الاعلام على النصيب الاكبر من ثناء الوزير وشكره وتوجيه التحية له ، واوصنا جميعاً بضرورة ابراز جهود الانسان وتبني المواهب داخل القطاع ، وعدم الرجوع اليه ، فهو لا يهمه نفسه بقدر ما يهمه الحديث والحوار مع العاملين الذين يراهم اولى بأي خبر ينشر واي تقرير يسرد واي حوار يسطر ، وان تطلق الوزارة ممثلة في ادارة الاعلام العنان للصحفيين ، ليس باعتبارهم مندوبين عن صحف او وسائل اعلام ، بل لانهم شركاء في صنع الرسالة الاعلامية البترولية جنباً الى جنب مع اعلام الوزارة .
وهذا كلام طيب اسعدنا جميعاً واسعدني بشكل خاص ، باعتباري فرد داخل منظومة الاعلام البترولي يكتب ويتحدث لاكثر من 20 سنة ، وقد دفعنا جميعاً الحماس واخلاق الوزير المتناهية الادب ان نصفق له ونلتقط معه الصور ، في الوقت الذي كنا قد عقدنا العزم فيه على البعد عن المشهد لاعتبارات ان لقاء التعارف جاء في غير موضعه ، فالاجواء في صعيد مصر حارة بالقدر الذي يجعلك تمقت اي شيء ، والمشروعات التي تفقدناها مع الوزير ، تفقدناها سابقاً عدد من المرات ، لكن اخلاق الوزير دفعتنا لمساندته والاحتفاء به اكثر مما هو احتفى بنا رغم انه رب البيت .
لكن لي العديد من الملاحظات على اللقاء ، وخاصةً فيما يتعلق بالرد على الاسئلة حول الانتاج وزيادته ومستحقات الشركات التائهة اكثر من مستحقات الشركاء ، الامر شكل لي صعوبة في الفهم ، حتى انني ظننت ان الوزير قد لا يكون نما الى علمه ان شركات كثيرة باتت تعاني من ندرة السيولة ولذا تتأخر المرتبات احياناً .
الامر لا يتوقف عند هذا الحد ، بل إن عدم توفير سيولة لشركات المشروعات ، بات يمثل خطراً على تنفيذ خطة استكمال المشروعات القائمة ، وانوبك واحدة منها ، وهو اكبر مشروع في قطاع البترول وتصل كلفته ل3 مليار دولار .
واذا كنت قد طرحت هذه الاسئلة على الوزير ، والرجل رد بما يحمله من معلومات قليلة وغير كافية ، فاظن ان رؤوساء الشركات انفسهم لم يطرحوا عليه ذلك ، رغم انهم يذهبون الى الهيئة قبل نهاية الشهر منتظرين من ماليتها توفير سيولة نقدية للمرتبات .
ولازلت عند رأيي ان قطاع البترول مثقل بالاعباء وان هناك استنزاف لموارده ، وان كل ذلك لا يمكن القطاع من الايفاء بالتزاماته ، وان ما يحدث حتماً سيؤدي الى شيء لا يحمد عقباه ، وكل ما اتمناه ان ينظر الرئيس السيسي في الامر ويعطي تعليمات صريحة بترك قطاع البترول ينمي نفسه بنفسه ، وان توفر خزانة الدولة احتياجات البلاد لمدة عامين على الاقل حتى يتعافى القطاع ويسدد مديونياته ويوفي باحتياجاته وينهي مشروعات ، بعدها تحصل الدولة على الفائض ، لان منطق الورقة الدوارة التي يعمل بها القطاع الآن لن تسفر عن شيء في صالحه .
يحدوني الامل في ان تصدق الوعود بجلب مستثمرين جدد للقطاع ، وان يتم ضخ اموال تساعد القطاع على الايفاء بالتزاماته ، وهذا ما وعدنا الوزير به ،،،والسلام.
#سقراط