الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447

مجرد رأي..زيارة تعارف وتفقد وتصوير

30
المستقبل اليوم

مجرد رأي..زيارة تعارف وتفقد وتصوير 


لا شك أن المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية ، وزير بدرجة إنسان ، قادم من عالم كل شغله الشاغل هو الاهتمام بالبشر وبناء الإنسان ، عالم يؤمن ان اي تقدم مرهون بمدى قدرتك على تعليم الفرد وتلبية احتياجاته وتدعيم الانتماء لديه ، بعدها يأتي الانتاج العزير والوفير ، لأن العنصر الذي استثمرت فيه جاهز لأن يقود المنظومة ويعمل بجد ويتفانى في عمله .

لذلك انصبت زيارة الوزير على الحديث مع الناس والاستماع اليهم وطرح مشاكلهم امامه ، وهو بدوره اوصى عشر وصايا كلها تصب في مصلحة الفرد والاهتمام به ، وحصل الاعلام على النصيب الاكبر من ثناء الوزير وشكره وتوجيه التحية له ، واوصنا جميعاً بضرورة ابراز جهود الانسان وتبني المواهب داخل القطاع ، وعدم الرجوع اليه ، فهو لا يهمه نفسه بقدر ما يهمه الحديث والحوار مع العاملين الذين يراهم اولى بأي خبر ينشر واي تقرير يسرد واي حوار يسطر ، وان تطلق الوزارة ممثلة في ادارة الاعلام العنان للصحفيين ، ليس باعتبارهم مندوبين عن صحف او وسائل اعلام ، بل لانهم شركاء في صنع الرسالة الاعلامية البترولية جنباً الى جنب مع اعلام الوزارة .

وهذا كلام طيب اسعدنا جميعاً واسعدني بشكل خاص ، باعتباري فرد داخل منظومة الاعلام البترولي يكتب ويتحدث لاكثر من 20 سنة ، وقد دفعنا جميعاً الحماس واخلاق الوزير المتناهية الادب ان نصفق له ونلتقط معه الصور ، في الوقت الذي كنا قد عقدنا العزم فيه على البعد عن المشهد لاعتبارات ان لقاء التعارف جاء في غير موضعه ، فالاجواء في صعيد مصر حارة بالقدر الذي يجعلك تمقت اي شيء ، والمشروعات التي تفقدناها مع الوزير ، تفقدناها سابقاً عدد من المرات ، لكن اخلاق الوزير دفعتنا لمساندته والاحتفاء به اكثر مما هو احتفى بنا رغم انه رب البيت .

لكن لي العديد من الملاحظات على اللقاء ، وخاصةً فيما يتعلق بالرد على الاسئلة حول الانتاج وزيادته ومستحقات الشركات التائهة اكثر من مستحقات الشركاء ، الامر شكل لي صعوبة في الفهم ، حتى انني ظننت ان الوزير قد لا يكون نما الى علمه ان شركات كثيرة باتت تعاني من ندرة السيولة ولذا تتأخر المرتبات احياناً .

الامر لا يتوقف عند هذا الحد ، بل إن عدم توفير سيولة لشركات المشروعات ، بات يمثل خطراً على تنفيذ خطة استكمال المشروعات القائمة ، وانوبك واحدة منها ، وهو اكبر مشروع في قطاع البترول وتصل كلفته ل3 مليار دولار .

واذا كنت قد طرحت هذه الاسئلة على الوزير ، والرجل رد بما يحمله من معلومات قليلة وغير كافية ، فاظن ان رؤوساء الشركات انفسهم لم يطرحوا عليه ذلك ، رغم انهم يذهبون الى الهيئة قبل نهاية الشهر منتظرين من ماليتها توفير سيولة نقدية للمرتبات .


ولازلت عند رأيي ان قطاع البترول مثقل بالاعباء وان هناك استنزاف لموارده ، وان كل ذلك لا يمكن القطاع من الايفاء بالتزاماته ، وان ما يحدث حتماً سيؤدي الى شيء لا يحمد عقباه ، وكل ما اتمناه ان ينظر الرئيس السيسي في الامر ويعطي تعليمات صريحة بترك قطاع البترول ينمي نفسه بنفسه ، وان توفر خزانة الدولة احتياجات البلاد لمدة عامين على الاقل حتى يتعافى القطاع ويسدد مديونياته ويوفي باحتياجاته وينهي مشروعات ، بعدها تحصل الدولة على الفائض ، لان منطق الورقة الدوارة التي يعمل بها القطاع الآن لن تسفر عن شيء في صالحه .

يحدوني الامل في ان تصدق الوعود بجلب مستثمرين جدد للقطاع ، وان يتم ضخ اموال تساعد القطاع على الايفاء بالتزاماته ، وهذا ما وعدنا الوزير به ،،،والسلام.

#سقراط




تم نسخ الرابط