مجرد رأي…نقفل الباب ولا نفتحه

مجرد رأي…نقفل الباب ولا نفتحه
وجود الاعلام الهادف ليس منحة من احد ، فالاعلام في كل مجالاته هو عصب الحياة وشريانها المتدفق لقلوب وعقول الناس . مجال الصحافة والكتابة أحد روافده الهامه التي تتحكم في سياسات واستراتيجيات اعتي البلاد تقدماً وحضاره ، يستطيع اشعال الاجواء ويطفئها أيضاً لو اراد . و من يقوم علي حجب المعلومات والاخبار عن الميديا بكافة اشكالها ظناً منه انه سيكون بمأمن عن اي تساؤل او محاسبه هو واهم ويسير بنفسه الي مستنقع لن يخرج منه سالماً ، فالحقيقة ستظهر ولو بعد حين والحساب الاخير عادة ما يكون مؤلماً .
حاولنا علي مدار عدة سنوات ان نوضح او لتقل القاء الضوء علي الكثير من المشاكل التي تصلنا ذكراها و نحن علي يقين ان ما خفي عنا اعظم بكثير . وللأسف يكون ظهور المشكله او الحدث اضطرارياً وليس حدساً منا نظراً لدوي تأثيره الكبير . وعندما ندق اجراس التنبيه نفاجئ بردود افعال متضاربه ممن هم في محيط الخبر او الحدث معتبرين الحديث عن اي ما ظهر من مصائبهم خطيئه وذنب لا يغتفر . اما عندما تنتقد اسلوب عمل او سياسه معينه لأحد من المسئولين تكتشف انك سقطت في جب التحدي والترصد لكل ما يخص عملك ويغلق امامك حتي ابواب الهواء لو استطاع .
واذا كنت ذا حظ سعيد ولم تواجه أياً من هذا و تقمصت دور رجل الاصلاح وعرضت الحلول والاقتراحات فأن عليك ان تجابه جبلاً شاهقاً من الصمت واللامبالاة المطلقة وبمنطق سيبه (يجعجع) واذا حاولت ان تتسلق هذا الجبل الشاهق فلابد ان قواك ستخور وتسقط الى هوة الاحباط وفقدان الثقة في حدوث اي تغيير .
حاولنا كثيراً ان نوضح ان هناك فارقاً بين النقد و التشهير ولم تفلح محاولاتنا لتغيير ثقافة ترسخت داخلنا ان المسئول محصن من كل نقد كما لو كان محصناً من الجدري وان كل من تقلد منصباً اصبح هو الوحيد العالم بكل الامور والحلول دون غيره من سائر البشر . هذا هو الحال الذي نعيشه ، فهل ما سمعناه امس من وزير البترول المهندس كريم بدوي وهو بالطبع جديد علينا ان الاعلام احد اذرع العمل في القطاع وبالتالي ينفتح الباب العتيق ذو (المزاليج) الضخمه و (القفل) الصدئ لتتدفق اشعة الشمس للأرض العطنه وتهب عليها رياح التغيير لتبدد هذه الرائحة الكريهة ربما من يدري ؟ . ولكن ما كان يشغل بالنا بصدق اين مفتاح القفل ؟ والإجابة أن مفتاح القفل قد ضاع مع الرحيل ، وباتت الأمور منفتحة بتعقل ووطنية وحب للقطاع ،والسلام ،،
#سقراط