مجرد رأي..أعزائي الشركاء الاجانب 

لا شك ان دوركم في صناعة البترول ببلادنا دور مشهود وعميق وله جذور تضرب في اعماق التاريخ . فمنكم من يعمل في بلادنا منذ اكثر من خمسين عاماً واخرين لهم عقود منذ سنوات . لا احد ينكر دوركم و ما قدمتوه من استثمارات ومجهود وعشتم معنا كما يقولون علي "الحلوه والمره" . رأينا منكم خيراً كثيراً ، وأيضاً بعض من خذلان . فما نراه من بعضكم الآن و بعد هذه السنوات الطويله من العلاقات المتجذرة والثقه المتبادله   يصيبنا ببعض الدهشة وانتم بتاريخكم الطويل معنا اصبحتم علي دراية كاملة بما تمر به بلادنا بسبب ما يحدث في المنطقه من حولنا  . 

واظهار الوجه المتجهم لطلب مستحقاتكم مشروع ولكنه يفت في عضد الثقة التي بنيناها معكم عبر عشرات السنوات . لا يمكن ان نغمد حقوقكم ، او نغض الطرف عنها فالحقوق المالية لا تضيع ولا تذهب سدي في دولة كبيرة وعريقة مثل مصر . ولكن التفهم للأوضاع والتعاون في حدود ما هو متاح من امكانيات ستجعل رصيدكم لدينا في زيادة و يجعلنا نعمل بكل جهدنا علي سداد مستحقاتكم كاملة في اقرب وقت . 

وهنا اود ان الفت نظركم الي نقطه هامة وانا اعلم تمام العلم بأن الاستثمار ليس له علاقة بالعواطف او الخواطر مهما سردت من كلمات في علاقتنا معكم ، وهي ان اقليم الشرق الاوسط وهو واحد من اهم مناطق استثماراتكم مشتعل حالياً و تحيطكم وتحيط استثماراتكم من كل جانب مخاطر كبيرة بل و تحيط دول بأكملها وعليكم ان تراجعوا تصريح وزير الخارجية الامريكية من ان المنطقة علي طريق الحرب الشامله . 

ورغم كل هذا تقوم قواتنا المسلحة بتأمين كافة انحاء الجمهورية  وبالخصوص مناطق استثماراتكم البحرية والبرية وهو الامر الذي يتكلف ملايين الدولارات كل يوم ولم نطلب منكم مقابلاً كما تدفعون في دولكم ضرائب باهظة لمثل هذه المهمات و دول اخري تستثمرون فيها تطلب منكم ثمن الحماية مقدماً . نحن لم نفعل هذا ولم نمن عليكم بذلك . اعتي الدول قوة في المنطقه تغلق حقول الغاز بها تحسباً لقصفها ، بينما انتم تنعمون بحماية وحراسة جيشنا الكبير بتكلفة لا يعلمها الا الله لاستثماراتكم  وحقولكم وانتم تعلمون جيداً ان تعود اجواء الامن ومعايشه اجواء  العمل بأمن واطمئنان بلا قلق تعد من اكثر الامور صعوبة واكثرها تكلفة علي الدولة . وتعلمون أيضاً ان  الحروب دائماً تدخل الدول في حالات القوة القهرية و لا تستطيعون معها طلب ايه تعويضات في حالة التعرض لمشاكل لا قدر الله . 

الكثير من الدول والتي هي على خط النار تتفاوض علي تكلفة الحماية او حتي جزء منها بضرائب مشروعه وهذا حق الوطن الذي دفع من ماله المليارات ليكون عنده مثل هذا الجيش الكبير ولكننا لم نفعل لأننا نعتبر اننا في قارب واحد .  إذاً عليكم  بالهوينا وعدم التلهف فالدنيا علي جناح بعوضه و لا تحتمل التشدد والخذلان فلا احد يعرف ما تحمله الايام القادمة . 

قوة جيشنا تجعلنا ننام ونعمل وننتج مرتاحي البال بدون تكلفة وسط حلقة من نار ملتهب، وبما انكم شركاؤنا فأنكم تنعمون بمثل ما ننعم به ( مجاناً) . 

تحية لجيشنا وقواته وافراده الساهرين علي مقدرات هذا الوطن بعيون ثاقبة وقلوب عامرة بحب هذا الوطن ، و لا يعنيه في ذلك الا امن هذه البلاد ومواطنيها سواء مصريين او اجانب. 

اعزائي الشركاء ..هذه رسالتي اليكم باعتباركم شركاء استراتيجيون عبر السنين ، تجمع بيننا المودة والتعامل الجيد ،،فهل تصل الرسالة؟ والسلام ،، 

#سقراط