مجرد رأي…كل الحلول الممكنة..مستحيلة  

لا شك ان دخول البترول معترك الرأي العام بعد ازمه الكهرباء في الاشهر الاخيرة قد جعله ملعباً مفتوحاً لمختلف الاراء و التوجهات وظهرت مشاكله جليه واضحة. ولكن الاهم من كل هذا إقرار مختلف الخبراء بأن قطاع البترول قد شحط في ارضية رخوة تمنعه من الحركة  ويحتاج للتعويم . مثل هذا الشحوط لا يأتي بين عشية وضحاها ولكنه  نتيجة تراكمات على مدار فترة طويله ويكون الربان دائماً هو واحد من اهم اسباب حدوث هذه المشكلة  . 

السرد في المشاكل المتراكمة وتحميل المسئولية لكل من كان هو من اسهل الامور ،ولكن حل المشكلة واعادة هذه السفينة الثقيلة الي مسارها هو الاهم والاصعب . 

الحكومه كانت تنوي دمج القطاع مع وزارت اخرى كحل مطروح و تراجعت . ثم ارتأت تغيير الربان لعل  الربان الجديد يستطيع ان يتعامل مع وضع السفينة المزري . وحديث الاستاذ حمدي رزق الذي نشره موقع المستقبل البترولي وضع قائمة طويلة من المشاكل وهي بالفعل موجودة وحقيقيه . بينما تشير بعض تقارير الجهات الدولية ان وتيرة الانتاج في مصر تسير بشكل غير سهل . إخفاء المشاكل الفنية والاقتصادية كانت واحده من الضربات الموجعة التي تلقاها البترول فإخفاء المرض عواقبه وخيمه وعلاجه يصبح اصعب .  اعراض المرض الظاهره كانت تنعكس بوضوح في التكدس الوظيفي الهائل في كل الشركات والمصالح التابعة له والضغوط الهائلة التي يمارسها كثيراً من الطامحين من العمالة المؤقتة وغيرهم ، الاصرار علي نفس النهج في الادارة والتي يتعامل بها قيادات القطاع علي اساس انهم في دوله بتروليه كبري، وهذا وضع زائف وتكلفته عالية ، الاصرار علي نوعيات من المزايا لم تعد قابلة للتطبيق في تلك الاجواء الخانقة التي يعيشها القطاع . ثم تأتي مشكلة فشل اعادة هيكلة الكيانات الادارية الكبيرة  الموازية لهيئة البترول التي تمتلئ بالاف العاملين بدون دور محدد او ملموس . وكذلك عدم وجود شكل محدد او اقتصاد فعلي للشركات الاستثمارية التي تعمل في مجالات التصنيع والقيمة المضافة والخدمات ولا تجد لها ارباحاً توازي هذا الكم من الشركات وما فيه من عاملين . 

مقالة حمدي رزق تشير الي وجود رأي عام تجاه قطاع البترول وانه اصبح مشكلة حقيقيه في اقتصاد مصر ،ولكن نحن نري ان حلها تنفيذي وتشريعي في المقام الاول وليس بلجنه من الحكماء والخبراء . و اذا لم يتم وضع اجندة للتعامل مع التحديات والمشاكل العاتية واحدة بواحدة في هذا القطاع واتخاذ قرارت تنفيذية جاده و واقعيه فلن تجد سوي الدوران في حلقه مفرغه . وللأسف كل الحلول الواجبة صعبة ومؤلمه ولا تجد من يتصدي لها بجرأة حتي الأن . والسلام ،،

#سقراط