الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447

مجرد رأي…بترول من منازلهم

46
المستقبل اليوم

مجرد رأي…بترول من منازلهم 


هل رأيت يوماً الناس تتدافع  للعلاج نحو طبيب لانه مدير مستشفي او رئيس وحده صحيه ؟ هل رأيت الناس تذهب يوماً الي رئيس مدينه او رئيس حي لحل مشكله هندسيه عويصه او الحصول علي تصميم مبتكر لمبني ؟ أبداً لم يحدث هذا ولم نراه الا في النادر . خصوصيه  العمل والابتكار  عاده ما تذهب الي اصحاب السمعه العاليه في التخصص بغض النظر عن الوظيفه او العمر . تجد شاباً موهوباً لا يتخطي عمره عقود قليله وقد برع في تخصصه أياً كان هو  وتري الناس تهرول اليه طواعيه لتحقق مصالحها و رغبتها في العيش واستمرار الحياه . و بالمثل هي صناعه البترول في بلادنا  باءت بالعقم والمشاكل في عشريه قاتمه بعد ان اتجه معظم عامليها الي الوظيفه واكل العيش . توارت كثير من خيراته الوفيرة تحت وطأة النمطيه والعمل الورقي الروتيني . 


اصبحت المناصب الاداريه تأتي في المقام الاول فغادرنا المورد الرئيسي للصناعة من زيت وغاز . عندما كان الموهوبين قائمين علي ناصيه العمل كانت الاكتشافات والانتاج الوفير . كان البترول مسرحاً لكبار الشخصيات والقامات الذين كانوا يعتبرون ان الانتاج هو التحدي الاكبر لاظهار موهبتهم وتحقيق ذاتهم وليس مجرد مورد رزقهم . الرزق الوفير والنجاح الكبير يأتي بعد الموهبه والعمل اما انعدام هذا وذاك فيكون رزقك هو المكتوب لك لتبقي حياً ما قدر لك من عمر . هكذا اصبحت صناعه البترول في بلادنا ، تهافت علي المناصب والمزايا وتوارت المواهب و اصحاب العمل الشاق والابتكار . اصبح الغالب فيه  كالتلميذ الذي ينجح من منازلهم ليكون صاحب شهاده لا قيمه لها . لا تقل ان الرزق محسوم ومهما فعلت لن يجدي ذلك شيئاً ، هذا كلام الضعفاء المتواكلين الجالسين تحت شجره الامل في انتظار امال لن تتحقق. هناك بلدان ليس فيها اي موارد طبيعيه مثل التي نملكها نحن واصبحت قوي عظمي عاتيه بعقول ابناؤها ورغبتهم في تحقيق كل جديد . 


لم تخرج شركه سامسونج او تويوتا تشيد برئيسها وتعلن انه هو السبب الرئيسي للنجاح بل اعتقد ان مليارات من سكان العالم الذين يستخدمون تلك المنتجات لا تعرف اسماء رؤساء تلك الشركات او حتي فكروا في البحث عن اسمائهم . هذه هي السمه العالميه للنجاح التي نفتقدها وتظل ثقافتنا هي الغالبه وكأنها اقدار حتميه لنظل في محطه العالم الثالث لا نبرحها .

واذا كان هناك من يستحق الاشاده بحق في قطاع البترول فهم هؤلاء المجهولين الذين لا نعرف لهم اسم من مديري الحقول والمواهب الموجوده في الصحراء والبحار تعمل في صمت وتكافح الزمن الذي يتقادم علي ثروتنا المحدوده التي لم تجد من يثريها ويزيدها وتركت الشهره والاعلام لمحترفي  الظهور و التصوير  . 
تحيه لجنودنا المجهولين في الصحراء والبحار الذين هم العمود الوحيد الباقي لهذه الصناعه . 
والسلام ،، 


#سقراط




تم نسخ الرابط