مجرد رأي…اللجنة الاستشارية وبيان الى الامة

تصدر قرار تشكيل لجنه استشاريه بالبترول واجهه الصفحه الاولي من جريده الاخبار واسعه الانتشار . و يظهر من متن الخبر انه بيان مكتوب تم ارسالة للجريدة . الخبر عادياً ذو ديباجه معتاده لمثل هذه النوعيه من نشاط الوزارات و ربما لا يقرأها الكثيرون او يفهموا معانيها . ولكنها أبداً لاتفوت علي المتخصصين الذين هم بالتأكيد تابعوا كل كلمه فيه . وامعان البيان في ذكر التفاصيل وتعدد المهام الموكله لهذه اللجنه تعني شيئاً من اثنين لا ثالث لهما . الاول رغبه كاتب البيان في التأكيد علي صحة اتخاذ القرار وثانيهما ان كل ما سرده البيان من مهام منوطه باللجنة هي اعمال لم تكن تتم في شركات وهيئات القطاع وان هذه اللجنه هي قارب الانقاذ والحل السحري لزياده الانتاج . وكلا المعنيين يعني الكثير . فالقرارات الفنيه المعنيه بشئون الانتاج في اي وزاره لا تحتاج الي التأكيد علي صحتها بهذا الالحاح لانها بالتأكيد صدرت بعد دراسه وافيه مع كل مستويات الادارة بالوزارة بل وتعتبر هذه القرارت جزء من دولاب العمل الذي لا يحتاج الي الافصاح علي هذا المستوي . اما المعني الثاني وهو الاخطر ،ان معاني البيان تعطي انطباع ان هذا القطاع كان في سبات عميق وان كافه هذه المهام كانت غائبه عنه ويستلزم بدء الدرس من اوله . الموضوع برمته اكثر بساطة من هذا البيان المطول لأن هذه اللجنة موجودة منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يتم نشرها إعلامياً علي هذا المستوي واعاده احياؤها هو خطوة علي الطريق الصحيح في اعاده هيكلة فكر القائمين علي القطاع بعد ان تجمد عند مفاهيم معينه لا يستطيعون تغييرها بعد ان اصبح لها قدسية الايات السماويه . لا
احد ينكر دور المشوره والخبره بعد ان تم تجنيب اغلب الخبرات الكبيره في السنوات السابقه بدعوي تمكين الشباب فحدث الذي نراه . وكان من الافضل ان يكون البيان اقل من هذا بكثير و يعطي انطباعاً عن تفعيل دور الدراسات الجاده ومناقشه المشاكل المتجذرة بالقطاع،وربما كان الافضل من كل هذا ان يتم الاعلان عنها بعد ان تكون حققت بعض من انجاز او حتي بعد ان تتضح اليه عملها .
هناك قاعده صحفية معروفة بأن التأكيد علي المعني بأكتر مما يستحق ينفيه بل و يصيب القارئ بالقلق من هول ما يقرأه من تعدد المهام الجسيمة التي يحملها بين طياته و يصل تفكيره الي ان كافه ماسبق كان محض لهو وتجارب .
قطاع البترول قطاع عريق به من الخبرات والافكار الكثير ،لكنه يمر بمحنه صعبه بلا شك منها جانب لا يستهان به فرض عليه وجزء اخر كان نتيجه سياسات واسلوب اداره ادرك الجميع نتائجه الان . تشكيل هذه اللجنه يجب ان يحظي بالهدوء والابتعاد عن المؤثرات والضغوط الاعلاميه لتبدأ عملها في اطار محدد ولا تتوه في لجه المشاكل التي تعاني منها كل الشركات .
وعندما اشار الوزير الي اهميه الاعلام البترولي فقد انتهي قصده الي الاعلام الذكي الذي يعطي كبسولات التحذير والامل في نفس الوقت بعيداً عن البيانات المطوله التي لها اثر عكسي حتي علي نفوس العاملين بالبترول نفسهم . وارجو من الزميل رئيس تحرير هذا الموقع ان يقوم علي شرح الهدف والمغزى من تشكيل هذه اللجنه في احد من حلقاته التي نراها علي قناته "حكاوي علام" لعلنا نفهم اكثر ونعرف القصد والهدف واليه عمل اللجنه بعيداً عن رياح البيانات العاتيه . والسلام ،،
#سقراط