الجمعة 11 يوليو 2025 الموافق 16 محرم 1447

مجرد رأي…إعادة الهيكلة تكشف المستور

23
المستقبل اليوم


باغت وزير التعليم الجميع بإعلان اعادة هيكلة مواد التدريس في مناهج المرحلة الثانوية من الاول الثانوي وبالطبع في الثانوية العامة . صراع مرير عاشه هذا الشعب على مر عقود من الزمان مع هذا النظام التعليمي الذي اصبح حجر عثرة امام اي تقدم لهذا البلد. الجميع يتهافتون على الشهادة الجامعية حتي أصبحت مجرد برواز علي حائط الذكريات الشخصيه ليس إلا . مستوي اغلب الطلبة الجامعيين تراه في شكل و طريقة كتابتهم بما تحويه من اخطاء لغوية املائية لا تصح لتلميذ في المرحلة الابتدائية . معلومات عامة سطحية و تكاد تكون منعدمه،  اصبحت الرغبة في العمل الخدمي الذي يعتمد علي القوة العضلية هي الملاذ الاخير بغض النظر عن سنوات عمره في التخصص الجامعي بعد ان انعدمت قيمته في سوق العمل  ،  يتقاضي جنيهات معدوده وينتهي يومه بنوم عميق من فرط التعب والجهد . لن تجد في مثل هؤلاء  الابداع والابتكار بعد ان اصبحوا تروساً تدور بلا  فكر او شعور . و لن ننكر عليهم تأثير سياسة التعليم وقسوة الحياة بلا جدال . 


و تبدو اعادة الهيكلة الجديدة للتعليم واحدة من سلسلة التجارب التي تطل علينا من وزير لأخر ولكنها جريئة هذه المرة وكان لها شكل واضح و ربما مضمون تربوي لا ازعم اني افهمه فهذا المجال له اربابه . ولكني ازعم ان اعادة الهيكلة بالشكل الذي عرض علينا كان ضربة موجعة لمافيا الدروس الخصوصية وانكشف المستور بعد ان خرجت الفئران مذعورة من الجحور تعلن عن غضبها عما حدث بعد اغلاق محبس تدفق الاموال الي جيوبهم وكأنها ارزاق شرعية . وهذا هو اول رد فعل حقيقي لاعادة هيكلة اي نظام . ينكشف فيه المستور ويظهر المستفدين و نخاسين كل عصر وقطاع . 


استطاع وزير التعليم بجرأة يحسد عليها ان يعيد هيكلة نظام التعليم لأكثر من ٢٥ مليون من سكان مصر  وهو تعداد شعب كامل . وتصيبك الدهشة ان قطاع البترول لم يستطع حتي الأن ان يعيد هيكلة عمل ٣٠٠ الف موظف عنده . وضع غريب ان تري قطاعاً لا يزيد انتاجه اليومي عن نصف مليون وهو في عرف الانتاج العالمي والاقتصاد القومي رقم هزيل وبه كل هذه الهيئات والقوابض والادارات الاشرافية والشركات الهامشية . لا تعرف لذلك منطق او تري له مردود . لماذا إذاً الخوف والتردد في ان نناقش الوضع الحالي لهذا القطاع الذي لم يعد يتحمل المزيد من المتاعب . هل اعادة الهيكلة ستكشف المستور وتصيب مصالح الكثيرين مثلما حدث في التعليم ام هو من الصعوبة التي تصل الي حد المستحيل ؟ ربما كان ذلك ولكن النظام العام يستطيع استيعاب تلك الفورات التي ستكون معظمها شخصية ، اما صعوبة التطبيق فليس لها حل سوي المتخصصين في هذا المجال وقدرتهم علي فهم الواقع وتحديد نظرة واضحة للمستقبل في ضوء معطيات الحاضر . 


هل لنا ان نلقي نظرة علي ما فعله وزير التعليم ونبدأ في وضع خطة عاجلة لبدء عملية اعادة هيكلة القطاع ودمجه التي توقفت بلا سبب محدد منذ ان غادر إبراهيم خطاب موقعه في الوزارة . السكون المبالغ فيه وتجميد التغيير لن يكون في مصلحة احد ..والسلام ،، 


#سقراط




تم نسخ الرابط