شخصيات…محمد الخياط وتاريخ سوكو
من اجمل جوائز الحياة لأي منا ان يعيش حتي يقطف ثمرة تعبه وكده في دنيا كفاحه وعمله . وهذه الشخصيه تحديداً هو واحد من هؤلاء الذين دخلوا قطاع البترول شباباً يأملون في المستقبل وعاشوا فيه وبه كل عمرهم .
شركة السويس للزيت ( سوكو) لمن لا يعرفها مدرسة من اكبر مدارس قطاع البترول كان لها عصور ذهبية ومواقع مع الايام وتحديات مع عظائم الامور . انوار حقول (رأس بدران) و (جبل الزيت ) و (راس فنار) كانت تتلألأ في ظلمه خليج السويس . انتاج وفير ونشاط لا يحصي وقيادات لا مثيل لها . حتي الشركاء فيها كانوا من العظماء ، أنشؤوها بالعمل والعلم والفكر الصحيح ، كلنا يعرف من هي شركه الزيت البريطانيه وشركه شل و ديمنيكس الالمانيه اعلام كبيره في صناعه البترول العالميه هؤلاء من قاموا عليها و وضعوا اساس العمل بها .
في هذه المدرسة الحاشدة تربي محمد الخياط ونهل من علمهم ، عاش في اجواء الانضباط وتقديس العمل واحترامه . كان مهندساً مجتهداً يعمل في اصعب ظروف العمل البترولي في محطات الانتاج البريه التي تستقبل الخير الوارد من اعماق البحر . كان يطير كالنحله بين الاجهزه الصعبه والمعقدة ، لا يوجد في يومه ليل او نهار فكلها ساعات عمل تشبه بعضها البعض . لا يعرف للنوم او الراحة مذاق اذا حدث ما يعكر صفو تلك المنظومة ، كان رداء عمله متسخاً طوال الوقت . عاش في هذه الشركة عمره وتدرج فيها فمن غيره يستطيع تقلد هذه المناصب وهو الذي يعرف ابار شركته معرفته بأولاده . لم تكن الحياه في مجملها سهله ، تعرض للكثير من الضغط والمضايقات وخاصه من هؤلاء الذين يدعون معرفتهم بكل شئ وأنهم خبراء الابره والصاروخ . كان الصبر بالفعل مفتاح الفرج وغادرها علي غير رغبه لرئاسة شركه الفنار للبترول لتظهر قدراته الفنيه فيها ويدرك الجميع ان رجال سوكو كنز لا يعوض .
وتقول الايام كلمتها وتعود المواقف والقرارات الي مسارها الصحيح ويعود رئيساً لشركته الي عاش فيها عمره وافني فيها شبابه . لا بد للحق ان يعود مهما طال الزمن قاعده كونيه ثابته وبالفعل هذا ما حدث . نحن نقدر مثل هذه الشخصيات ونلقي عليها الضوء فهي الامل لكل مظلوم و درس لكل متجبر غابت عنه حكمه الايام .
تحية لشركة سوكو ورجالها وقياداتها الذين حافظوا عليها بعقولهم وجهدهم ورعايتهم لها رعايه الابن لأمه الكبيره . فهذه هي شيم الرجال الكبار الذين نعتز بهم و بسيرتهم . والسلام ،
#سقراط