السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

د جمال القليوبي يكتب: ارتفاع متوقع في أسعار النفط والتخزين مطلوب

347
المستقبل اليوم

 

تمكث شريحة كبيرة من المؤسسات المالية الائتمانية العالمية حاليا على مراجعة التقييمات الاحدث لما الت الية الأمور الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ذات التأثير الاقتصادي المباشر علي انشطة أسواق الطاقة العالمية وكذلك علي مستويات الاستثمار في الاقتصاديات الحرة التي تنتهجها الدول النفطية والتي تسعي دائما الي  معظم صناديقها السيادية لضخ أموال لجلب استمارات في  اقتصاديات العشرين الكبار صناعيا، ولكن يبدو ان هناك خطط احترازية طبقتها الدول الأكثر استهلاك واستيرادا للنفط خلال الربع الثاني والثالث من هذا العام والتي سعت الي زيادة المخزنات لديها أوقات الذروة التي تراوح فيه سعر برميل النفط تحت ال 70 دولارا حيث لجأت كثير من دول الأوروبية الي عمل تعاقدت بعيد عن سقف منظمة الأوبك والاوبك بلس وذلك من خلال التعاقد مع البرازيل وغنيا الاستوائية وانجولا حيث التعاقدات منخفضة التكلفة عن الأسعار العالمية وكذلك التعاقد الشامل السنوي الذي يستهدف التمويل لفترات كبيرة اما من خلال الشركات الاوربية العاملة لديها مثال توتال الفرنسية  وبي بي البريطانية  وستات اويل الترويجية وايني الإيطالية ام من خلال ضح استثمارات بترولية في تلك الدول كي تضمن الاشراف الكامل علي الصفقات من خلال شركاتها . وهنا يخاطرني سؤال ملحا وهو ان الدول الصناعية العملاقة مازالت تأمن مصادر الطاقة والحصول على كل ما تريد في خططاها الاقتصادية دون عناء اما من خلال الاستثمار فيه والحصول علي النفط وتامين توصيلة او من خلال التزام مع تلك الدول , وعلي الجهة الأخرى سعت دول مثال الصين والهند وكوريا الجنوبية الي عمليات التخزين حديثا تماشيا مع سياسة الولايات المتحدة الامريكية التي طبقتها بعد حرب أكتوبر المجيدة حيث انتهجت اليات التخزين لديها عبر أنفاق من خليج الميكسيك الي هيوستن وبقطر يتعدى 13 متر ويتيح لها التخزين بكميات سنوية تكفيها علي مستوي متوسط الاستهلاك اليومي , أيضا انتهجت سياسية التخزين للخزانات السطحية ذات السعات العالية التي تتراوح متوسط الخزان فيها ما بين المليون والمليون نصف ,أيضا التخزين في المناطق الصخرية ذات الاودية الغير منفذة ولديها تغطية سطحيه للاحتفاظ بمخزون النفط دون فقد. وعلى جانب الصين واليابان حيث لجات كلاهما الي التخزين السطحي للخزانات ذات السعات العالية التي تزيد عن المليونين من البراميل ولجات الصين الي الخزانات الخرسانية التي تحفر على أعماق كبيرة ومغطاة وتستخدم في الحصول على درجة حرارة التسخين من طبقات صخرية حرارية تحتفظ بالزيت في حالة جيدة وخاصة في فصل الشتاء القارص، بينما في كوريا الجنوبية سعت الي خزانات أرضية أسطوانية على ابعاد كبيرة من سطح الأرض تصل الي أكثر من كيلومتر وتحتوي على كميه كبيرة من تلك الخزانات الخرسانية المتصلة ببعضها البعض. وعلى الناحية الأخرى سعت كلا من الهند والصين واليابان على التعاقد طويلة الاجل من الدول الغير نفطية كي تأمن أي احتياجات غير متوقعه او أي تأخير في حركة الملاحة قد يؤدي الي تأخير استلام الصفقات، وابرمت عقودا مع دول ليست أعضاء في تكتل الأوبك والاوبك بلس املا في الحصول على أسعار منخفضة وبكميات كيفما تريد دون اشتراطات او سقف انتاج. وهنا يطرح السؤال مجددا نفسه هذا حال التحوطات للدول الصناعية العملاقة ولكن ما بال الحال في الدول التي تستورد النفط ويعاني اقتصادها الكثير من الترقب والتخوف من أزمات ارتفاع سعر البرميل وتأثيره المباشر على عجز موازناتها، بل وأيضا تلك الدول في الشرق الأوسط ويؤثر فيها عدم الاستقرار واتساع دائرة الحرب التي اصطنعها الكيان الإسرائيلي المحتل وادي الي كثير من التقلبات الجيوسياسية والتي لها مردود على كل الدول المحيطة في المنطقة.  وهنا لابد ان نقترح ان يكون لدي الدولة المصرية نهج بتصميم من القيادة السياسية على تنفيذ اليات التخزين للنفط الخام ولدينا الكثير من الحلول في عمليات التخزين، منها التركيز على الصحراء الغربية بعمل فتحات اسطوانية عملاقة يزيد قطرها عن 50 مترا وبعمق متوسط ما بين 50 الي 100 متر ويتم حفر تلك الفتحات حتى التكوين الصخري لطبقة موغري وتكون بالقرب من منخفض القطارة او منطقة غرب الرزاق او مناطق ظريف نظرا لان التربة صخرية مدعمة بمستويات انضغاطية عالية تساعد في بناء خزانات تحتفظ بدعائمها , وهناك أيضا الطريقة افضل في التخزين بعمل انفاق طولية بعمق +/- 85 متر وبقطر يتراوح ما بين ال10 الي 15 متر وبأطوال تصل الي مئات من الكيلومترات حيث نستطيع عمل الانفاق من الخرسانات العالية والمدعمة والتي يمكن دفنها علي أعماق او دفن جزء منها داخل التربة والجزء الاخر علي السطح , وهناك أيضا التجربة الناجحة والتي نفذتها شركة بتروجت في عهد المهندس العبقري محمد الشيمى وتم تنفيذ خزان سطحي سعة مليون برميل بالقرب من راس شقير . وأريد ان اضيف أيضا ان التعاقدات طويلة الاجل مع الدول الناشئة والتي لم تنضم بعد الي منظمة الأوبك سوف تعطي لنا الية التحوط بالشراء منها دون الاهتمام بتقلبات سعر البرميل او حتى دفع الكثير من الأموال في عقود التامين من اجل التحوط في أسعار النفط .... والي تكمله قادمة




تم نسخ الرابط