السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

ياسمين الجاكي تكتب: أخلاقنا ليست ضعفاً

239
المستقبل اليوم

 

كثير من الناس يعتقد أن احترام الإنسان المفرط لذاته وللآخرين يعتبر ضعفاً  في هذا الزمان..
أن التسامح والعفو والرفق بالغير تخلي عن الحقوق .. أن رقيق القلب والمشاعر متساهل بحقه وبحق غيره ..
أن رد الإساءه بالصمت والتجاهل خوف..
ان التحلي بالكبرياء وعزة النفس ورفض الذل والمهانة غرور .. ان التخلي عن أخذ الحق بالنفاق والمحاباه لبعض الأشخاص قلة حيلة..
أن السعي لإرجاع الحقوق إلى أصحابها ومعاونة الضعيف والإستماع إلى مشاكلهم وهمومهم يقلل من الهيبة والمكانة بين الناس..
أن تشعر بتعب الآخرين وآلامهم ومحاولة مشاركتهم في أعمالهم والتخفيف عنهم وجبر خواطرهم إهانة ..
وأن بالشده والقوه والشخصية المتسلطة المتعالية البعيدة عن من حولها تملك زمام الأمور وتكون سيد الزمان ..

انقلبت الموازين وتبدلت القيم والمبادىء .. وأصبح شعار عالمنا الحالي هو الرياء والتسلط والتعالي والقوة والنفاق..
فقط من يتصدر المشهد كثير الكلام.. صاحب الصوت العالي والعقل الفارغ .. الذي يجيد كيف يتعامل مع كافة نوعيات البشر، كل حسب طريقته ، فتتلون شخصيته وفقاً للشخصيه التي يحاورها ويرغب في إكتساب أى منفعه منها.. ينكر الفضل ويلهث وراء المكانة والظهور وحب النفس ..

وأصبح الأنقياء ذوي النفوس السوية عملة نادره قليله في عالم أصابه التشويش والتضليل والأنا،فمن أجل المصلحة يتنازل الكثيرون عن قيمهم وكرامتهم وكبريائهم للحصول على الحقوق والصلاحيات.

 

ويبقى القليل.. ذوى الخلق الراقي ،فهم كنز من روائع الزمن الجميل ، من لديهم عزة نفس وهيبة ، من يتحدثون في صمت..أفعالهم تتحدث عن شخصايتهم المميزة ،يحصلون على حقوقهم بمنتهى الرقي والكبرياء ، من يبدون مصلحة الآخرين على مصلحتهم الشخصيه،فتجدهم يطالبون بحقوق غيرهم .

من لا يخجلون من امتلاكهم قلب أبيض نابض محب يشعر بالآخرين، دوماً عوناً لمن حولهم، تجدهم في مقدمة الشدائد ، من لا يخشون الإعتذار عند الخطأ..التصحيح عنذ سوء الفهم، النطق بكلمة الحق مهما كلفة الأمر من عقبات.  
لا يجدون حرجاً في طبيعتهم المثالية النقية ، فهم أشخاص يتأثرون ويحزنون ويتعاطفون ويتفاعلون، ليتركوا أثراً طيباً فى الوجدان والذاكرة لسنوات. 
فإياك ان تخجل من كونك شخصاً يتمتع بلقب " انسان".




تم نسخ الرابط