الأربعاء 16 أكتوبر 2024 الموافق 13 ربيع الثاني 1446

ياسمين كريم بدوي.. رحلة فتاة عابرة للحدود وصانعة للجمال عالمياً

2382
المستقبل اليوم


قد لا يعرف أحد شيء عن الحياة الخاصة للمشاهير والقادة والسياسيين والوزراء ، وربما تكون الحياة الخاصة للمسئول القادم من الخارج أكثر خفاءًا وخصوصية ، ويظل الكثيرون يتسألون عن أي زاوية تبرز في حياتهم ، المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية ، لديه إسم لامع في العالم الخارجي ، متمثل في نجلته ياسمين كريم ، وهي رمز للإبداع والشغف في عالم التصميم المعماري، حكاية فريدة تُروى عبر المسافات والمدن، حيث امتدت جذورها بين باريس وهيوستن وموسكو والقاهرة وبوسطن، تجمع بين الثقافات المختلفة وتستقي من كل مدينة خبرةً تضاف إلى رصيدها الغني.

نشأت ياسمين في بيئة متعددة الثقافات، مما منحها رؤية واسعة وثقافة متنوعة انعكست بوضوح على مسيرتها المهنية وإبداعها في مجال الهندسة المعمارية.


كانت منذ صغرها تعشق الفنون وعلم النفس، تبحث في مكنونات الإنسان والعالم، حتى وجدت في الهندسة المعمارية مساحة تُترجم من خلالها أفكارها وأحلامها، وتكون نافذة تعبر عن هويتها وتفاعلها مع البيئة المحيطة.


تخرجت ياسمين من كلية بوسطن للهندسة المعمارية، وكان ذلك حدثًا استثنائيًا في حياتها، حيث اختيرت لتكون أول من يتحدث باسم الخريجين في حفل التخرج، متوجةً بذلك رحلةً مليئة بالتحديات والإنجازات.


كان ظهورها كمتحدثة باسم الخريجين دليلًا على الإعجاب والتقدير الذي حظيت به من زملائها وأساتذتها، فهو لم يكن مجرد تكريم، بل اعترافٌ بموهبتها وشغفها، وبشخصيتها القيادية التي ألهمت الجميع وأثرت فيهم.


تعمل ياسمين حاليًا كمصممة معمارية في شركة PCA Design في كامبريدج، ماساتشوستس، وهي واحدة من أكثر الشركات المرموقة.


في  PCA، وجدت ياسمين بيئة خصبة لأفكارها، حيث تلتقي رؤية الشركة مع رؤيتها في التصميم الشامل والتجريبي، فقد تمكنت من المساهمة في مشاريع تسعى إلى خلق أماكن تكون مرآةً للتفاعل الإنساني والثقافة، وتتحول فيها الأفكار إلى مساحات ملموسة تنبض بالحياة.


نشأة ياسمين في عدة مدن عالمية وتجاربها المتنوعة ، صقلت شخصيتها ومنحتها منظورًا فريدًا في مجال التصميم، وقد تجلى هذا المنظور في مشروع أطروحتها النهائية، الذي حمل عنوان “الشيخوخة والبصريات: متحف الأفلام والتصوير الفوتوغرافي”، حيث استطاعت من خلال هذا المشروع أن تدمج شغفها بالتصميم والفن وعلم النفس، لتخلق تجربة غامرة تحتفي بتطور الأفلام والتصوير الفوتوغرافي.


لم يكن هذا المشروع مجرد تصميم، بل كان رسالةً تحمل في طياتها معاني الجمال والإنسانية، استخدمت ياسمين في هذا المشروع دراسات الألوان السينمائية، والبيوفيليا، وتصميم الزجاج القنوي، لتقدم رؤية متجددة ومتفردة تؤكد على أهمية الجمال والتواصل البشري في التصميم، وتدعو إلى أن تكون المباني جزءًا من البيئة، تنسجم معها ولا تنفصل عنها.


تقول ياسمين عن هذه التجربة: كان هدفي هو التقاط التباين بين البيئة المبنية والطبيعية من خلال إنشاء مساحة ذات أشكال منظمة ومجردة، حيث يلتف المبنى حول شجرة داخل غابة، وتستخرج مواده من الموارد الطبيعية لتضخيم ارتباط الإنسان بالطبيعة رغم كونه مبنى من صنع الإنسان.


هكذا كانت رؤيتها تتمحور حول خلق توازن بين الجمال الطبيعي والتصميم المعماري، ليكون المبنى جزءًا من البيئة، وليس كيانًا غريبًا عنها، كانت تسعى لأن يكون التصميم جسرًا يصل بين الإنسان والطبيعة، يحاكي إحساس الانتماء والتواصل.


شاركت ياسمين في العديد من المؤتمرات والمعارض الدولية، حيث قدمت أفكارها حول الاستدامة في الهندسة المعمارية، والشمول، والتصميم المتجذر في التجربة الإنسانية.


كانت هذه الفعاليات لحظات مهمة في مسيرتها، لحظات تفاعل مع قادة التصميم والمفكرين العالميين، كانت مصدر إلهام لها، وأيضًا فرصة لتعزيز رؤيتها حول دور المهندس المعماري في التأثير الإيجابي على المجتمع.


في تلك المؤتمرات، تحدثت عن ضرورة أن يكون التصميم مستدامًا، وأن يكون انعكاسًا حقيقيًا للتنوع البشري، وأن يسعى المهندس إلى فهم الإنسان واحتياجاته ليخلق مساحات تحتضن الجميع.


إن قصة ياسمين بدوي هي قصة شغف لا يعرف الحدود، وطموح لا يتوقف عند حد، من باريس إلى بوسطن، ومن موسكو إلى القاهرة، كانت ياسمين دائمًا تسعى لترك بصمة تميز وإبداع في كل مكان تحل فيه.


هي ليست فقط مصممة معمارية، بل هي فنانة تسعى من خلال تصميماتها إلى خلق تجارب إنسانية فريدة، تجعل من الفضاءات التي تبتكرها أماكن تحتضن الروح وتعبر عن الهوية.
وهي رمز لجيل جديد من المصممين الذين يؤمنون بأن العمارة ليست مجرد بناء، بل هي حياة تُعاش، وتجربة تُحتضن، ورسالة تُبعث إلى العالم، رسالة مليئة بالجمال والشمول والإبداع.
————-
سيد الأبنودي-البريمة 
—————




تم نسخ الرابط