د أشرف المحروقي يكتب: التقية والمآرب الشخصية
التقية مصطلح دارج عند الشيعة هي كتمان الحق وإخفاء الاعتقاد به أمام المخالفين لهم ، لدفع ضرر ديني أو دنيوي ، ويشتهر الشيعة في العمل بالتقية ، ويرجع السبب في ذلك إلى تعرض الشيعة آنذاك للضغط السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي من قبل المخالفين لهم من وجهه نظرهم ، وذلك من اسوء ما يفعله الشيعة مع اهل السنة وغيرهم ممن يعتقدون بأنهم أعداء
يعني بالمختصر التقية هي أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن ، فينسبون الكذب والخداع لدين الله ظلما وعدوانا.
وتعد هذه العقيدة مخالفة واضحة للدين الإسلامي ، فالكذب من صفات المنافقين ، ولا يزال الإنسان يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، وهؤلاء يكذبون ويتحرون الكذب في كل شيء ، ثم يجعلون من ذلك اعتقادا ودينا !!
ومن وجهه نظر الشيعة أن ما بفعلوه تدين ، فما وجهه نظر من يفعل ذلك من المسلمين في بلادنا بلاد السنة ؟
نتفاجي في هذه الأيام بسماع كلمات من الكثير تعكس التصرفات ، ويتحدث معك وانت تعلم تماماً أن ما يخفية أو يفعلة معك خلفك لا يساوي ما تسمعه من حلو اللسان .
لكن نشكك تارة ونتناسي افعالعهم تارة أخري
لكن نسأل أنفسنا ما المبرر ؟ وما الداعي ؟
أليست دنيا وجميعنا سنتركها بكراسيها ومناصبها واموالها بل وزينتها .
وهنا نكتشف أن التقية هنا لمآرب شخصية
المآرب معناها مهارة وحذق ، براعة ، وحيلة ومكر وكلها معاني جميله يجوز العمل بها بما لا يضر الآخرين ، والمآرب الشخصي قد يسعي مستخدمي التقية بالتملق ويسير بين الناس بالتملق ليدرك ما يبتغيه .
وبذلك لم يعد الاستحقاق أو الترقية مرهونا بما تملك من كفاءة وسعة أفق بقدر ما هو مرتبط بمدى إتقانك لأساليب التملق ، أو اتقانك للتقية ، والذي يجيد إحداهما يجد نفسة في الصفوة والمقدمة على غرار الغير الذي يسلك الطرق السوية ، هل يعني أن المقامات الدنيوية لا سبيل لصعودها إلا بسلم التملق ، أو التقية.
لا والله من اجتهد واخلص واسعي بالحق واترك الظلم والتملق والتقية سيجعل الله له طريقاً للنجاة ، والنجاح ، والعوض ، ولا يظلم ربك أحدًا مثقال ذرة
واخيرا وليس اخرا ، اسعي واجتهد واتعب بزيادة وستجد سعيك واجرك عند رب العباد .
دومتم بخير ونلتقي الاسبوع المقبل.