السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

محمد العليمي يكتب: هل تصدق كل ما تفكر فيه؟

335
المستقبل اليوم

هل أفكارك دايماً صحيحة؟ "التفكير" هل هو بداية أم نهاية المعاناة؟ هل يمكنك التعامل مع أفكارك السلبية بطريقة صحية؟ هل تحاول دائمًا السيطرة على عقلك، أم تقبل أفكارك كما هي؟

قبل الإجابة على هذه التساؤلات في البداية علينا ان نعى ان التفكير لا يعكس دائمًا الحقيقة، فكثير من الأشخاص يعتقدون أن أفكارهم تمثل الواقع، لكن الحقيقة ان معظم المعاناة الإنسانية تنبع من الاعتقاد الخاطئ بأن كل ما نفكر فيه يجب أن يكون صحيحاً، لذا يجب أن ننظر إلى أفكارنا بطريقة نقدية وأكثر انفصالاً.

فالكثير منا يظن أن التحكم في أفكارهم أو تحسينها سيؤدي إلى حياة أكثر سعادة، لكن في الحقيقة ان المحاولات المستمرة للسيطرة على التفكير قد تؤدي إلى مزيد من القلق والتوتر، فقد يساهم التفكير في خلق المزيد من المعاناة الشخصية، التي تنشأ عندما نلتزم بأفكار معينة، خاصة الأفكار السلبية أو المليئة بالخوف، والبشر يميلون إلى تضخيم مشاكلهم بإعادة التفكير فيها مراراً وتكراراً، فكلما استمر الشخص في التفكير في نفس المشكلة زاد شعوره بالتوتر والمعاناة، لذا علينا الإبتعاد عن التفكير المفرط وان نتفهم أن الأفكار ليست حقيقة ثابتة بل مجرد احتمالات أو تصورات ليست بالضرورة انعكاساً للواقع،  فالسعادة تكمن في العيش في اللحظة الحالية بدلاً من الندم علي الماضي أو مطاردة أحلام المستقبل والتعامل مع الأفكار كأداة نستخدمها عندما نحتاج إليها، وليس كسجن نعيش فيه.

وعليه فان مفتاح تخفيف المعاناة والعيش حياة أكثر سلاماً وسعادة هو فهم طريقة عمل العقل وتعامله مع الأفكار  والتحرر من سيطرتها علينا، والتعامل معها كظواهر عابرة وليست حقائق ثابتة، فهذا هو مفتاح السلام الداخلي، مع التمسك بالعيش في الحاضر مما سيسمح بتقليل القلق الناتج عن التفكير في الماضي أو المستقبل.




تم نسخ الرابط