د جمال القليوبي يكتب: أوكرانيا والغاز الروسي والاسعار العالمية
يبدو ان الاوامر الامريكية التي ارسلتها لحكومة زيلينسكي بعدم تجديد اتفاقية تسهيلات خطوط الغاز الروسية لشركة غازبروم تماشيا علي استمرارالعقوبات الاقتصادية التي نفذتها الولايات المتحدة الامريكية من جانبها علي روسيا عقابا علي استمرارية الحرب بينها وبين أوكرانيا والتي تكتفي بدعمها إعلاميا وتسليحيا٫ ولم يكن القرار الاخير بوقف ضح الغاز الروسي الذي ظل قرابة ١٥ سنه متتالية يمد اوروبا بأكثر من ٣٨٪ من حجم استهلاكها قبل الحرب من خلال مجموعه الخطوط التي تمر عبر اهم شبكة من خطوط الغاز والتي يطلق عليها شبكة الصداقة ويضخ الغاز خلالها لكلا من سلوفاكيا وبلغاريا وصربيا والمجر بقدرات سنوية تصل الي حوالي ٣٣مليار متر مكعب من الغازبينما هناك اربع خطوط اخري ايضا تشحن الغاز الروسي الي اوروبا وهي نورد ستريم -١ والذي يعبر بحر البلطيق الي ألمانيا بقدرات شحن سنويه تصل الي ٥٥مليار متر مكعب من الغاز وهنا خط بآمال -يوروب والذي يمر علي اليابس من روسيا الي بيلاروسيا ثم بولندا وألمانيا بقدرات شحن تصل الي ٣٥مليار متر مكعب من الغاز سنويا ثم خط ترك ستريم والذي يعبر البحر الاسود الي تركيا ويغذي ايضا دول جنوب اوروبا بقدرات تصل الي حوالي ٣٤مليار متر مكعب من الغاز سنويا ثم خط بلو ستريم وهو يعبر البحر الاسود الي تركيا ولكن هذا الخط يغطي الإمدادات المحليه داخل تركيا حيث يضخ ما يقارب ١٧مليار متر مكعب من الغاز سنويا . وقبل الحرب الاوكرانيةكان هناك خط نقل غاز منفرد الي ألمانيا وهو نورد ستريم -٢ والتي تم الانتهاء منه في ٢٠٢١ ولكن أوقفه حكومة شولتز بسبب الحرب علي أوكرانيا ٫ وبلغ حجم ما تستهلكه دول الاتحاد الاوروبي مجتمعه قبل الحرب الاوكرانية الروسية حوالي ٥٥١مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تمثل صادرات الغاز الروسي منها حوالي ٤٠٪ بينما تضخ كلا من هولندا وإسبانيا والنرويج والسويد حوالي ٤٢٪ من الاستهلاك ويتم استيراد ٩٪ لاوروبا عبر خطيين احدهم خط الغاز جرين ستريم من ليبيا الي نابولي والخط الاخر هو بيدرو الذي ينقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل الي الاغواط في المغرب ثم الي قريبه في اسبانيا والتي لديها الشبكة الدولية مرورا بالبرتغال ٫بينما تستورداوروبا الكميه المتبقية من الغاز المسال من كلا من ايران وقطر والجزاءير بمتوسط ٩٪ .
ومنذ ان بدات الحرب الاوكرانية والتي كان السبب الأساسي فيها هو الصفقه التي ارادت كييف ان تتمها وهي الموافقة علي نشر قواعد صواريخ الناتو متوسطة المدي علي الحدود الاوكرانية علي البحر الاسود في مقابل موافقهالاتحاد الاوروبي علي دخول أوكرانيا في حلف الناتو ٫ وهذا هو السبب الذي لم تقبله موسكو حفظا علي أمنها القومي من هجوم الناتو علي عمق أراضيها ومن هنا كانت الحرب الروسية الاوكرانية ٫ ولم يكن هناك ربط بين الحرب العسكرية وحرب الغاز الطبيعي الا بعد تطبيق العقوبات الاقتصادية علي روسيا من جانب واحد وهو الولايات المتحده التي تبنت فكرة تحرر الدول الأوروبية من استيراد الغاز الروسي كي تقل أرباح روسيا الاقتصادية من الغاز وكذلك تكتل الظل الذي استخدمته امريكا والذي يهدف الي بيع النفط خارج تكتل الاوبك والاوبك بلس حتي تقل صادرات روسيا من النفط الخام ايضا ٫ ووجدت العقوبات صدي سمع لدي دول أوروبية لديها شراهة شراء الغاز الروسي مثال ألمانيا والتي تستورد بمفرها فقط حوالي ٢١٪ من واردات الغاز الروسي والتي استجابت الي أوامر امريكا التي تحكم حلف الناتو وتديره مما جعل ألمانيا توقف استخدام خط نورد ستيريم -٢ بل وشاركت كييف في عمل تخريبي بتفجير خط نورد ستريم -١ خلال شهر مايو السابق وتعطل الي فترة كبيرة للإصلاح والصيانة مما جعل نكماش الصادرات من الغاز تقل الي حجم ٢٨٪ ثم تلها توقف الغاز الروسي عبر خط يامال -يوروبحتي وصل قدرات استخدام الغاز الروسي حوالي ١٥٪ حاليا .
وأخيرا لجات أوكرانيا الي عدم تجديد العقود الروسية الاوكرانية والتي تستخدم فيها روسيا شبكة الصداقة الاوكرانية لضخ الغاز الي خمس دول أوروبية مقابل الحصول علي مليار دولار سنويا بينما تجني روسيا حوالي ٦مليار دولار حجم المبيعات لتلك الدول ٫ مع العلم ان أوكرانيا تعاني من نقص إمدادات الغاز لديها الا انها لجات الي التعاقد مع سلوفاكيا ورومانيا منذ ٢٠١٦ علي استيراد الكهرباء لأغراض التدفئة بدلا من الغاز الروسي ٫ واعتمدت اوروبا علي تقليل كميات الاستيراد الغاز الروسي والذهاب الي بداءيل متعددة اولها استيراد الغاز المسال بكميات كبيرة منها الولايات المتحده الامريكية بنسبه ١٨٪ وزيادة كميات ضخ الغاز الجزاءيري عبر خط بيردو وايضا زياده استيراد الغاز من ايران وقطر وأستراليا وكذلك السعي الي تنفيذ خط العابر لأفريقيا والذي يصل الغاز النيجيري الي الجزاءير عبر المتوسط ومنها الي اوروبا وهنا ايضا ايميدست الذي تتبناه ٤دول وهي اسراءييل قبرص اليونان وإيطاليا . وعلي ذلك يتبين ان تدابير اوروبا من الغاز المسال أدي الي استنذاف جزء كبير من حجم تجارة الغاز المسال في ٢٠٢٤ والتي بلغت بنهاية مارس الي حوالي ٣٩٤مليون تستهلك منها اليابان وكوريا الجنوبية حوالي ٦٨٪ من مجمل الانتاج العالمي بينما المتبقي تستهدفه منه اوروبا حوالي ١٨.٥٪ وتسعي الي زيادة الاستيراد لهذا الرقم الي ٣٠٪ خلال الثلاث شهور القادمه وتبحث عن طرق بديله لزيادة كميات الغاز المسال المستورد من قطر وامريكا وأستراليا وخاصة ان هناك دول مثال إنجلترا وبلجيكا والدنمارك تعامي من نقص شديد في تدابير الغاز الطبيعي للتدفئة كصفقات سريعه في خلال الأسابيع القادمة مما قد يودي الي ارتفاع سريع غير متوقع في اسعار المليون وحده حرارية للغاز المسال والتي قد تصل الي حيّز ٢٠دولار خلال فترة وجيزة ....والي تكمله قادمة