الجمعة 14 مارس 2025 الموافق 14 رمضان 1446

د نيفين حسني تكتب: رحلة الشك والإنتقام (1)

168
المستقبل اليوم

كانت نورا تجلس في غرفة المعيشة، تنظر إلى شاشة هاتفها المحمول الذي وضعه زوجها سامر على الطاولة قبل أن يخرج مسرعًا لحضور اجتماع عمل. كانت تشعر بعدم راحة منذ فترة؛ تغيُّرات سامر المفاجئة، انشغاله المستمر، وساعات الهاتف الطويلة التي يقضيها بعيدًا عنها.
قررت في لحظة ضعف أن تمسك الهاتف وتتفحصه، ربما تجد إجابة على تساؤلاتها المتراكمة. فتحت قفل الهاتف بخفة، وبدأت في التنقل بين التطبيقات. فجأة، وجدت مجموعة من الصور والفيديوهات لمحادثات بين سامر وامرأة غريبة. كانت المحادثات مشحونة بالعواطف، مليئة بكلمات لا يمكن تفسيرها إلا بشيء واحد: خيانة.
بدأت يدا نورا ترتجفان، بينما تشعر وكأن الغرفة تدور من حولها. فتحت الفيديو الأول، وكان مشهدًا خاصًا بينهما، ثم انتقلت إلى الصور التي كشفت تفاصيل لقاءات متعددة. كأن الوقت توقف، وأصبحت تلك اللحظة نقطة فاصلة في حياتها. لم تدرِ ما يجب فعله، لكنها قررت أن تتحقق من هوية هذه المرأة الغريبة.
وبعد بحث سريع باستخدام الرقم المسجل، تمكنت من العثور على حسابها الشخصي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. كانت الصور تشير إلى حياة تبدو مثالية لهذه المرأة، لكنها في نظر نورا لم تكن سوى شخصية حطمت حياتها الزوجية.
بدأت نورا في جمع الأدلة، وأرسلت لنفسها الصور والمحادثات. كان بداخلها صوتان متناقضان: الأول يدفعها للانتقام بأي ثمن، والثاني يحاول أن يثنيها عن التصرف باندفاع. ولكن، وسط هذا الصراع الداخلي، قررت نورا أن تُبلغ أهل المرأة بكل شيء.
ولكن نورا لم تكن على دراية بأن قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات يعاقب على انتهاك الخصوصية والتجسس على الآخرين، حتى لو كان ذلك داخل العلاقة الزوجية. تصرفها هذا قد يحمل عواقب قانونية وخيمة.

للحديث بقية في الجزء الثاني من القصة ...




تم نسخ الرابط