الإثنين 10 مارس 2025 الموافق 10 رمضان 1446

شخصيات…نعيمة الأيوبي "أول محامية ترتدى الروب الأسود

353
المستقبل اليوم

تعد نعيمة الأيوبي أول امرأة مصرية تحصل على ليسانس الحقوق وأول من مارست المحاماة رسميًا، مما فتح الباب أمام النساء لدخول هذا المجال.

وُلدت في أوائل القرن العشرين، وفي وقت لم يكن يُسمح فيه بسهولة للنساء بالتعليم العالي، التحقت بجامعة فؤاد الأول – جامعة القاهرة حاليًا – عام 1929، وكانت ضمن أول خمس فتيات التحقن بالجامعة.

تحدثت عن رحلتها التعليمية قائلة: "رأينا أن نلجأ إلى أستاذنا الدكتور طه حسين، فوعدنا بالمساعدة في الالتحاق بالجامعة شريطة أن نلتزم الصمت حتى لا تنتبه الصحف فيتدخل الرأي العام ويفسد مساعيه، وبالفعل لم تعرف الصحافة بالأمر إلا بعد الموافقة على التحاقنا، لكن ظلت نصيحته قائمة".

رغم التحديات، تفوقت في دراستها وحصلت على ليسانس الحقوق عام 1933، وكانت أول طالبة مصرية تحقق هذا الإنجاز منذ إنشاء مدرسة الحقوق، وحصلت على الترتيب الثالث عشر على دفعتها رغم تعرضها لوعكة صحية أثناء الامتحانات.

لم تكن رحلتها في ممارسة المحاماة سهلة، فقد خاضت معارك قانونية واجتماعية لتسجيل اسمها في نقابة المحامين. وبالفعل، تقدمت بطلب لمحكمة الاستئناف لقبول قيدها في جدول عموم المحامين، لتصبح أول محامية مصرية تقف أمام القضاء.

عام 1933 كان فارقًا في حياتها، حيث تصدرت صورتها الصفحة الأولى لجريدة الأهرام. وسرعان ما بدأت حياتها المهنية في المحاماة، حيث دافعت عن قضايا وطنية، وكان أول دخول لها إلى قاعة المحكمة للدفاع عن ثلاثة من رموز الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني، وهم فتحي رضوان، وأحمد حسين رئيس حركة مصر الفتاة، وحافظ محمود نقيب الصحفيين آنذاك.

ساهمت نعيمة الأيوبي في تغيير نظرة المجتمع لدور المرأة في القانون، وأصبحت قدوة للعديد من النساء اللاتي تبعن خطاها في دراسة القانون والعمل في المحاماة. لم يكن نجاحها مجرد إنجاز شخصي، بل خطوة كبيرة في مسيرة تمكين المرأة المصرية.

تبقى مسيرتها ملهمة لكل النساء اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن رغم الصعوبات، وهي مثال واضح على قوة الإرادة والإصرار في تحقيق النجاح وتغيير الواقع الاجتماعي.




تم نسخ الرابط