لماذا لا توجد لجان تفتيش على الشركات (تحليل)

لجان التفتيش من احد اهم عوامل تحقيق الانضباط في العديد من وزارت الدولة المهمة وعلى رأسها التعليم والصحة والداخلية والتضامن وربما في وزارت اخرى بمسميات مختلفة ولكن يبقي مضمون عملها واحد .
التفتيش الخارجي ليس ارهاباً ولا افتئاتاً على قياده المكان ولكنها نوع من التحري ونظرة خارجية مختلفة قد لا تتضح للقائمين على المكان . لجان التفتيش المفاجئ في المصالح الحكومية والمدارس وما شابه ، يكون لها دور فى التعرف على السلبيات و شكوى العاملين او الطلاب . هي تستمع للجميع وترى المشاكل التي تمس اكثر عدد من العاملين في المنشأة.
دور هذه اللجان مهما حاول البعض التقليل من شأنها وتأثيرها مهم على الاقل في الحد من القرارات القراقوشية العجيبة التي يتفنن بعض المسئولين الصغار في وضعها وكأن حياة الناس تنقصها المشاكل والعقبات .
الادارة مثل السياسة هي فن الممكن مع عدم الاخلال بما هو مطبق من لوائح وقوانين فلا احد يكره الانضباط او يتطلع الى الفوضى في العمل . ولكن دائماً ما تجد المسئول الكبير هو الذي يتخفف من تطبيق القواعد بصرامة وبدون تمييز بينما يتفنن الصغار في التمسك بها بشكل فج ظناً منهم ان ذلك يعطيهم اهمية وهيبة في محيط عملهم .
شركاتنا تحتاج بالفعل الى لجان تفتيش من الوزارة او الهيئة تزور الشركات وتتعرف على ظروف العمل وشكاوي العاملين بكل شفافية وحيادية وتحاول وأد السلبيات في مهدها، وللاسف جميعها سلبيات صغيرة يمكن لقيادة الشركة ان يقوم بها ولكنه لا يفعل لسبب او لأخر .
الاستفاده من تجارب الاخرين ليس عيباً ويمكن البناء عليها وتطويرها أيضاً . بهذا فقط تهدأ وتيرة العمل وتقل حدة المشاكل بين العاملين وتنخفض نبرة الاستغاثات الى الوزير عند كل مشكلة تقابل العاملين ،فلا يمكن ان يكون الوزير على مشاغله العاتية هو الملاذ الاخير لكل مشكلة مهما صغر حجمها .
نتمني ان نرو دخول هذه اللجان الو الشركات وان تدخل اليها بهدوء وتخرج منها وقد اصبحت الشركة اكثر هدوءًا واستقراراً و تصبح الاجواء فعلاً مهيئة لزيادة الانتاج وهو الهدف الاسمي .
#المستقبل البترولي