الأحد 25 مايو 2025 الموافق 27 ذو القعدة 1446

لا تكن عبدًا للتكليف…كن سيد قرارك..د حنان عبدالمنعم

573
المستقبل اليوم

في لحظة ما من حياتك، قد تجد نفسك واقفًا أمام “حقيقة التكليف”… ليس ذلك النوع من التكليف النبيل الذي يُكلفك به ضميرك، أو رسالتك، أو قيمك… بل ذلك التكليف الذي يُفرض عليك من الخارج، ويُزيَّن لك بألف تبرير: الولاء، الواجب، الانتماء، “المصلحة العامة”، أو حتى الحب. لكن في أعماقك… تشعر أنه لا يُشبهك.

تشعر وكأنك تُساق، لا تُقاد. تُستخدم، لا تُحتَرم. تُكافأ ظاهريًا، لكن تُستنزف داخليًا.

وهنا، عليك أن تتوقف.

ليس كل ما يُكلفك به الآخرون واجبًا عليك. أحيانًا، التكليف يكون قيدًا ناعمًا، يحولك تدريجيًا من إنسان حر، إلى أداة، إلى عبد ذليل يُطارد أحلام غيره، ويُضحّي بذاته في سبيل “مشروعات عظيمة” لم يشارك حتى في صياغة أهدافها.

اسأل نفسك بصدق:
من الذي كان معك حين تعثرت؟
من الذي آمن بك عندما سقطت؟
من الذي أعانك حين كنت وحدك تُصارع خوفك، قلقك، وضغوط الحياة؟

ألم تمشِ على الشوك وحدك؟
ألم تُجرَّب وتُخذَل وتُهان، دون أن يمد أحدهم إليك يد العون؟

فلماذا اليوم تُرغم نفسك على أن تكون أداةً لغيرك؟
لماذا تُصافح يدًا تعلم في أعماقك أنها لا تُصافحك إلا لمصلحة، وأنها ستتركك وحدك في أول منعطف خطر؟

افهم هذه القاعدة:
من لا يصافحك في ضعفك، لا يستحقك في قوتك.

أن تكون صادقًا مع نفسك، يعني أن ترفض أي دور لا يشبهك.
أن تنسحب من مكان لا يُقدّرك، لا يعني أنك ضعيف… بل أنك قوي بما يكفي لتختار نفسك.
أن تقول “لا” عندما يتوقع الجميع منك أن تقول “نعم”، هو أعلى درجات السيادة على الذات.

لا تُخدع بالشعارات. لا تُرهبك فكرة الوحدة. أحيانًا، تكون العزلة المؤقتة هي السبيل إلى القوة الدائمة. كن وحدك، لكن واقفًا. كن صادقًا، ولو دفعت الثمن. فالحياة لا تُكافئ من يُجامل، بل من يكون حقيقيًا.

وفي النهاية…

لا تجعل من نفسك وسيلة، بينما خُلقت لتكون رسالة.
ولا تُسلّم روحك لعقدٍ لم تُوقّعه بقلبك.
الحياة لا تُقاس بعدد المرات التي قلت فيها “نعم”، بل بعدد المرات التي قلت فيها “أنا أستحق أكثر.




تم نسخ الرابط