مجرد رأي: لغم المقارنة بين الوزيرين

دائمًا ما يقارن الناس بين الماضي والحاضر، ويظهر كثير من الحنين للماضي، والمُدهش أن هذا الحنين يصدر غالبًا ممن كانوا يتوقون لتغييره، لأن الحاضر لم يكن كما توقعوا. وهكذا تسير الحياة بين شدّ الماضي وجذب المستقبل، لنرى حاضرنا كما هو.
ولكن من أهم وأخطر أنواع المقارنات، هي مقارنة عهدٍ بآخر، أو شخصية بأخرى بعد التغيير مباشرة. فالمقارنة بين عهد المهندس طارق الملا وعهد المهندس كريم بدوي ، تمثل لغمًا كبيرًا نحذر من وضعه في طريق قطاعٍ ممتلئ بالألغام من الأساس.

الفروق الشخصية بينهما متباينة، ولكلٍ منهما طريقته في الظهور والتعامل مع العاملين. ولا يعني ميل الغالبية إلى الجانب العاطفي أن الآخر كان مخطئًا.

ونصل إلى النقطة الجوهرية، وهي: المدة الزمنية المطلوبة لإجراء مقارنة صحيحة، والتي لم تكتمل بعد، أو بمعنى أدق، لم تنضج بعد. فلا يمكن مقارنة عمل استمر لسنوات طويلة بمجهود شهور معدودة.

محددات المقارنة لها معايير واضحة، وهي كالتالي:
•مستويات الإنتاج
• تطوير شكل القطاع ونظام عمله
•حالة الميزان التجاري
•تطبيق سياسة ترشيد الإنفاق ووقف الإسراف
•تغيير شكل ومضمون القيادات الحالية
•الموقف الاستثماري بكل أشكاله
•استقرار السوق الداخلي من حيث المنتجات وأسعارها وطرق تداولها
•مستوى السلامة والحوادث من حيث حدتها أو تزايد عددها

هذه تقريبًا هي أهم معايير المقارنة في أي قطاع منتج. ولكن استخدام هذه المعايير في الوقت الراهن، هو ظلم كبير للطرفين في حالتنا. فليس معنى عدم تحقق زيادة في الإنتاج حتى الآن أنه يمثل فشلًا للحاضر، لأن العنصر الزمني مختلف تمامًا. كما أن الحفاظ على استقرار الإنتاج لا يعد فشلًا للحقبة الماضية. وهكذا…

الدخول في هذه المساحة ينطوي على خطورة بالغة، لأنها تُحبط جهود الحاضر مبكرًا، وتُرسّخ مفاهيم الماضي، وتُؤصّل لكره سياسة التغيير أياً كانت، وهذا خطأ كبير.

دعونا من التسرع في المقارنة بين (الوزيرين)، فهي تضر بالحاضر وتُحبِطه، ولن تؤثر في الماضي أو حتى تُنصفه. وعلينا أن نفهم جيدًا أن كافة معايير المقارنة السابقة، هي نفسها ألغام مزروعة على طريق القيادة الحالية، ويجب عليها أن تفككها وتتجنبها قدر المستطاع، إن أرادت تحقيق النجاح.

الوقت ما زال في يد القيادة الحالية، التي تتحمل عبء إزالة هذه الألغام القديمة، لتكون جديرة بتدوين إنجازات في صفحات تاريخ القطاع. وبهذا فقط تكون المقارنة عادلة.والسلام،

من متابع ل #سقراط