الخميس 14 أغسطس 2025 الموافق 20 صفر 1447

شخصيات: خالد رفـاعي ورحلة شقاء وادي السهل

407
المستقبل اليوم

كانت عملية إسناد منطقة وادي السهل مؤخرًا إلى شركة لوك أويل الروسية هي نهاية لرحلة شقاء وتعب لكل المسئولين بقطاع البترول وخاصة في هيئة البترول التي تحملت ما لا يُطاق في حل مشاكل وتصـفية تلك الشركة.
كان (صلاح عبدالكريم) هو أول من تدخل بقوة لحل مشاكل هذه المنطقة مع الشريك السابق لها، وبذل (وليد أنور) مجهودات ومعه تشكيل كامل من نيابته وعلى رأسهم أشرف عبد الخالق ومحمد العجاتي لحل طلاسم تسديد حقوق الشركات والمقاولين المعلقة منذ سنوات. ربما لا يعرف الكثير من القراء الأعزاء مدى صعوبة تصفية أي شركة وحجم المعاناة للقائمين على مثل هذه النوعية من النشاط الذي يتطلب الصبر والدقة وكمية هائلة من المستندات والمعلومات المطلوب مراجعتها للوفاء بالحقوق وتسديد المستحقات ورعاية العاملين بالشركة التي لها أولوية بالطبع.

والمحاسب (خالد رفاعي) كان من فريق العمل في هذه الشركة التعيسة، محاسب مجتهد بدرجة مدير عام من ملح أرض القطاع، لا يعرفه الكثيرون ولكنه من آلاف القيادات التي تعمل في الظل وتقوم على أعمال هائلة لا يشعر بها أحد. وجد نفسه مسئولًا عن أكثر من سبعين موظفًا لهم استحقاقات ومتطلبات شهرية، وكذلك أعمال التصفية المضنية بين لجان واجتماعات لا تنتهي، وأصبح مسئولًا عن كافة ممتلكات الشركة وأصولها. وكما قلنا لا يشعر بهذا الجهد والضغط سوى من مر بتلك الظروف الحرجة والفاصلة في عمر الشركات. كان يجد الحل والبديل عندما تنغلق الطرق وتتـعقد الأمور. كافة حسابات البنوك لديه توقفت لغياب من لهم حق التوقيع، ولم يتوانَ أن يساعد مسئولي الهيئة بكل ما أوتي من أدوات ونجح في ذلك.

طريق طويل وشاق استمر لأكثر من أربع سنوات قاسية عنيدة بها كل أنواع المشاكل الإدارية والقانونية والمالية التي تتخيلها، حتى المتقاعدون من هذه الشركة كان وما زال يتحمل أعباء متطلباتهم حتى بعد أن تم نقله إلى شركة أخرى. هؤلاء هم الجنود المجهولون بقطاع البترول، هؤلاء هم من تقوم على أكتافهم المشروعات الكبرى بلا ظهور على الشاشة. وجاء دورنا لنسلط الضوء على مثل هذه الشخصيات التي لا يعرفها الكثيرون، ليعرف الجميع أن بالقطاع قيادات تبذل من الجهد والعرق فوق الطاقة.

ونحن نتوجه من خلال هذه النافذة بالتقدير والإعزاز لكل قيادات الظل في القطاع في المراكز الرئيسية والحقول على دورهم وجهودهم، ونتمنى أن نستقبل منكم قصصًا عن هؤلاء القيادات لنلقي الضوء عليهم، فهذا حقهم علينا. كما نرجو من كل رئيسي القابضة للغاز وجنوب الوادي اللذين لا يتوانون عن تقدير مثل هذه النماذج التي ضحت كثيرًا وأعياها الجهد والصبر، أن يكون لهذه الشخصية مكانٌ لديهم، فهو خبرة كبيرة وله مقدار في الشئون المالية وشئون الشركات والتصفيات بعد أن أصبح يعاني صحيًا من وجوده في مكانه الحالي. ولكم منا كل التقدير.




تم نسخ الرابط