الثلاثاء 26 أغسطس 2025 الموافق 03 ربيع الأول 1447

مجرد رأي…من يقف عقبة أمام نهضة القطاع؟

343
المستقبل اليوم

في كتابه (أم القرى) وضع (عبدالرحمن الكواكبي) أحد رواد النهضة العربية ومفكريها منهجًا جديدًا للإجابة على سؤال في سياق عنوان هذا الموضوع، وهو: (ما هي أسباب ضعف الأمة الإسلامية بين الأمم)؟ وكان هذا السؤال يؤرقه كونه من أهم مؤسسي الفكر القومي العربي في القرن التاسع عشر.

وإذا كان كتاب (أم القرى) هو باكورة أعمال المفكر الكبير، فإنه جاء بعد دراسة طويلة وعميقة، حملت محتوياته وقضاياه حصيلة لحياة فكرية وقفها على جوهر هذه الدراسة. وبالطبع الكتاب كبير جدًا، ولكني أستطيع تلخيص فكرته العبقرية للقارئ في كلمات قليلة مفادها أن الكواكبي افترض مؤتمرًا خياليًا في (مكة المكرمة) يحضره ممثلون عن جميع دول العالم الإسلامي، والكل يبدي رأيه ومشورته في تلك القضية الهامة.

ونستحضر نفس هذه الفكرة لتكون حجر زاوية في الإجابة على سؤال موضوعنا، وهو السؤال الأهم الذي يؤرق قطاع البترول كله: (ما الذي يقف أمام إحداث نهضة شاملة في قطاع البترول)؟

سؤال وجيه ومشروع يجب أن نجد إجابة عليه، وإذا كان (الكواكبي) قد افترض مؤتمرًا تخيليًا، فلماذا لا يكون مؤتمرنا واقعيًا بين قيادات القطاع أولًا، ثم نخرج بتوصياته إلى جهات الدولة الخارجية.

لدينا رؤساء الهيئة والقوابض ووكلاء الوزارة كلٌ في تخصصه، ولدينا المسئول عن النافذة الإلكترونية للقطاع، والعديد من الخبراء، وبعض رؤساء الشركات المحترمين، وعندما يجلس هؤلاء على طاولة واحدة يجب أن تختفي تمامًا الخطوط الحمراء في إبداء الرأي وتحديد أوجه التقصير والنقص بكل صراحة ووضوح.

هناك أسئلة مثارة بالفعل حاليًا، مثالًا لذلك:
•هل هناك أزمة في نوعية القيادات بدليل أننا ما زلنا ندور في فلك التاريخ القديم لوزراء بعينهم حتى الآن؟
•هل المشكلة المالية بعمومها هي الحاكمة؟
•هل عدم كفاية مسح الأحواض الترسيبية بشكل فعال لمعرفة إمكانيات بلادنا الحقيقية هو السبب؟ وهل هناك ما يعوق تنفيذها في كل بقاع مصر؟
•هل استحقاقات الشركاء ستظل السبب الرئيس الذي يتحمل كل هذا؟ وإن كنا نراه في الحقيقة أصغر المشاكل وأقلها تأثيرًا.
•هل تفتت الشركات ووجود شركات إنتاج غير ذات قيمة حقيقية يصادر حق البلد في مساحات شاسعة تخضع لها بدون نشاط فعال؟
•هل البنية التحتية والتشريعية والإدارية كافية لإدارة منظومة العمل الحالية؟ وهل بها اختناقات تؤدي إلى تعطيل أو تأخير مشروعات واتفاقيات جديدة؟ وما هي قدرتها على الوفاء بالتطلعات المستقبلية في حدها الأدنى والأقصى؟

أسئلة محورية يجب الإجابة عليها ليس من خلال وجهات نظر، وإنما بناءً على أرقام وتقارير فنية تفصيلية، لتكون الاجتماعات هادفة وكاشفة في نفس الوقت.

انعقاد هذه المائدة المستديرة يجب الإعداد له جيدًا، وأن يكون لها مقرر وفريق عمل تنفيذي، وأن تكون في جلسات متعددة بحوارات مفتوحة ودراسات علمية. وسينتج عنها بالضرورة دفعة فنية وإجرائية جادة بشكل أو بآخر، وتفتح آفاق التعامل المبتكر مع المستقبل، ووضع اعتبارات ومواد مستحدثة جاذبة في قوانين البحث الجديدة، تناسب العصر وطبيعة بلادنا.

لا يوجد حاضر ومستقبل بدون قراءة التاريخ، ومن لم يقرأ التاريخ أو يفقهه فلن يتعلم أبدًا.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط