الأربعاء 22 أكتوبر 2025 الموافق 30 ربيع الثاني 1447

الترقيات وقيادات تنتهي صلاحيتها

3539
المستقبل اليوم

لا يمكن بأي حال أن نظل في دائرة مغلقة من الأحداث التي تمر علينا كل عام دون أن نتساءل: وماذا بعد؟ من حق هذا البلد أن يعرف ما تعمل عليه قيادات هذا القطاع وأي قطاع في الدولة، وأن يبرز هذا التساؤل المشروع الذي يحمل في طياته خططًا للمستقبل، وما أعددناه لجيل جديد يتولى المسئولية.

ترقيات القطاع ليست أبدًا هي منتهى العمل في تحقيق رغبات الموظفين في تحقيق ذواتهم أو الحصول على بعض المكاسب المادية، وإنما هي إعداد لبناء أكبر قوام من القيادات الجديدة، والأهم من ذلك فكر ورغبة في تغيير الواقع إلى الأفضل.

وتبدو فكرة تحميل وزير حالي أو وزير سابق كافة المسئولية عن أي أخطاء أو سلبيات نوعًا من التهرب من المسئولية الجماعية التي يجب أن تؤدي دورها في إتمام عملية البناء إلى الأعلى، لا الهدم والنزول إلى الأسفل بالنقد والتشكيك.

هذه هي فلسفة العمل الجماعي التي حاول الوزير أن يوصلها إلى عقول وفكر العاملين والمواطنين بشكل أو بآخر، ونجزم أنها لم تصل بشكل واضح إلى أذهانهم.

وبمعنى أبسط، إن أحداث الترقيات ليست ناموس حياة، ولكنها نوع من الإعداد لقيادات جديدة تؤمن بأن ما حصلت عليه هو نوع من الاختبار الحقيقي لمدى صلاحيتها للعمل العام، لا لتحقيق مآرب شخصية فحسب.

نحن على أعتاب نهاية جيل كامل من القيادات، بنهاية عام 2030، ستظهر بعده وجوه لا علاقة لها بالجيل الحالي، ولها فكر وطريقة أداء مختلفة. وحتى يحين هذا التاريخ، تبدو جميع القيادات في هذا النطاق الزمني وكأنها على وشك انتهاء صلاحيتها الوظيفية.

والصلاحية الوظيفية لا تعني بالقطع انتهاء دورها، ولكنها تعني إفساح المجال لعناصر أخرى من زمن آخر لتولي المسئولية.

المعنى واضح وصريح: علينا أن ندرك تمامًا أننا في مرحلة انتقالية صعبة لا يتحملها شخص واحد، ولكن يجب أن يكون هناك فريق متكامل يعمل على التوجه الاستراتيجي الهام وهو: “وماذا بعد؟”.

يجب تشكيل مجلس استشاري لا يخضع لسلطة إدارية، تكون مهمته تحديد الخطوات المستقبلية لاستقبال تلك القيادات التي ألزمنا القانون بترقيتها على السلم الوظيفي العتيق، وإعداد كشوف محددة لكل فرع من فروع العمل تضم أسماء مختارة تشكل بنكًا للقيادات، يتم متابعتهم عن كثب وتدريبهم بشكل مكثف لمن يظهر تميزًا وفكرًا وقدرة على التعامل مع الأحداث، من خلال وضعهم في اختبارات مختارة بعناية لقياس مدى قدرتهم على التعامل.

هذا الموضوع أكبر وأعمق من سياسة تسيير الأعمال الحالية، وهو مسئولية كبيرة على من يتولون أمر القيادة، ونجاحهم فيه أكبر بكثير من أي إنجازات مرحلية، حتى وإن كانت مهمة.
#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط