الإثنين 27 أكتوبر 2025 الموافق 05 جمادى الأولى 1447

أسئلة تحتاج إلى إجابة الوزير

1529
المستقبل اليوم

هناك العديد من التساؤلات التي تثور في الأذهان وتتطلب إجابة صريحة، لتكون عند مستوى الأحداث ومتابعة الرأي العام البترولي والمحلي.
يأتي على رأس هذه الأسئلة الاجتماع رفيع المستوى الذي ترأسه وزير البترول بخصوص الإعداد لفعاليات مؤتمر “إيجيبس” في نسخته التاسعة.
البيان الصادر في هذا الشأن ربما تجده تكرارًا لبيانات السنوات السابقة في تحديد موضوعات المناقشات والحضور وما إلى ذلك، وانتهت المؤتمرات السابقة بنتيجة واحدة: التمثيل المشرف ولا شيء سواه.

كان من المفترض أن تصدر قرارات قبيل هذا الاجتماع بتسمية رؤساء لجان فنية ولوجستية، تقوم على الإعداد التفصيلي للمؤتمر بشكل مختلف عما يحدث كل عام.
وعلى سبيل المثال، تشكيل لجنة الدعاية، ولجنة اللوجستيات، ولجنة المعرض، ولجنة جذب الاستثمار، ولجنة الأبحاث، على أن يشكل كل رئيس لجنة أعضاءها بما لا يزيد عن خمسة أعضاء، وتصدر بها قرارات تنظيمية واضحة.وسيظهر من أسماء رؤساء اللجان مدى قوة المؤتمر واستعداده ليكون إضافة حقيقية ذات مردود اقتصادي وسياسي واضح، على أن تُحدد لكل لجنة أهداف عملية يجب تحقيقها.

ويقع على لجنة الدعاية وطباعة منشورات المؤتمر عبء التواصل الإلكتروني والخارجي الجيد، والوصول إلى شخصيات عالمية تضيف زخمًا وشهرة للمؤتمر.
ومن بين المقترحات التي كان يمكن تبنيها — على سبيل المثال — التعاقد مع النجم العالمي محمد صلاح ليكون ضيف شرف المؤتمر، كونه مصريًا يعتز ببلده، حتى لو كلف الأمر طائرة خاصة لزيارة قصيرة لبضع ساعات، فإنها ستكون زيارة ذات مردود عالمي هائل تشعل اهتمام وسائل الإعلام الدولية وتسلط الضوء على المؤتمر، تمامًا كما تفعل دول أخرى مع نجومها لتسويق سياساتها واقتصادها.

كما يمكن دعوة الكاتب الشهير ستيفن كوك من وكالة فورين بوليسي لإلقاء ندوة حول مستقبل الطاقة في الشرق الأوسط، والتعرف على النشاط الاستثماري للقطاع، مما سيكون إضافة فكرية وإعلامية كبيرة للمؤتمر.

نعلم أن مثل هذه الأمور عادة لا تلقى بالًا داخل قطاع البترول كثقافة سائدة، لكنها ثقافة يجب أن تتغير لأن العالم يتغير من حولنا، وربما تمثل هذه الجوانب أهمية تفوق الجانب الفني الذي ننشغل به دائمًا، ونظن أنه السبيل الوحيد لاستعراض قوتنا وفرصنا.
إن هذا التوجه يجب أن يُستكمل بأفكار وأدوات أخرى ربما تكون أكثر تأثيرًا في الحاضر والمستقبل.

كل هذا كان يجب أن يسبق الاجتماع الأخير، مع التحضير الجيد لأجندة الأنشطة ومهام اللجان وما حققته قبل الوصول إلى هذا المستوى الرفيع من الاجتماعات.

ويأتي السؤال الآخر في سياق مختلف، وهو بمناسبة افتتاح مشروع تطوير شركة النصر للبترول العريقة:
لماذا يخرج قطاع التكرير من دائرة الفرص الاستثمارية التي يطرحها القطاع؟ ولماذا لا تتم دعوة المستثمرين للدخول في هذا المجال الحيوي، من خلال استيراد الخام اللازم لمصانعهم وتصدير منتجاتهم سواء للسوق المحلي أو للأسواق العالمية؟

طاقة التكرير في الوطن العربي ضئيلة، بينما يمتلك قطاع البترول المصري بنية تحتية هائلة غير مستغلة بسبب انخفاض إنتاج الزيت الخام محليًا.
فلماذا لا نتجه إلى هذا المضمار الواسع وطرح أسهم شركات التكرير الكبرى لتكون ضمن الفرص الاستثمارية الواعدة ذات القيمة المضافة العالية؟ سؤال يحتاج إلى إجابة.

الأسئلة كثيرة، ولا تتسع المساحة.وسنواصل طرحها لاحقًا لنتحدث بصوت عالٍ، ونبتعد عن الاستحواذ بالرأي، مؤكدين على أهمية سماع الرأي الآخر، لعل ذلك يبلور أفكارنا ويدفعها نحو الطريق الصحيح — الطريق الذي لم يتحدد بعد.

#المستقبل_البترولي




تم نسخ الرابط