كلمتين ونص..."الغزالي "و"ابو الافكار".
ليس البكاء وإن أطيل بمقنعى ... الخطب أعظم قيمة من أدمعي. •ياللرجال بحادث لم يحتسب..ولنازل ما كان بالمتوقع . •تالله ما جار الزمان ولا اعتدى ..بأشد من هذا المصاب وأوجع. •خطب يبرح بالخطوب وفادح..من لم يكن جزعآ له لم يجزع .
كان هذا رثاء الفاروق عمر عندما مات رسول الله "ص"، وليس على ظهر هذه الدنيا من هو في منزلته "ص"، لكن أحياناً نضطر لاستعارة مثل هذه الكلمات لنعبر بها عن خطوب تقع في هذه الحياة .
واستكمالاً لما كُتب عن الثروة المعدنية أقول : إن اعظم خطب حدث لهذا القطاع هو تفريغه من محتواه ، فعندما تم نقل الجيولوجي فكري يوسف من وكالة الوزارة للتعدين لقطاع البترول ، حدث خطب عظيم ، وعندما تم قبول استقالة المحاسب خالد الغزالي من فوسفات مصر "لأسباب ذكرها هو "، كان هذا خطب أخر ، فالإثنان عمودان كان يرتكز عليهما قطاع التعدين في مصر ، وانجازاتهما شاهدة على ذلك ، وليس كلاماً مرسل .
الأول : فكري يوسف "أبو الافكار"، ظل قرابة ال13 عام وكيلاً للتعدين ، ولا ينكر محب له او كاره بأن "دماغ" و"جمجمة"، فكري يوسف كلها رمال سوداء وبيضاء ومجاحر ومناجم وذهب وفوسفات وحديد ، ولا ينكر أحد ان المزايدة الأخيرة كان هو البطل الحقيقي فيها .. طيب لماذا ترك فكري يوسف التعدين والحاجة ملحة لوجوده ؟ .. الله أعلم ، والمعنى في بطن الزير .
الثاني : خالد الغزالي: ولا ينكر محب له أو كاره بأنه صاحب الفضل ليس في نهضة فوسفات مصر ، بل في إقالة المشروع من عثرته ، وهو الذي دشن وأقام وانشأ شركة التسويق والأسمدة الفوسفاتية وحول منطقة أبو طرطور لمنطقة حرة .. طيب ما الذي جعل خالد الغزالي يترك فوسفات مصر قبل جلب قرض المشروع ؟..الله أعلم والمعنى في بطن الزير أيضاً .
هل يعني ما سبق ، انتقاصاً من حق الجيولوجي أسامه فاروق ، أو نقصاً من حق المهندس علاء خشب ، أو طعناً فى المهندس محمد عبدالعظيم ، أو في حق أي قيادة حالية من قيادات قطاع التعدين ؟.. بلا شك لا وألف لا ، لكن قد يكون كل شخص لديه مقومات في مكان ولا تصلح لمكان أخر ، وقد يكون لشخص سمات تتوافق مع عمل ولا تتوافق مع غيره ، وليس بالضرورة أن يعمل الشخص كل حاجة ، فالرسول "ص"، كان يستشير ، وهذا معناه أن كل شخص ميسر لما وضع فيه .
ثم إن صدور قانون التعدين الجديد ، والبدء فى العمل به ، وطرح مزايدات عالمية ، وتنفيذ توصيات رئيس الجمهورية ، كل ذلك كان يتطلب أن تستكمل عقول التعدين الحقيقية والقديمة مهمتها، وقد أعني بذلك "فكري يوسف"، لأنني وكل منصف مهما اختلف معه ، هو البقية الباقية من ادمغة التعدين في مصر ، وهذا ليس لأنه سوبر مان عصره وزمانه ، بل لأنه تعلم ودرس وعمل في عهود كثيرة ومنها عهد المهندس طارق الملا ، كما انه يعرف عن ظهر قلب كل العناصر البشرية في هذا القطاع العريق .
اتمنى أن يُعاد النظر في قيادات التعدين من جديد ، لأن مصر تؤمل كثيراً على هذا القطاع ، ومصر لديها مقومات تجعلها أفضل بكثير ، خاصةً ولدينا هيئة هي ثاني اقدم هيئة فى العالم .. مش كده ولا أيه !!