للاعلان

Sat,20 Apr 2024

عثمان علام

مجرد رأى.. لماذا كل هذا الغضب؟

مجرد رأى.. لماذا كل هذا الغضب؟

02:03 pm 28/05/2023

| رأي

| 1161


أقرأ أيضا: الوزراء : وقف تخفيف الأحمال الكهربائية عن الكنائس خلال احتفالات الأخوة الاقباط بعيد القيامة المجيد

مجرد رأي... لماذا كل هذا الغضب ؟ 

 
 
منذ فتره ظهرت موجه عارمه من الغضب ضد الفنانين الذين يتجهون الي إحياء حفلات فنيه و غنائيه في الاراضي السعوديه .
 
قد يكون الغضب له دوافع من الغيره الوطنيه بعد ان كانت مصر عامره بتلك الحفلات وتستقبل الملايين من الاخوه علي اراضيها . 
 
وبعضها قد يكون نابعاً من بعض التصرفات الشخصيه لشخصيات تفرط في احترامها لفنها  وذاتها و تظهره طريقته فيما يرتديه من زي او  الاتيان بتصرف قد يخدش الكرامه الوطنيه . 
 
ويجب عليك عندما تناقش ما يخص  الشأن العام اولا ان تتجرد من كل الدوافع الشخصيه و الاهم ان تنحي العواطف وشحنات الغضب  جانباً وان تكون في مصارحه حقيقيه مع النفس لتصل الي تصور واقعي وتحدد كيفيه  التعامل مع الواقع . 
 
 
السعوديه بلد كبير وعريق و الكثير من جيل الكبار  قضي بها معظم فترات دراسته الاوليه  خلال مرافقته لوالديه في عملهم هناك  كمدرسين او أطباء ومن مختلف المهن، شعبها يتميز بالاصاله البدويه المفعمه بأخلاق الشهامه والكرامه وحفظ الضيف وإكرامه الي حد بعيد حتي ألان  ويأتي علي رأسهم وبدون الحاجه الي المجامله ابناء الملك عبد العزيز ( الملك المؤسس) .
 
وقد كانت  علاقتهم وطيده بالأسرة المالكه في مصر . ثم جاء الملك فيصل بمواقفه الرجوليه العروبية  المعروفه لدينا خلال حرب اكتوبر والملك خالد الهادئ الرزين الذي حافظ علي الهويه والثقافه السعوديه  الاصيله ثم يأتي الملك (فهد) اول من بدء رحله تطوير المملكه في كافه مناحي الحياه بها وأولي الحرمين الشريفين اهميه خاصه وانفق علي توسعتها وتحديثها مليارات الدولارات لتكون في ابهي واعظم صوره منذ نشأتها  ثم جاء الملك (عبدالله) وموقفه الحاسم بتأييد الشعب المصري في ثورته ضد استمرار حكم الاخوان ثم الملك (سلمان ) وهو اكثر اخوته حزماً وصلابه  و يملك فكراً استراتيجياً له ابعاده في مستقبل المملكه وتأثيرها الاقليمي والعالمي . 
 
ولا يجب ان ننسي العديد من شخصيات الاسره المالكه ذات التأثير الاجتماعي والسياسي العميق  ويأتي علي رأسهم الامير (سلطان) والملقب بسلطان الخير وهو شخصيه دمثه خلوقه الي ابعد حد  وله مواقف انسانيه عديده ويجئ ايضاً في نفس المضمار الامير (نايف) اقوي وزير داخليه شهده المحيط العربي وكان له تأثير واضح في وقف زحف الجماعات الارهابيه في دول الوطن العربي والامير (طلال) الاستثماري الشهير والامير (احمد) وهو من الجيل الاول من ابناء الملك عبد العزيز . 
 
سلسله طويله من الملوك والامراء التي تذخر بها تلك الدوله الكبيره  وكان لها تاريخ عريق وطويل من المواقف والمسانده للدوله المصريه خاصه ولكافه اقطار الوطن العربي علي اتساعه. 
 
كطبيعة الايام انتقل حكم الاباء الكبار الي الابناء والاحفاد وتغيرت السياسات واصطبغت بما تلقاه الابناء والاحفاد من علوم وتعليم في الدول الغربيه واصبحت نظرتهم للامور مختلفه فهم يريدون لبلادهم  التحديث والتطوير والدخول في نادي الدول المتقدمه  ويرغبون في تطبيق نظريات الغرب في التعامل مع المال واستثماره وزيادته وهي رغبه مشروعه علي كل الاحوال . 
 
وينظر البعض منا الي تلك السياسه الي انها تدهس علاقات وطيده بيننا وبينهم  وتؤسس لمرحله جديده من التعامل لم نعتاد عليها .
 
 
فالأخوة العرب حالياً يريدون الخروج من الشخصيه الكركاتيريه  لمواطنيهم وهو  يظهر في  صاحب الجلباب والعقال الشهير و يقذف بالاموال هنا وهناك في الحانات والملاهي او حتي في التاكسي و الشقق المفروشه . 
 
 
لم يعد الجيل الحالي يهوي تلك الشخصيه حتي لو امتلك الكثير من المال والثراء . بينما نحن لم نستطع ان نغير  تلك النظره لهم حتي ألان . 
 
هذه البلدان تقدمت وانفتحت علي العالم وظهرت اجيال اخري لا نعرفها  تريد ان يكون لها دور وان تكون بين دول  العالم الغني المتحضر  . 
 
من هذه النقطه تحديداً بدأت العلاقه مع الاشقاء تأخذ منحني جديد . 
 
لا احد ينكر انهم كانو يقومون بدور فاعل في دعم اقتصاد بلادنا وذلك من خلال ملايين المصريين العاملين  وما زالو هناك وكذلك المشاريع التي أنشأوها في بلادنا . 
 
وهم يريدون الان  التعامل بمنطق اقتصادي بحت يحقق لهم مصالحهم ويفيدنا ايضاً كطرف اخر في علاقه استثماريه اقتصاديه بحته بعيدا عن عواطف الاخوه والتضامن العربي.
 
لا يمكن لنا ولا مقبول ان نمتعض من سعيهم  نحو الرياده والتطوير فهذا حق مشروع لكل الشعوب  . 
 
و لا يمكن لأحد علي سطح هذا الكوكب  محاربه تأثير وقوه المال الوفير فهذه حقيقه وواقع لا يمكن انكاره . 
حتي امريكا  نفسها لم تعد لها سطوه التحكم فيهم  ولم تعد تمثل الحارس الأمين اهم  كسابق عهدها معهم واصبحت النديه في التعامل هي السمه السائده ألان . الدنيا وظروفها تغيرت واصبح المال هو السلاح الذي تنهار امامه كل العقبات والتحديات ويجذب اليه قامات العالم في كل النشاطات  بل ومثقفيها وفنانيه و الرياضين العالميين .  فنشاط كره القدم الذي يحظي بشعبيه عالميه نجحو في ان يقتنصوا ابرز مناسباته الدوليه وكانت نسخه (قطر) من اعظم البطولات التي اقيمت منذ نشاه هذه المسابقه بقوه التنظيم الذي اوجده وفره المال والتمويل اللا محدود   وذهب العديد من لاعبي العالم ليلعبوا في الدوري المحلي السعودي  ولم يتهمهم  احد بعدم الوطنيه او التخلي عن اوطانهم فلم تكن الوطنيه ابداً ضد المصالح الشخصيه المشروعه  . ولا يمكن لأحد ايضاً  ان ينكر عليهم رغبتهم في اثراء اجواء الثقافه والفن لديهم  كأحد روافد التقدم والتحضر المنشود  . 
 
و انتهجت سياسات جديده تستدعي كل فنون العالم لتعرض في اراضيهم بدلاً من سفر مواطنيهم الي مختلف الدول للاستمتاع بتلك الفنون . 
 
جاءت لهم فرق عالميه و نجوم مشهوره في سماء العالم وكان الفنانين المصريين بما لهم من شهره وموده الفن والغناء  العربي جزء من تلك المنظومة او السياسه  فلما الغضب اذاً ؟ 
 
الجميع يحتاج الي المال وهم يدفعون بسخاء فهم اثرياء وللامانه فهم ينفقون لتقديم فناً راقياً فنجد الاوركسترا الشرقي بكل عناصره وفي ابهي صوره فلما الغضب اذاً ؟ . 
 
وهناك فنانين محترمين قدمو حفلات هناك وتقاضوا الملايين وكانو كعادتهم مثالاً  للوطنية والاحترام ويأتي علي رأسهم ( عمرو دياب ) كمثال ناصع لاحترام الذات والفن الذي يقدمه  وغيره الكثير . 
 
فأذا صدرت بعض التصرفات الشخصيه من البعض فلا تثريب عليهم وتتحمل تلك الشخصيه وحدها  عبء ما قامت به .
 
دعونا نتصارح بأنهم قادرين علي تكلفه  التغيير  اياً كان وجهته والانفاق علي ذلك ببذخ وسعيهم للريادة مشروع بما يملكونه من امكانيات هائله وتطور هائل في بنيه الدوله بصفه عامه ورغبه عنيده لتحقيق ذلك في ظل وجود جيل جديد استقي العلم والخبره من كافه دول العالم المتقدم ويتميز بالتحرر من القواعد المتوارثه. 
 
قد نصاب ببعض الغيره وهذا ايضاً مشروع ولكنها الايام ولكل ايام دول . وما علينا الي  ان ننفض عن نفسنا هذا الإحباط ولا مجال امامنا سوي العمل لاعاده ريادتنا المفقوده ولا تنسو اننا فقدنا الكثير من القمم ولم يجد الزمان بمثلهم لنا  .
 
اتذكر مانشيت الاخبار الرئيسي  الشهير ( ماتت ام كلثوم) و كأنه ينعي موت مصر كلها  معها من فرط وهول هذا الحدث الجلل  والخساره التي لا تعوض برحيلها ولم يستطع اياً من كان ان يخطو نحو مقام( الست ) حتي ألان . 
 
علينا  الان ان نتعامل مع الواقع ودعونا من الشعارات الجوفاء والبكاء علي امجاد واطلال الماضي و التي لن تؤدي  بنا الي شئ  فوطنيه الشعارات والذكريات  قد ولي زمنها وانقضي . 
 
و دعونا من محاوله اهانه الاشقاء بدعوي البداوه والجهاله فكل هذا اصبح تراثاً وماضياً ولم يعد له وجود تقريباً  ولا يليق بنا مثل هذه التصرفات . 
 
السعوديه بلد كبير هائل المساحه والثراء فقد انعم الله عليها بالخيرات وحوت ارضها بيت الله و (جسد المصطفي )  واصحابه الكرام  اضفت  عليها بركات ورزق وفير  من كل اتجاه . 
 
هذا رزق من الله ولحكمه لا نعلمها ولكن يجب  علينا احترام المشيئة الالهيه وتغيير طريقه تعاملنا فكل شئ قد تغير . لنتعامل بنديه الاحترام المتبادل أولاً  . 
 
ثم نستفيد من رغبتهم في التعامل الاقتصادي الحر وننتظر استثماراتهم في قطاع البترول المصري وهو توجه يجب العمل عليه بكل قوه  فهم أخوه علي كل حال والتعامل معهم سيكون اكثر مرونه . 
 
و لن يكونو بيننا غرباء فكلانا  لا يخضع الي  ايدلوجيات  او مذاهب مختلفه فنحن جميعا نملك ثقافات وعادات وديانه  مشتركه سوف تزيل ايه حواجز . 
 
لا تقسو علي فنانينا فهذا عملهم ونشاطهم وهم  يتعاملون في هذا الزمن الصعب كمحترفين يذهبون الي حيث الشهره والمال. 
 
 
ولن ازيد في  هذا وان كان هناك الكثير مما يقال ولكن حان الوقت لأن نراجع انفسنا في العديد من الافكار والتوجهات  والسياسات فشعور  واحساس الغيره الوطنيه لم تعد تكفي وحدها  لتغيير الاحوال ولا تغضب مما تراه فهي الايام ولا شك . 
 
والسلام .. 
سقراط
أقرأ أيضا: النقد الدولي يتوقع زيادة "أوبك+" إنتاجها تدريجياً بدءً من يوليو

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟