للاعلان

Fri,29 Mar 2024

عثمان علام

مجرد رأي…الذين تنطبق عليهم شخصية "ميكي"

مجرد رأي…الذين تنطبق عليهم شخصية "ميكي"

الكاتب : سقراط |

02:26 pm 07/06/2023

| رأي

| 1165


أقرأ أيضا: إنبي 2007 يُقصي الاهلي بهدف نظيف ويصعد لنصف النهائي

مجرد رأي…الذين تنطبق عليهم شخصية "ميكي" 

 

ذكر طائر البط العجيب صاحب المجلة الاسبوعيه الخالدة الصادرة بأسمه . ذلك المنشور العجيب الذي ينتظره الملايين اسبوعياً من الاطفال والشباب وعدد لا بأس به من الكبار . ليتابعوا حكايات تلك الشخصية الفريده التي كان لها من المغامرات والمواقف والاحداث مايجعل الاطفال بل والكبار يتحررون من كوابيس الواقع وينطلقون الى عالم من الخيال والمتعة بتتابع مربعات الاحداث المثيرة المتتالية . 

عالم غريب وفريد والاهم من ذلك كله بسيط ويشي بالسذاجة البريئة وانت تتصفح عالم تلك المجلة الصاخبة بالرسومات والالوان . 

تفنن الناس والادباء في توصيل افكارهم ونقدهم للمجتمع بعيداً عن التوجيه المباشر مدحاً وقدحاً و باشرو الاسقاط بعدة طرق ويأتي على رأسها كل ماهو ساخر في صورة العديد من الشخصيات الخيالية . 

وقد ناقشنا شخصية (فطوطة) في اسمار شهر رمضان الماضي من خلال حلقات (فوانيس علام) ولكن شخصية هذا الموضوع تختلف عن (فطوطة) فشخصية فطوطة لها ابعاد واهداف مختلفة عما نحن بصدده اليوم . 


تأتي شخصية (ميكي) المحبوبة لتضيف ابعاداً جديده ومختلفة للإسقاط و توجيه ما يراه الكاتب والاديب للمجتمع . قديكون التغييب وتشتيت الوعي احد هذه الاهداف في مرحلة معينه من حياة الشعوب وفي ظل عدم وجود هذا التطور الاليكتروني الشرس وتغير طبيعة الحياة اليومية الى شكلها الحالي . وقد يكون النقد والتقريع لصفات منتشرة احداها . ولكل مرحلة بطبيعة الحال اهدافها ومراميها وطرقها في توصيل ما يكتب وينشر . 

وترتكز شخصية (ميكي) الكرتونية على ثلاثة ابعاد مهمة وهي ( التبرير الساذج ، التملق ، الجبن او الخوف من كل شئ) . هذه الابعاد كما تري هي تصرفات في المقام الاول و هي ما تتحكم في تلك الشخصية الكرتونية و تبرر تصرفاتها الخيالية او الغير معقولة وتنقله الى القارئ والمتابع . 


وقد سبقت مجلة (ميكي) وشخصيتها المشهورة كتاب (كيف تكون لطيفاً) للكاتب (رابي كوشنر) والذي حقق توزيعاً هائلاً بأمريكا العام الماضي  بأكثر من خمسين عاماً . ففي هذا الكتاب يحدد المؤلف قواعد التعامل مع الناس ويضع حدوداً للتصرفات  لتحقيق المصالح والاهداف . ورسم مبدئياً بوابات ثلاثه لخروج الكلام منك وهي (نوع الموضوع ، اهمية ماتقول ثم طريقة الالقاء) ،ثم وضع طرقاً محددة للتعامل مع الناس، وهو كتاب يمكن لك قرأته بالتفصيل فهو متشعب التصورات ويخوض في موضوعات عديدة تهتم بطرق التواصل البشري السليم . 

ومن بعض ما قام هذا الكتاب بعرضه يتضح لك اهمية التعرف بعمق على تصرفاتك في مواجهة التعامل مع الناس و هي على كونها علم واسع فأني ارى ان مجلة (ميكي) بدأته منذ اكثر من خمسين عاماً بكل ما عرضته من موضوعات واسلوب حياة . 


و عليك ان لا تنخدع في هزليتها ابداً فهي موجهة بدقة الى عقول الصغار لترسم فيه خريطة المستقبل كما يريدها الناشر وفي نفس الوقت تعطي للكبار برهة من الاسترخاء قد يعقبه بعض التفكر  . واذا كانت هذه المجلة العريقة قد بدأت هذا المشوار من زمن بعيد فأن ما نراه من كتب وعلوم التنمية البشرية حالياً يوضح بجلاء استمرار الاهتمام بهذا العلم الو وقتنا الحالى من خلال علماء وادباء ومفكرين ، وفي ظل تقدم علمي وتكنولوجي واسع المدى في كل المجالات. 

وعلي الرغم من هذا التقدم الهائل في مختلف العلوم وسبل الحياة المختلفة وعلوم التنمية البشرية التي تلح بمعانيها ونصائحها على اعين واذان الناس فى كل منظومة التواصل الحالية تظل تصرفات الناس التي كان (ميكي) بطلها كالاثار التاريخية لا تتغير بسهولة، فما زال التبرير الساذج موجوداً في كل المجالات وخاصة  فيما يتعلق بالإهمال او النسيان او الاحداث الكبيرة الغير مبرره وتسبب حرجاً لمجتمعها . فتجد تلك الشخصيات وقد تقمصت دور (ميكي ) طائر البط العجيب ويبدو عندها للأخرين في صورة غريبة من البلاهة واللامبالاة والجهل ايضاً نتيجة عدم منطقية وفكاهية ما يقدمه من تبرير  . 


واتذكر في هذا المقام رؤيتي شخصيا لموقف تبرير هزلي عندما كنت مصاحباً لمسئول كبير في زياره لاحدي حقول البترول الصغيره في احدى الشركات عندما سئل الضيف  المسئولين هناك عن عدم تشغيل شعلة حرق الغاز فكان الرد : هو عدم وجود ولاعه ؟!! و تتفق معي على ان من قام بالرد هو (ميكي) ذاته فلا يقدر على اصدار هذا التبرير الا هو . فلا هو ادرك قيمة المسئول ولا جدية وخطورة إهماله . 


و مازال من احترف التملق يأتي من التصرفات والافعال ما تجعله في وضع كوميدي مشين وللأسف لا يشعر  صاحبه به ولا يدركه ابداً بل يكون كشخصية (ميكي) التي تقفز هنا وهناك وفي اوضاع وتصرفات مثيرة للسخرية والاشفاق على ما يفعل وينفق فيها من كرامته واحترامه لذاته  الكثير والكثير . 


اما الخوف والجبن فهو صفة اصيله لتلك الشخصية العجيبه فهي تختبئ خلف الحائط او تحت المنضدة او تنزل مذعورة تحت السرير في مشاهد غاية فى الاسفاف و القبح نتيجة الخوف من اي مسئولية او محاسبة على افعال او بغية عدم المواجهة مع من اهم اكثر قوة و علماً وخبرة . والامثلة كثيرة في هذا المنحى الخطير من منحنيات اي شخصية تسير على هذا النهج. 


مازال الادب ذاخراً بما يمكن ان يقدمه للناس منذ عشرات السنين، فكلام الناس للناس له مذاق اخر ومعني مختلف وحرارة تظهر في حروفه وكلماته ومختلط بالمشاعر والافكار . 


ولعلي اطلب منك ان تتجه الى برامج الذكاء الاصطناعي لتسأله عن موضوع هذا المقال ولعلك تسأله عن (ميكي) تحديداً . وستجد معلومات وفيره واحصائيات لا نهاية لها وتاريخ و نشأة الشخصية ومكوناتها ولكن ابداً لن يعطيك ما اراد مخترعها (الانسان)  توصيله لك من معنى وهدف ولن يحيطك بأبعاد الشخصية واخلاقياتها  التي ساقتها لنا في قصصها ومغامراتها ولماذا تأتي بهذه التصرفات الخيالية والقصد منها  . 

ارجو ان تعيد قرأة ما كتبت وتدرك ابعاد و تصرفات تلك الشخصية التاريخية الهزلية حتى لا تكون انت الاصدار الجديد منها . 

سقراط

أقرأ أيضا: فوانيس علام..تخاريف صيام..أكل الزلط

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟