الجمعة 01 نوفمبر 2024 الموافق 29 ربيع الثاني 1446

د جمال القليوبي يكتب: اضطرابات باب المندب وأسعار النفط

17
المستقبل اليوم

د جمال القليوبي يكتب: اضطرابات باب المندب وأسعار النفط 

 

يبدو ان التكتل العسكري "حماية الازدهار" والذي يتشكل من امريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا والذي نجحت فيه كلا من اليابان وامريكا بإصدار  طلب في مجلس الامن باستخدام القوة ضد الحوثيين لما شهدته الأيام الماضية من توقف الملاحة البحرية الدولية في اهم ممر ملاحي في العالم وهو باب المندب والذي تمر من خلاله التجارة الاستراتيجية للغرب واسيا واوروبا ، حيث تمثل تلت التجارة الي اوروبا وكذلك كميات النفط عبر الحاويات لحجم حمولات يصل الي ٧٫٣ مليون برميل يوميا وأكثر من ٦٫٨مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي والتي معظم كمياتها تستهلكها اوروبا ، بل واذدادت كميتها بعقود قصيرة او بطلب من ممولين كي تسد حصة الاستيراد المتوقفة من روسيا . 


وظلت أرو مجلس الامن تبعث العديد من الرسائل والقرارات الي الحوثيين بالتوقف عن استهداف السفن العابرة للمضيق ويظهر فجوة الخلاف في القرار بين روسيا والولايات المتحدة والتي أظهرت فيه الاخيرة ان قرار استخدام القوة آمر ضروري لضرب الحوثيين بينما تري روسيا والصين والجزاءير وموزمبيق وهي الدول التي امتنعت عن التصويت ضد القرار ان ما يفعله الحوثيون إنما هو ردا علي الإبادة الجماعية التي تفعلها اسراءييل في غزة والتي تدعمها امريكا وأوروبا ، وعليه فإن توقف الحرب على غزة يماثله توقف الحوثيين عن استهداف السفن الاسرائيلية والأوروبية  ولكن القرار تمت الموافقة علية بتصويت ١١دولة بقيادة امريكا وبريطانيا . وعليه قام طيران امريكا وبريطانيا من القواعد المتواجدة في جيبوتي وبدعم كلا من استراليا وكندا وهولندا بعدد من الضربات وصلت الي اكثر من ١١٣ ضربة جوية لصنعاء و الحديدة وتعز وحجة وعدن ، بينما رفضت هذا التكتل دول مجلس التعاون العربي ومصر والأردن وكلهم رفضوا الفكرة لاستخدام القوة ضد الحوثيين لانه بدوره سيجر الخليج العربي الي حرب إقليمية حيث ان الحوثيين قد هددوا كل دول الخليج او اي دوله منها بعدم الدخول مع التكتل الغربي الأوروبي او السماح باستخدام اي من قواعد العسكرية الأمريكية الموجودة فيها ضد الحوثيين وإلا سترد علي تلك الدول بقصفها. وطبقا لتقييم الوضع الاقتصادي الحالي لكل دول الشرق الاوسط سوف تجد ان قرارالولايات المتحدة وبريطانيا بالحرب علي الحوثيين في اليمن قد يحمل مضمون ظاهري هو حماية الممر الملاحي ومنع الحوثيين من الهجمات ،ولكن هناك أمور خفية اخري كثيرة بعيدا عن هذا المضمون وهو شد انتباه الرأي العام العالمي بعيدا عن مايجري في محكمة لاهاي التي بينت  جلساتها مدي ضعف الدفاع الاسرائيلي امام الادانات المنظمة في حقاءيق التقرير الذي قدمة موكلي جنوب افريقيا بينما يرد الكيان الاسرائيلي بتبريرات واهية .


والمضمون الثاني هو اطالة الحرب في غزه املا في ايجاد مخرج للفشل الاسرائيلي والفشل الزريع للمخطط الصهيوني من صفقه القرن والمضمون الثالث هو وقف حاويات النفط وشاحنات الغاز من بحر العرب نظرا للأخطار الكبيرة من جراء تفجيرها في عرض البحر وقد توقفت دول عربية كثيرة من إرسال الناقلات الي باب المندب  .


ثم يأتي المضمون الأهم وهو زيادة الخناق الاقتصادي علي دولة مصر والتي تمثل عاءيدات حركة السفن عبر قناة السويس عاملا أساسياً في العملة الأجنبية وبسبب تلك الهجمات التي قامت بها امريكا وبريطانيا فان جزء كبير من الشركات ١٨العالمية والذي أدي الي انخفاض مرور السفن وحيث ان المرور في بابا المندب للنفط والغاز الطبيعي يمثل ٢٥٪؜ من انتاج الاوبك اليومي وكذلك حصص النفط الصينية والماليزية في جنوب السودان لحوالي مليون برميل يومي والتي تنقلها السفن الحربية التابعة لهذه الدول وعلي هذا فان الطلب علي النفط في الاسواق العالمية سوف يقل طبقا للتعاقدات الجديدة علي الوضع الراهن من الحرب في منطقه باب المندب مما يعني فرض حماية وتحويل جزء من السفن والأصعب هو  حول خيار الرد الحوثي الذي قد يطال القواعد العسكرية الامريكية والبريطانية في كل دول المطلة علي المضيق والذي يستدعي التدخل والحماية الامريكية والتي قد تستدعي استقطاع مبالغ طاءيلة من الاقتصاديات العربية إتاوة لتلك الحماية لمرور النفط والغاز . 


وعلي الناحية الاخري فان منظمة الاوبك والاوبك بلس قد تعاني من انخفاض المعروض نتيجه انخفاض وتوقف جزء من مرور حاويات النفط والغاز في مضيق المندب بمتوسط يصل الي ٢٫٧مليون برميل يومي بالاضافة الي الخفض الذي طبقته المنظمة واتفق عليه في الاجتماع السابق رقم ١٨٧ بعدل ٢٫٢مليون برميل ليصبح السوق العالمي متعطش الي حوالي ٤٫٩مليون برميل اي اكثر مما كانت تستهدفه الاوبك نهاية الربع الاول من ٢٠٢٤ بأكثر من ٢٧٪؜ . 

وإذا استمرت هذه الاضطرابات في منطقة باب المندب فان المتوقع من ارتفاع اسعار البرميل سوف تتخطي حاجز ال ١٠٠دولار في خلال الشهر القادم وعندها ستكون الخيارات البديلة لوصول النفط خلال المضيق هو رسوم حمايه عسكرية بالاضافه الي رسوم تامين لخطر التفجيرات للسفن  وعلي نفس النهج سوف تستفيد امريكا من ضخ جزء من المخزن الاستراتيجي التجار ب لديها لسد تعطش كلا من اليابان وكوريا الجنوبيه للنفط والغاز ورفع قدرتها من توريد الغاز المسال عبر مضيق جبل طارق الي اوروبا في حين ان حرك النفط العربي ستعاني من الرسوم الاضافيه للحماية  والتأخير في تسليم الشحنات وبالتالي نقص في اقتصاديات البيع ....... والى تكملة قادمة




تم نسخ الرابط