للاعلان

Tue,25 Jun 2024

عثمان علام

مجرد رأي …مشكله الغاز ليست أكبر من كل الأزمات

مجرد رأي …مشكله الغاز ليست أكبر من كل الأزمات

الكاتب : سقراط |

12:53 pm 06/06/2024

| رأي

| 476


أقرأ أيضا: أنباء عن تعيين رئيس جديد للشركة الفنية لصيانة خطوط الغاز بالأردن

مجرد رأي …مشكله الغاز والحزن المشروع 


تظل بدايات شهر يونيو من كل عام بها من الذكريات الحزينه التي تدمي القلب وتعتصر الامل في القلوب حتي وان كان معظمنا لم يعاصر تلك الايام السوداء . كانت ايام غارقه في حلكه الظلمه.  بكي فيها اباؤنا واخوتنا دماً  مختلط بالدموع الساخنه . كانت الاحداث مؤلمه ونحن نري ابناؤنا يهيمون بدون خطه للأحتماء من شراسه السلاح الغربي الحديث الذي كان ينهشهم بضراوة . ويخطئ من يتصور ان الهدف كان الجيش المصري ، فيكون تصوره قاصر يفتقد للرؤية الشامله لتوجهات القوي العظمي في هذا الوقت . الهدف الحقيقي كان المشروع المصري الذي بدأه عبد الناصر ليجعل من مصر قوه اقتصاديه و عسكريه كبري . كان يحلم بالنظام الاشتراكي الذي يجعل من المجتمع وحده واحده متكامله ، كان يحلم بدخول عصر الصناعه ، كان يحلم بالسد العالي حامي حمي مصر الأن ، كان يحلم  بتحقيق الوحده العربيه بين اقطارها المتعدده . كانت (مصر - ناصر)  هي الهدف الحقيقي لمعركه الغدر اليهودي المعهود . انهم  بحق قوم ضعفاء  ولكنهم مسلحون بأعتي اسلحه الاستعمار القديم والحديث ، مسلحون بفكر الغدر وأشاعه الفرقه بين كل الاطياف والاقطار ، مسلحون  بقدرتهم علي اكتناز الاموال استغلالها في السيطره علي كثير من الشخصيات  والمؤسسات العالميه المؤثره  بفضائح  او مصالح  . هذه هي اسلحتهم التي يستطيعون بها قهر اي جيش من حولهم . اما من الناحيه العسكريه فهم بؤساء جبناء لا يقوون  علي المجابهة او الصمود لحرب طويله . هكذا طعنوا ناصر في قلبه ، وقلب ناصر كان مصر . 


مات ناصر في يونيو ٦٧ ولم يمت في سبتمبر ٧٠  . دفعت مصر كلها ثمن تهور بعض القيادات وانفرادها بالرأي فكان ما حدث ولم يدخل جيشنا معركه بالمعني المفهوم  . تلك الفتره التي عاشها حتي وفاته كان يعيش  بجسده بالفعل ولكنه روحه قد حلقت حزينه في السحاب تنتظر جسده ليلحق بها . ابقي الله جسده علي ظهر الارض حتي لا تضيع مصر في بحر الاحزان واحباط  النكسة . استطاع ان يلملم شعور الشعب ويمسح عنه دموعه وهو يهتف ان المعركه لم تنته ولن نستسلم  . التف حوله شعبه صامداً صابراً  .  بشعبه فقط استعاد قدرات الجيش وتوازنه و كان هذا حجر الزاويه في انتصار اكتوبر المدوي. جعل جبهه القتال ساخنه علي الدوام بين كر وفر . سلم الامانه للسادات ليستكمل الحلم ورحل و قلبه ينبض بحب هذا البلد . تلك هي حياه الشعوب والزعماء الخالدين.  فيها من الحزن والاسي وفيها الزهو والانتصار . كان الحزن مشروعاً وربما مطلوباً واتخذه السادات  بكل ذكاء وقوداً لحربه القادمه مع هذا العدو المتغطرس . تحول الحزن الي غضب ثم الي حماس ثم الي ثقه وحانت الساعه وانطلق كل هذا ليحطم  الرجال كل جبال الحزن واليأس والغطرسه ويذيقو العدو درساً قاسياً لن ينساه ما حيي . وها هي الدنيا تدور وتختلف الحروب ومعها  أيضاً اسباب  الاحزان والافراح . لم تعد الحروب عسكريه بالنار والطلقات بقدر ما اصبحت حرب اقتصاد و مصالح تؤثر علي حياه الامم مثلها مثل الحرب العسكريه بل ربما اكثر . بالتأكيد كان لنا من الفرح نصيب واشتد ساعدنا في الكثير من المجالات وكان من اهمها اكتشافات البترول والغاز  بعد ان ابحرنا في عميق مياه المتوسط .  اكتشافات هائله جعلتنا نسيطر علي سوق المنطقه من حولنا .وجعل لنا كلمه عليا في اسواقه الاقتصاديه ، وهب الينا الاوروبين يطلبون المسانده في امدادهم بالغاز بعد ان تحكمت روسيا في مقدراته من ناحيتها .  ثم تأتي الظروف الحاليه لنعاني من نقص الانتاج ونعود لاستيراده من جديد . واذا لم يشعر احدنا بالحزن فهو يكذب . جميعنا يساوره هذا الاحساس  فقد عاصرنا قبله شعور جميل بالثقه في النفس والمستقبل  . ولكن منذ متي و قد فارقتنا الصعاب والمحن ؟ لا يوجد اقسي من محنه ٦٧ في حياه هذه الامه  . تخطيناها بعزيمه وقدره لا تلين علي مواصله الحياه . وهكذا أيضاً سنعبر  محنه  نقص الغاز ان أجلاً او عاجلاً . 

هكذا تسير مبنا الدنيا و ناموس اعتدناه في مجمل ايامنا . علينا ان نأخذ من دروس الماضي الكثير . فلا عبور لمحنه الا بالتخطيط  والتغيير والعمل الجاد والافكار الجديده . لم يتحطم خط بارليف بقنبله نوويه ولكنه تحطم من مجرد فكره ذكيه و خادعه . فكره مبنيه علي العلم والدراسه والتعامل مع الامر الواقع . هذا ما ننتظره من القائمين علي صناعه الغاز في بلادنا وخبراؤه المعروفين . جاء دوركم بحق لتظهروا للدنيا اننا شعب لايقهر وان مصر لم تعدم فكر وجهد ابنائها وانهم مازالو علي عهد ابائهم العظام اصحاب نصر ٧٣ . وهاهي الفرصه امامكم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: البترول والكهرباء تعتذران عن قطع التيار ساعة اضافية

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟