الكاتب : سقراط |
12:53 pm 06/06/2024
| رأي
| 657
تظل بدايات شهر يونيو من كل عام بها من الذكريات الحزينه التي تدمي القلب وتعتصر الامل في القلوب حتي وان كان معظمنا لم يعاصر تلك الايام السوداء . كانت ايام غارقه في حلكه الظلمه. بكي فيها اباؤنا واخوتنا دماً مختلط بالدموع الساخنه . كانت الاحداث مؤلمه ونحن نري ابناؤنا يهيمون بدون خطه للأحتماء من شراسه السلاح الغربي الحديث الذي كان ينهشهم بضراوة . ويخطئ من يتصور ان الهدف كان الجيش المصري ، فيكون تصوره قاصر يفتقد للرؤية الشامله لتوجهات القوي العظمي في هذا الوقت . الهدف الحقيقي كان المشروع المصري الذي بدأه عبد الناصر ليجعل من مصر قوه اقتصاديه و عسكريه كبري . كان يحلم بالنظام الاشتراكي الذي يجعل من المجتمع وحده واحده متكامله ، كان يحلم بدخول عصر الصناعه ، كان يحلم بالسد العالي حامي حمي مصر الأن ، كان يحلم بتحقيق الوحده العربيه بين اقطارها المتعدده . كانت (مصر - ناصر) هي الهدف الحقيقي لمعركه الغدر اليهودي المعهود . انهم بحق قوم ضعفاء ولكنهم مسلحون بأعتي اسلحه الاستعمار القديم والحديث ، مسلحون بفكر الغدر وأشاعه الفرقه بين كل الاطياف والاقطار ، مسلحون بقدرتهم علي اكتناز الاموال استغلالها في السيطره علي كثير من الشخصيات والمؤسسات العالميه المؤثره بفضائح او مصالح . هذه هي اسلحتهم التي يستطيعون بها قهر اي جيش من حولهم . اما من الناحيه العسكريه فهم بؤساء جبناء لا يقوون علي المجابهة او الصمود لحرب طويله . هكذا طعنوا ناصر في قلبه ، وقلب ناصر كان مصر .
مات ناصر في يونيو ٦٧ ولم يمت في سبتمبر ٧٠ . دفعت مصر كلها ثمن تهور بعض القيادات وانفرادها بالرأي فكان ما حدث ولم يدخل جيشنا معركه بالمعني المفهوم . تلك الفتره التي عاشها حتي وفاته كان يعيش بجسده بالفعل ولكنه روحه قد حلقت حزينه في السحاب تنتظر جسده ليلحق بها . ابقي الله جسده علي ظهر الارض حتي لا تضيع مصر في بحر الاحزان واحباط النكسة . استطاع ان يلملم شعور الشعب ويمسح عنه دموعه وهو يهتف ان المعركه لم تنته ولن نستسلم . التف حوله شعبه صامداً صابراً . بشعبه فقط استعاد قدرات الجيش وتوازنه و كان هذا حجر الزاويه في انتصار اكتوبر المدوي. جعل جبهه القتال ساخنه علي الدوام بين كر وفر . سلم الامانه للسادات ليستكمل الحلم ورحل و قلبه ينبض بحب هذا البلد . تلك هي حياه الشعوب والزعماء الخالدين. فيها من الحزن والاسي وفيها الزهو والانتصار . كان الحزن مشروعاً وربما مطلوباً واتخذه السادات بكل ذكاء وقوداً لحربه القادمه مع هذا العدو المتغطرس . تحول الحزن الي غضب ثم الي حماس ثم الي ثقه وحانت الساعه وانطلق كل هذا ليحطم الرجال كل جبال الحزن واليأس والغطرسه ويذيقو العدو درساً قاسياً لن ينساه ما حيي . وها هي الدنيا تدور وتختلف الحروب ومعها أيضاً اسباب الاحزان والافراح . لم تعد الحروب عسكريه بالنار والطلقات بقدر ما اصبحت حرب اقتصاد و مصالح تؤثر علي حياه الامم مثلها مثل الحرب العسكريه بل ربما اكثر . بالتأكيد كان لنا من الفرح نصيب واشتد ساعدنا في الكثير من المجالات وكان من اهمها اكتشافات البترول والغاز بعد ان ابحرنا في عميق مياه المتوسط . اكتشافات هائله جعلتنا نسيطر علي سوق المنطقه من حولنا .وجعل لنا كلمه عليا في اسواقه الاقتصاديه ، وهب الينا الاوروبين يطلبون المسانده في امدادهم بالغاز بعد ان تحكمت روسيا في مقدراته من ناحيتها . ثم تأتي الظروف الحاليه لنعاني من نقص الانتاج ونعود لاستيراده من جديد . واذا لم يشعر احدنا بالحزن فهو يكذب . جميعنا يساوره هذا الاحساس فقد عاصرنا قبله شعور جميل بالثقه في النفس والمستقبل . ولكن منذ متي و قد فارقتنا الصعاب والمحن ؟ لا يوجد اقسي من محنه ٦٧ في حياه هذه الامه . تخطيناها بعزيمه وقدره لا تلين علي مواصله الحياه . وهكذا أيضاً سنعبر محنه نقص الغاز ان أجلاً او عاجلاً .
هكذا تسير مبنا الدنيا و ناموس اعتدناه في مجمل ايامنا . علينا ان نأخذ من دروس الماضي الكثير . فلا عبور لمحنه الا بالتخطيط والتغيير والعمل الجاد والافكار الجديده . لم يتحطم خط بارليف بقنبله نوويه ولكنه تحطم من مجرد فكره ذكيه و خادعه . فكره مبنيه علي العلم والدراسه والتعامل مع الامر الواقع . هذا ما ننتظره من القائمين علي صناعه الغاز في بلادنا وخبراؤه المعروفين . جاء دوركم بحق لتظهروا للدنيا اننا شعب لايقهر وان مصر لم تعدم فكر وجهد ابنائها وانهم مازالو علي عهد ابائهم العظام اصحاب نصر ٧٣ . وهاهي الفرصه امامكم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . والسلام ،،
#سقراط