مجرد رأي.. أيام تفصل مسيرة الأيام  

تذخر حياتنا بالعديد من الايام والمناسبات التي تشكل عقداً إجتماعياً يسري علي كل البشر . ايام تتوحد فيها المشاعر والافعال والطقوس .كلهم فاعلوها بلا امر ولا قرار . هذه الايام عادة ما تكون فاصلاً في مسيرة الايام . فيها يتوقف الانسان لبرهة ليري ما خلفه و يحاول استطاعته ان يري ما بقي من امامه . زحام الحياة وكثرة احداثها ربما تغشاه لأيام او سنوات ولكن تأتي ايام تشبه المحطات الاجبارية التي يجب ان يقف فيها اتوبيس كبير محمل بالبشر منهم المغادر ومنهم يبدأ رحلته واخرين مازال امامهم وقت ليصل مبتغاه وهدفه ، وانت بالتأكيد لن تخرج عن تلك النوعية من الركاب . 

لا شك ان وقفة مشعر ( عرفه) هي احد اهم المحطات في عمر الانسان . ينزل فيها عن صهوة احلامه ومشاغله يتلفت فيها من حوله فلا يجد احداً منتبهاً اليه او يعيره اهتماماًً. كل له شأن يغنيه .ربما جال في خاطرك ان تعتبر هذه الوقفة مجرد ساحة للدعاء علك تغتنم فيها اجابة او استجابة . و هذا بالفعل حق مشروع ومستحب ولكن الدعاء من قلب اجوف يضعه في رمزية الاعمال ليس الا. هذه المحطة تحديداً في حياتك يجب ان تكون فيها على دراية كاملة بما فعلته قبلها ولا تتنصل منها بأي حال . تنصلك ونسيانك يفرغ الطلب من معناه ويجعلك كمن يطلب مقابلاً لما انفقته لتصل الى هذا المكان . هذه الوقفة هي وقفة لك فقط فيها تتأمل نفسك أولاً فأذا وقفت معها وحاسبتها فتأكد ان من ذهبت اليه راجياً سيتصالح معك ويعطيك فرصة لأن تعود الى ما اتفق عليه معك منذ زمن بعيد واخلفته . عشمك في تكرار الوقفه ربما يكون نوعاً من الضلال او المقامرة فما ادراك بقدرتك علي العودة . هكذا يكون حال كل مؤمن مسلم يقف علي هذه الارض الطيبة يجاهد تدافع الاحداث ونفسه واحاسيس الذنوب والظلم الي ان  تخرج متدفقه منه كما تخرج الشوائب والاوساخ من الثوب . لا تستجدي دمعاً تبغي به صلاحاً وتقول هكذا يفعلون فما هي الا قطرات ستجف على وجهك قبل ان تصل الى انفك . دموع الندم والخوف هي الشلال المتدفق الذي يجرف امامه كل عقبات حياتك لتري راحة لم تكن تشعر بها في خضم ما كنت تعيش فيه وتمرح . . لن يستطيع كل ذلك الا انت و لن يفعله او يقدر عليه سواك فهو لنفسك لا لأحد غيرك . لن تنزل الملائكه لتساعدك في تنظيف ثوبك . لن يحدث هذا فأنت صورة من صور الله علي الارض جعلك عاقلاً فتياً و اعطاك من القدرة الكثير .

ونسير الى النهايه تتراءي فيها الصورة في اروع كادر وهي نفره الحجيج الي مزدلفه بعد ان حاسب كلاً منهم نفسه و قام بتنظيف سريرته ليزداد الرداء بياضاً فتري نهراً من اللبن الابيض يتدفق من عمق هذا الجبل الصخري الوعر وتتعجب من شكل هذا المنظر المهيب وانت تراه من اعلي . انها البشارة والغفران والسريرة النقيه كلها اجتمعت لتشكل نهراً نورانياً يجري متدفقاً في ارض ميته يعيد لها خضرتها ورزقها من جديد و يعيد الحياه للأرواح بعد ان كادت تموت فموت الجسد فهو اهون الامور . 

هكذا هي محطات حياتنا  تعمر بكثير من العبرة والوقوف مع النفس والتخلص من ادران ماسبق ودائماً  ما تكون بداية جديدة لتستمر الحياة . أما من استمرأ سياسة فاصل ونواصل فكان له أن يبقي من حيث اتي . 
كل عام وانتم بخير ،، وعيد سعيد 

#سقراط