رسالة شكر لكل أب ..ياسمين الجاكي 

قبل أن نطوي صفحات شهر يونيو لا يمكننا ان نغفل عن احتفالية تمر علينا بهدوء وسلام  ، تذكرنا بكل معاني الحب والتقدير والأمتان ، احتفالية تأتي بصوت خافت خجول ، لتلقي الضوء على هذه الشخصية العظيمة المؤثره في حياة كل فرد فينا.

الإحتفال بتكريم أيقونة القوة والأمان والعطاء ، وسر ترابط الأسر ودفئها ،معنى الاستقرار والدفء والحمى ،و العمود الذى تقام به المنازل…انه (الأب) ، 

(الأب) كلمة قليلة الأحرف، كثيرة المعاني والمقاصد، عظيمة الأثر، هو ذلك الجدار الذي تحتمي به من كل شر يواجهك، هو ذلك القلب الذي يقسوا عليك أحياناً ليراك أفضل البشر، ويكون في قمة الحنان والعطف بمجرد إحساسه بك عند لحظات خوفك او ضعفك…هو السند الذي يجعلك تشعر دوماً بالقوة والأمان ،السعادة والفخر، الكرامه والعزة ، فمهما واجهتك الأزمات ستبقى مطمئناً بوجوده بجانبك، مع بداية كل صباح، يحلو اليوم برؤية وجهه البشوش، تستمع لدعواته التي تثلج صدور أبناءه وتحميهم من كل شر، منذ أن يترك منزله يبدأ خوض رحلة العمل بنفس راضيه، صبوره ، مكافحة، مستعدة لبذل أقصى ما فى وسعها لتلبية رغبات اسرته والحفاظ على استقرارهم، يواجه نوعيات مختلفه من البشر، يتعرض لمختلف الظروف، يصبر ،يتحمل، يتجاهل ويتغاضى ، ويتناسى تعبه من أجل أرواحاً معلقة بروحه، وقلوباً مرتبطة بقلبه ، حين يغيب عن منزله يغيب معه الأمن والأمان لحين سماع خطوات قدمه ليبث روح الأمل والسعادة من جديد ، و يفتح احضانه ليضم ابناءه إليه ، فبوجوده تعم السكينه وينتشر الدفء من جديد .
 
قد يمر بأزمات ومصاعب لايبوح بها ولا يظهرها للحفاظ على هدوء اسرته واستقرار حياتهم .
و قد يكون في شدة مرضه ويخفيه وراء هذه القوه وهذه الابتسامه الهادئه التي توحي لك بالأمل والثقة. 

الأب ، هذا المعنى الذي له عظيم الأثر في حياة كل من حوله، فهو الأبن الأول والشريك الأوحد لزوجته ، الحياه بأكلمها لإبنته، و فارس أحلامها منذ الطفوله ، هو الصديق المقرب لإبنه ، والأبن البار لوالديه، هو العز والعزة ، والسيره التي تلازمك طيله حياتك ، هو القدوه والفخر وهو الوطن والملجأ والملاذ.
من نتعلم منه أجمل معاني الحياه ؛ الصبر،الحكمة ، الإعتزاز بالنفس ، الكرامة ، الصمود والقوة ، أول مدرسة تغرس فيك احلى الصفات ، يأخذ بيدك منذ الصغر، يقويك عند الضعف ، ويكون خير سند لك عند انهيارك ، هو من يزرع بداخلك الطموح والأمل ومن يدفعك دوماً نحو الأمام لتحقيق ذاتك ، يلقيك في دوامة الحياة ولا يغفل عنك ، فيراقبك من بعيد لتخوض تجارب الحياه وتبقى عينه تحميك وقلبه يحويك وروحه تحاوطك اينما تواجدت.
 
هو تلك الملامح التي نعشق النظر اليها بتفاصيلها المختلفة ،بين تجاعيد وجهه ترى تضحيات عده قدمها لك ، وخلف نظارته الصغيره  ترى عيونًا يسكنها الحب والدفء، وبين خصلات شعره الفضي تتذكر نعيمًا وكرمًا عشته بجانبه، 

الأب ، هو تلك الروح التي تظل معلقة بك فى جميع مراحل حياتك ، حتى عندما تفارقك تظل تحوم حولك وتظهر في كل موقف يواجهك ، هو الحب الدائم الذي لا يموت أبداً. و الظل الذي تأوى إليه في كل حين. 

باقة ورد وعبارات حب وتقدير واحترام لكل أب مكافح، صبور ،معطاء و مناضل ، يضحي ويعطي دون كلل او ضيق.
 ورسالة اشتياق ممتزجه بدموع لا تجف  لكل اب فارق الحياه وترك ذكرى وسيره حسنة تصاحب ذريته في كل وقت و مكان .